القاهرة 25 اكتوبر 2022 الساعة 09:25 ص
بقلم: أحمد عبد الظاهر
تجلس وحيدا الآن، وقد وصلت للنهاية، تفكر في المصير القادم أليس كذلك؟
هل ما زلت تعيش على أمل بأن يكون الغد أفضل، وأنك ستغير من نفسك في الوقت المناسب، الذي ربما يكون بعد موتك مباشرة! وحياتك التي تسير فيها غير مبالٍ بالنتيجة؛ كشرب الهيم؟ هل انتهى الصراع بين ذاتك وعقلك؟ أم أصبح يغلي كغلي الحميم؟ انتهى وقتك الذي لطالما كان معك، وتركك بمفردك في أرض لوم الذات.
أهلا بك الآن في صراخ يا ليتني، ليتني فعلت كذا وكذا قبل أن أفعل كذا وكذا، ليتني قبلت تذكرة الذهاب لرحلة إلى فلسطين ولم أختر تذكرة الرحلة للمريخ، هل سيفيد ندمك الآن؟ لقد تطايرت الصحف، وأخذ كل منا ما يستحق وانتهى، فلا تندم الآن، الآن بعد أن هدأت روحك.
مرحبا بعبقرية الذات التي كانت ستفعل كل شيء كما يجب أن يكون، لولا ذلك السبب الذي وقف في طريقها كالسحابة التي تقف أمام الشمس فتحجب ضوءها، أهلا بعبقرية الذات التي كانت ستذهب بكَ إلى القمر لولا أن حبيبتك أصرت ألا تتركها وحيدة على كوكب الأرض! أحسست بالذنب الآن؟
الآن أتركك مع صديقتك في كل وقت أحسست فيه بالفشل، المبررات، أجل المبررات القادرة على قول إن الذنب ليس ذنبك، وأنت هكذا أفضل من قبل، أنت لم تفشل، فلماذا تشعر بالندم؟ ربما لو كنت ذهبت إلى القمر لانحرفت السفينة إلى الشمس واحترقت حينها، الحمد لله أني لم أترك حبيبتي وحيدة في الأرض، هل انتهيت الآن؟
سأذهب الآن تاركا إياك مع العقل المدبر الذي لا غنى عنه، فهو يجد كل الحلول المناسبة والصحيحة لجميع المواقف التي تقابلنا في حياتنا، ولكن بعد أن ينتهي الموقف، وتقع النتائج، وبعد أن يخسف بنا الأرض، حينها يجد حل لكل ما يحتاج إلى حل، بعد أن مات جميع الزرع، وجد حل في إعادة زراعته وحصده في أقل من سبعة أيام! تبا لك أيها العقل!
الآن تعلمت من خطئك؟ لا تكرره مرة أخرى، لقد حدث ما حدث، عليك بالمستقبل، فالحياة لا تتوقف من أجل خطأ واحد، ربما دائما تخطئ، ولكن لا تيأس سيأتي عليك وقت لا تخطئ، هذا حديث القلب!
هل تعلمت من موقفك الآن؟ أهلا ومرحبا بك في موقف وخطأ جديد!
|