القاهرة 16 اكتوبر 2022 الساعة 01:55 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
تجدد اللقاء..
ما زال القراء يتساءلون لماذا أكتب لك، وإجابتي ما تزال ذاتها.! ولماذا لا أفعل؟!
كيف لي أن أجد صديقا وفيًا يجيد الإنصات مثلك، شاركني ومازال يشاركني كل تفاصيل حياتي السعيدة والمعقدة.. صديق شاركني مراحل تكويني منذ طفولتي وصولا لما أنا عليه الآن.. بل الأجمل أنه جمع العديد من كل بقاع الوطن، اجتمعنا بفضل ابتسامته الساحرة وهدوء ملامحه ومعزوفاته الآسرة التي أسرتني أنا ومن يحبه مثلي.! تطور الأمر فأصبحنا نتهادى الرصاصة، لتظل في جيبوبنا وقلوبنا في شتى بقاع الأرض.. هذا بخلاف دورك في جمع شمل المحبين وكل من يدمن لحنك الملحمي مثلي..
لا أخفي عليك أن هناك العديد والعديد من الأسباب التي تجعلني أكتب إليك وألا أتوقف، لعل أبرز هذه الأسباب هي متابعة من يقرأ رسائلنا وينتظرها بشغف ويترقب همسنا كل لقاء..
عزيزي عمر خورشيد،،
ما أجمل أن يكون اللقاء بسببك أو بسبب من يحبك مثلي.. أجمل ما في اللقاء هو الاتصال الروحي، التواصل البصري، التركيز على لغة العيون وتبادل النظرات، وترقب المشاعر المختلفة والانفعالات..
أحب أن أركز مع من يحادثني، أحب الإنصات إليهم لا سيما صديقي الفيلسوف، أحب لقاءاته، نقاشاته، وانفعالاته، عندما يتحدث بحماس وينتقد هذا وذاك.. يروقني أننا نتفق كثيرًا في العديد من الأمور والنقاط، بل أننا نكاد نتشابه في العديد من الصفات والطباع، ولدينا نفس القناعات، لا أدري هل هذا معتاد أم تراه شيء نادر الحدوث؟!
أظنها ميزة، فمن النادر أن نجد من يضحك معنا دون تصنع.. من يستوعبك دون أن يصدر عليك الأحكام المسبقة.. أن تتحدث معه في كل كبيرة وصغيرة دون تردد أو ذرة تفكير، من تتصرف معه وأنت على طبيعتك ولا تتجَمّل من أجله.. ليقينك انه يتقبلك كما أنت.!
لذا امتن كثيرا لعثوري عليه خاصة وأن لحنك الذي أعشق هو الرابط الخفي الذي يجعنا دوما.. هناك شيء ما احترنا في تفسيره يجمعنا، يجذبنا تجاه بعضنا البعض كلما اختلفنا.. رابط يعيدنا لنقطة البداية كلما أخذتنا الحياة، وفرقتنا الأيام، وتهنا في دروب الحياة..
عزيزي عمر خورشيد،،
ما أجملها من أيام.! تلك التي بدأت بنسمات الهواء الباردة والهدوء، بدأت الأماكن التي أحب تخلو من الرواد، بدأت الحياة في الانتظام والاستقرار..
كم أود أن تمتد هذه الأيام لأطول فترة ممكنة.. أود أن تظل طيلة العام، ففيها يمكنني أن انطلق، أن اكتب، أن أحلّق بحرية في سماء العشق، كما يمكنني أن أرقص تحت المطر مع فارسي الفيلسوف.!
يمكنني أن أتحول لطائر يحلق في السماء ولا يحط على الغصن إلا لمقابلة فيلسوفي وصديقة الممر وأنت.!
اختلفنا مجدداً.. أنا وهو.!
فهو يحب هذه الأجواء بلا شك، لكنه يكره رؤية تلك الأماكن وهي خاوية.. يحب أن يكون مع رفقة.! أما أنا فلا أمل أبدا من البقاء فيها حتى ولو كنت بمفردي، ربما لأنني لا أكون بمفردي قط، فأنت معي وكذلك هو.!
لا أخفي عليك، أتخيلنا دوما في مزرعة كبيرة، بها أرجوحة، وحديقة متواضعة، ومنزل خشبي، ومهر، وكلب، وأنا، وأنت، وهو، وكتبنا، وجيتارك.!
أكتب أنا، ويقرأ هو.. نتناقش، وتمتد أحاديثنا.. نختلف، ونتفق في وجهات النظر.. أنظر لجيتارك فيعيدني لفيلمك الذي أحب لأجد لحنك الملحمي يجمعنا، يهذب أروحنا، يحثنا على الترابط، على الإصرار، على التحدي، على الانطلاق للأمام، للغد بما فيه من أحلام لا تنتهي، وأمنيات محالة.!
عزيزي عمر خورشيد،،
اعتدت أن أردد ألا مستحيل في قاموس حياتي، وهذا ما أؤمن به حقا، فالمستحيل نحن من نجعله مستحيلا، والممكن نحن من نسخر له الاستطاعة.!
عزيزي عمر خورشيد،
كن بخير؛ حتى نلتقي..
وإلى اللقاء
|