القاهرة 18 اكتوبر 2022 الساعة 08:30 ص

قصة: لورا ريتشاردز - كاتبة أمريكية
ترجمة: سماح ممدوح حسن
في يوم ما، سمع ملاك طفلا يبكي، فجاء ليرى ما المشكلة. وجد الطفل يجلس على الأرض، موليا الشمس ظهره، وكان الوقت ذروة النهار، ينظر الطفل إلى ظله الممدد أمامه على الأرض وينتحب بمرارة.
"ماذا حدث أيها الصغير؟" سأل الملاك.
"العالم مظلم للغاية! انظر، كل شيء رمادي قاتم، كل شيء قبيح. لماذا يجب عليّ البقاء فى هذا العالم الرمادي الحزين؟" أجاب الطفل.
"ألا تسمع تغريد العصافير، ونداء الأطفال الآخرين بعضهم للعب؟" سأل الملاك.
"نعم أسمعهم، لكن لا أعرف أين هم، لا أستطيع رؤيتهم. أنا لا أرى سوى الظل. ولهذا، فإنهم لو رأوا ما أرى من ظل فلن يغنوا ولن ينادوا بعضهم للعب، وربما سينتحبون كما أفعل أنا الآن".
رفع الملاك الطفل وأوقفه على قدميه بمواجهة الشمس، وقال للصغير:
"انظر!"
مسح الصغير دموع عينيه، ونظر. وأمامهما رأى كل الحقول خضراء وذهبية تتلألأ بقطرات الندى، والأطفال الآخرين يركضون جيئة وذهابا، يضحكون ويتصايحون ويتوجون بعضهم ببراعم الورود.
"هناك بالفعل أطفال!" قال الولد.
"نعم، بالفعل هناك أطفال" رد الملاك.
"والشمس مُشرقة!" قال الولد.
"نعم، طوال الوقت مشرقة"رد الملاك.
"اختفى الظل!" قال الولد
"أوه، لا! الظل لم يختفِ، بل هو خلفك حيث مكانه. والآن، اركض واجمع الورود للصغار الجالسين على العشب هناك".
|