القاهرة 02 اكتوبر 2022 الساعة 12:02 م
من أجل خفض أطنان من انبعاثات غازات الدفيئة، وإيقاف التدهور البيئي، والمساهمة في الوصول إلى الصافي الصفري للانبعاثات الكربونية، والحفاظ على درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وحماية التنوع البيولوجي، والقضاء على الاستخدام غير المستدام للأراضي الزراعية، رصدت الحكومة المصرية نحو مائتان واثنان مليار دولار لتمويل حزمة المشروعات التي تواجهة بها التغيرات المناخية.
وتدخل حزمة المشروعات التي تواجه بها الحكومة المصرية اضطربات النظم الإيكولوجية ضمن استراتيجة مصر 2050 لتغير المناخ، التي تنطوي على مدي زمني يتسق مع اتفاقية الدول الأطراف بجمعية الأمم المتحدة لمكافة تغير المناخ، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، لاسيما أن استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف cop27 يمثل نواة حقيقة للانطلاق نحو مستقبل أخضر يتطلب بذل الكثير من الجهود والتعاون الدولي لتأمين مسار الوصول إليه.
• مشروعات إعادة التوازن البيئي:
نهضت الحكومة المصرية لمكافحة تغير المناخ بحزمة مشروعات مستهدفة التخفيف من حدة أثاره والتكيف مع تداعياته، وبحسب برنامج عمل المجلس الوطني للتغيرات المناخية، حازت مشروعات الهيدروجين الأخضر والنقل الكهربائي أولوية للتمويل، وتليها منظومة الصناعة الصديقة للبيئة، والتي تستهدف إدخال برامج تكنولوجيات حديثة تعتمد على تقنية التقاط الكربون وتخزينه خلال دورة الصناعة، ثم تأتي في المرتبة الثالثة ضمن أولويات التمويل المشروعات الزراعية لمواجهة تغير المناخ، والتي تستهدف إنتاج محاصيل متوائمة مناخياً، وهكذا إجراءات ضد ارتفاع منسوب سطح البحر بما يعرف ببرنامج حماية الشواطئ، ومشروعات استخدام تنكولوجيا الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر.
• الطاقة الحديثة كلمة السر:
دائمًا تكون الإجابة: "الطاقة".. وقديمًا كانت الحلول التنموية والركيزة الأساسية لقوام الاقتصاد في توفير الطاقة لقيام الصناعة، وذلك ما شهدته الثورات الصناعية منذ القرن الثامن عشر حتى الربع الأول من القرن العشرين، مع إزدهار الثورة الصناعية الرابعة التي عززت الاعتماد على التكنولوجيا كجزء لا يتجزأ من الحياة في المجتماعات المتقدمة، وهو ما انعكس في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا واليابان، إبان انتهاء الحرب الباردة، وخلال عقود قليلة واجهت الطاقة والتكنولوجيا الحديثة اتهامات الإضرار بالبيئة والتسبب في التلوث البيئي، إلى أن أثبتت الدراسات البيئية والمناخية أنها أحد العوامل الرئيسية التي اعتمد عليها النشاط الإنساني في إحداث ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي أدت إلي تغير المناخ.
وفي مصر نجد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائم التوجيه بتعزيز الجهود الوطنية المتعلقة بزيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ويأتي تفسير ذلك في أن السر في الطاقة، مثل ما كانت هي السبب الرئيسي في الإضرار بالبيئة، هي أيضًا السبب الرئيسي والعامل الذي ليس له بديل في الحفاظ على البيئة، ولكن ليست أي طاقة قادرة على ذلك، فهناك العديد من مصادر الطاقة، ولكن هنا نحن نتحدث عن الطاقة المتجددة، وأيَضًا الطاقة الحديثة، فالطاقة المتجددة منها الطاقة الشمشية والرياح وهما الأشهر بخلاف مصادر أخرى، بينما الطاقة الحديثة تتمثل في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة.
• المستقبل الأخضر:
الحقيقة أن الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية في مواجهة تغير المناخ كثيرة، وفاعلة، وذات قيمة مضافة تصب في جانب دعم الاقتصاد المصري، خاصة في ظل الأزمات العالمية التي المتلاحقة سواء على مستوى الكوارث الوبائية، أو الأزمات الاقتصادية، أو السياسية عالميًا، فالتحرك المسبق من الجانب المصري نحو مواجهة أكير تحديات التصدي لتغير المناخ -وهو التمويل- يؤكد أن مصر قادرة على بلوغ المستقبل الأخضر وبجدارة.
|