القاهرة 10 اكتوبر 2022 الساعة 12:05 م
كتبت :هبة صبحي
يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي للبريد في يوم 9 أكتوبر من كل عام، حيث أُعلن عن تاريخ الاحتفال في مؤتمر الإتحاد البريدي العالمي الذي عُقد في طوكيو عام 1969م، وبدأت بعدها العديد من الدول تستخدم المناسبة لعرض وترويج المنتجات والخدمات البريدية الجديدة، زيأتي شعار الاحتفال لهذا العام 2022 بعنوان "البريد في خدمة كوكبنا".
وقد عرف المصريون القدماء النظام البريدي، وأغلب الظن أنهم استخدموا في نقل البريد سعاة القدم، حيث كانوا يستخدمون النيل كوسيلة للمواصلات، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش، وتعد أول وثيقة جاء بها ذكر للبريد في مصر القديمة ترجع إلى الأسرة 12، وهي وصية كاتب لولده يتحدث فيها عن صعوبة المهن الأخرى غير الكتابة، وذكر مهنة ساعي البريد قائلاً أنه "يحمل أثقالاً فادحة، ويكتب وصيته قبل أن ينطلق في مهمته توقعًا لما قد يصيبه من الوحوش والأسيويين"، كما أثبتت لنا رسائل تل العمارنة الدبلوماسية خلال عهد الملك أمنحتب الثالث والرابع أن ملوك مصر كانوا يرسلوا سعاة البريد إلى دول الشرق القديم، حيث كان هؤلاء السعاة يتقنون لغة البلاد التي يحملون إليها الرسائل، أما الرسائل الداخلية فكان لها بريد منظم وكان لها سعاة يعرفون بالأمانة، وفي العصر البطلمي تطور نظام البريد وأصبح سريعًا منتظمًا للمراسلات الخارجية، وله مكاتب بريد منتشرة على طول الطريق بين المدن، واستخدم فيه السعاة الخيول، وفي العصر الروماني استخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للخيول ومحطات راحة على طول الطرق لاستبدال الخيول والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة.
أما في العصر الإسلامي فقد أنشأ أول ديوان للبريد في عهد الخليفة معاوية، كما استخدم الحمام الزاجل في عهد الملك أحمد بن طولون، واستخدمه الفاطميون أيضًا وأعدوا له ديوانًا بأنساب الحمام، وأنشأ له الملك الظاهر بيبرس أبراج كانت بقلعة الجبل وعلى طول طرق البريد، ثم تطور البريد في عهد محمد علي باشا، حيث أعد المحطات ونظمها بين العاصمة وأهم مراكز القطر وجعل القاهرة المركز الرئيسي للمراسلات، وأصلح الطرق لسعاة البريد، واستخدم الأساطيل والجيوش والسفن لمعرفة أخبار حملاته الحربية.
|