القاهرة 03 نوفمبر 2022 الساعة 07:26 م
بقلم: فاطمة نصار
هي جميلة الجميلات، كانت من أحب الزوجات للملك رمسيس الثاني من شدة حبه لها بنى لها معبدا من معجزات فن العمارة في مصر القديمة، وهو أبو سمبل الصغير القريب من معبده أبو سمبل الكبير، والمعبد وجهته مزينة بستة تماثيل أربعة منهم لرمسيس الثاني واثنين للجميلة نفرتاري، وبنى لها مقبرة من أجمل وأفخم مقابر وادي الملكات وجمالها واضح من خلال النقوش ودقتها وبراعة التصوير، واستخدام ألوان زاهية أظهرت جمال وأناقة الملكة نفرتاري.
المقبرة مليئة بصور الملكة نفرتاري فهناك صورة للملكة وهي جالسة تحت القبة، وصورة توضح الملكة "الكا" ممثلا في صورة طائر له رأس إنسان يرفرف بجانبها ومنظر للملكة تتعبد للشمس التي يحملها أسدان، وعلى يمين القاعة نرى الملكة أمام أوزير متعبدة للشمس وهناك صورة لإيزيس وهي تقودها أمام خبر معبود الشمس الممثل برأس الجعران وفي منظر آخر تقدم الملكة أدوات الكتابة لـ "لتحوت" والقرابين لـ "بتاح"، وعلى الجدران الجانبية للسلم المؤدي للحجرة الثانية نشاهد الملكة أمام المعبودات المختلفة، ونشاهد بعدها إيزيس ونفتيس يركعان في منظر جميل لـ "ماعت" وهي تنشر جناحيها.
وعندما نصل إلى حجرة الدفن بعد السلم نراها مقامة على أربعة أعمدة معظم صورها مهشمة.
وقد تم اكتشاف المقبرة سنة 1904م، ولم تفتح إلا في أوائل التسعينيات بسبب حدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح، حيث عثر على المدرج وفي أعلى الباب الذى يقابل العتبة صورة للأفق مع عيني حورس أوجات والمعبودتين نفتيس وإيزيس في حالة تعبد، ومن حولهم خرطشان يحملان اسم نفرتاري.
وقد وجدت المقبرة مفتوحة، كما اكتشفوا أنها سرقت، وكانت في حالة غير جيدة، فالبناء سقط على المدرج، وفي الغرفة الأولى وصل إلى السقف، أما باقي الغرف فقد سقط بالكامل، وفى الغرفة الأولى هناك ممر ينتهي بغرفة مستطيلة الشكل، ففي آخر الغرفة الأولى هناك درج يؤدى إلى غرفة التابوت المكونة من أربعة دعائم وثلاث غرف صغيرة في وسط القاعدة وجد عالم المصريات سيكياباريلي:
1. قطع من الجرانيت الوردي تابعة للتابوت الأول
2. قطع من الخشب مطلية بالذهب تابعة للتابوت الخشبي
3. قطع من الأشبيت تحمل اسم نفرتاري
4. أواني كبيرة مكسرة
5. قطع من المومياء وبعض اللفائف
6. قطع آنية من الألباستر
7. بعض الحلي
8. بعض الأثاث الجنائزي
9. زهرة لوتس مطلية باللون الأزرق استعملت كقبضة لصندوق.
10. تعويذة في تجويف حفر في الحائط في غرفة التابوت
تعد المقبرة أجمل المقابر في الوادي، ألوان زاهية ونمط متميز رغم تآكل الجدران من جراء تسرب المياه، كانت نفرتاري ملكة عظيمة لما كان لها من أثر واضح على حضارة مصر القديمة، وقد حكمت نفرتارى لمدة 24 عاما، وكانت متعلمة وقادرة على كتابة وقراءة اللغة المصرية القديمة، كما أنها استخدمت مهاراتها في الحكم.
ألقاب الملكة نفرتاري:
1. حلوة الحب
2. سيدة النعمة
3. عظيمة التسبيح
4. سيدة الأرضين
5. التي تشرق لها الشمس
6. الزوجة الملكية العظمى
7. زوجة الثور القوي
معبد نفرتاري:
تم بناؤه على بعد 100م فقط من معبد رمسيس الثاني، وهو يقع في أبو سمبل، وكان هذا المعبد قد بني بأمر من رمسيس الثاني تقديرا لها، يعتبر معبد نفرتاري أصغر معبد، ويظهر فيه تمثال عظيم لكل من نفرتاري والملك رمسيس الثاني، وبعض التماثيل الصغيرة للأطفال الملكيين في جوار التمثالين الضخمين، ويوجد في داخل المعبد قاعة عمودية ضخمة تحتوى على أعمدة بقمم منحوته بشكل رأس حتحور.
وفاة نفرتاري:
توفيت نفرتارى في عام 1250 قبل الميلاد، من المرجح أنها ماتت بعد حكم 25 عاما، وشيد لها زوجها الملك رمسيس الثاني أكبر وأجمل مقبرة موجودة في وادي الملكات وهو قبر مميز ومثال رائع على الزخارف البارعة، ولقد تم تزيين هذا القبر بألوان ساحرة باللوحات الجدارية.
المراجع:
(1) محمد علي سعد، الدور السياسي للملكات، القاهرة، 1998.
(2) إريك هورننج، وادي الملوك أفق الأبدية، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2002.
(3) ليديا هويت فارمر، أشهر ملكات التاريخ، القاهرة، 2017.
|