القاهرة 27 سبتمبر 2022 الساعة 11:56 ص
كتبت:ياسمين سعيد
منحت أكاديمية الفنون الباحثة سارة شكري خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور _ درجة الماجستير بامتياز عن بحثها المقدم بعنوان "تصميم المنظر المسرحي في عروض مسرح الطفل منخفض التكاليف_مسرح الهيىة العامة لقصور الثقافة _نموذجًا في الفترة من 2000حتى2015" بحضور لجنة المناقشة الدكتور عبد المنعم مبارك الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور وعميد المعهد الأسبق مشرفًا أساسيًّا ومناقشًا والدكتور مصطفى عبد الهادي سلطان الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور وعميد المعهد الأسبق مشرفًا أساسيًّا ومناقشًا والدكتور محمد زعيمة أستاذ الدراما والنقد المسرحي بالمعهد العالي للنقد الفني مناقشًا من الخارج وبحضور رئيس الأكاديمية الدكتورة غادة جبارة ولفيف من أساتذة ومبدعي المسرح الذين أثنوا على أهمية وقيمة وثراء الرسالة.
تحدثت الباحثة في البداية عن العروض المسرحية التي تقدم للطفل ومدى احتياج العروض إلى صور مرئية مبهرة تحترم وجدانه وخياله؛ مما قد يتطلب وجود ميزانيات إنتاج ضخمة، وهو ما قد لا يتحقق في العروض التي تنتجها الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي على الرغم من أنها "ترصد مبالغ ضخمة كل عام لإتاحة الفرصة أمام جموع المواطنين في أنحاء الجمهورية كافة لممارسة الفن المسرحي، فإن نصيب الموقع الثقافي الواحد يظل ضئيلا إذا ما قارناه بأسعار السلع والخدمات التي تضاعفت في السنوات الأخيرة"، وكذلك بسبب تقيد الإنتاج بالعديد من اللوائح والقوانين.
كما استهدف هذا البحث دراسة العروض المسرحية الموجهة للطفل، والتي تتميز بانخفاض تكاليف شراء الخامات المرتبطة بالديكور مقارنة بالعروض المسرحية الأخرى الموجهة للطفل ذات الميزانيات المرتفعة. وعلى الرغم من أن أثر هذا الانخفاض يكون نسبيا؛ حيث إنه قد يكون محفزا للحلول الخلاقة والمبدعة، وقد لا يحقق متطلبات العرض؛ مما يؤثر بالسلب على الإبداع. وإذا كانت هذه الدراسة تهتم بالعروض منخفضة التكاليف، فإننا نتعامل مع ما هو قائم بالفعل؛ حيث التكلفة المحدودة التي ترتبط باللوائح والقوانين.
وترى الباحثة أن الصورة المرئية؛ ونخص منها الديكور، تؤدي مجموعة من المهام؛ فهي تدرب ذائقة الطفل الجمالية وتحقق متعته البصرية، وتمكنه من التعرف على الفنون التشكيلية بشكل تطبيقي، بما يساعد الطفل على استخدام خياله وعقله، ومعرفة الكثير عن فكرة العرض المسرحي.
أما عن مبررات البحث
فترى الباحثة أن الهيئة العامة لقصور الثقافة جهة خدمية تقدم الخدمات الثقافية والفنية للجمهور وغير هادفة للربح، ويتعدد إنتاجها وتتنوع عروضها المسرحية والتي من ضمنها العروض المقدمة لمسرح الطفل. ومن أجل ذلك، تبلورت مبررات هذا البحث لدراسة الوسائل التي يتبعها مصمم الديكور والمناظر المسرحية في هذه العروض للتغلب على مشكلة انخفاض الميزانيات.
وتتمثل أهمية البحث في أهمية البحث في:
- دراسة الخامات المسرحية التي يستخدمها مصممو المناظر المسرحية لتحقيق عنصر الإبهار بمسرح الطفل منخفض التكاليف.
- تقديم الحلول التشكيلية للمصمم المسرحي لمواجهة الميزانيات منخفضة التكاليف، وكيفية إعادة تدوير الخامات سابقة الصنع في تنفيذ نماذج مبتكرة؛ تتناسب مع الصورة الجمالية بمسرح الطفل.
-مقارنة بعض عروض مسرح الطفل ذات الميزانية منخفضة التكاليف، والتي تم إنتاجها من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالعروض نفسها بعد أن تم إنتاجها من خلال جهة إنتاجية مختلفة، ودراسة الكيفية التي تحققت بها القيم الدرامية والتشكيلية بكليهما.
وجدت الباحثة، وهو ما كشفته وسجلته الدارسة، صعوبة شديدة في جوانب توثيق العروض مجال الدراسة؛ أولا لتباعد الأقاليم؛ حيث تتناول الدراسة جغرافيا مصر كلها حتى بعض القرى الصغيرة، يضاف إلى ذلك أنها عروض هواة ولا توجد هيئة توثق لكل ما يتعلق بتلك العروض خاصة التصميمات للمناظر والملابس بشكل واضح منفصل حتى يمكن تحليلها بشكل كامل، وبيان الرسوم التنفيذية والمقاسات والخامات الفعلية التي دخلت ضمن المقايسة الخاصة بالمناظر والملابس.
كما قامت الباحثة باختيار نص صياد العفاريت كنموذج للعروض التي قُدمت من خلال أكثر من جهة إنتاجية، فتمت مقارنة المناظر المستخدمة وتكاليف إنتاجها مع كل مرة تم فيها إنتاج العرض المسرحي. وهو ما يؤكد تأثير التكاليف المادية على المنتج النهائي للعرض المسرحي.
وقد راعت الباحثة في اختيار النصوص التطبيقية في هذا البحث أهمية تنمية التفكير والابتكار لدى الطفل، بجانب تقديم معلومات ثقافية مهمة وكذلك وجود بعض القيم السلوكية، وتتوافر عدة عوامل في هذه النصوص؛ مثل الإيهام المسرحي، والخيال، والتعاطف مع الشخصيات، وإثارة الانفعالات الداخلية للاستحواذ على انتباه الطفل بشكل كبير.
نتائج البحث:
توصلت الباحثة بعد الانتهاء من الفصل التطبيقي الذي قامت فيه بتصميم المناظر المسرحية لمسرحيتين موجهتين للطفل إلى النتائج التالية:
1-إن الميزانيات المخصصة للعروض الموجهة للطفل منخفضة جدًا؛ مما يشكل عائقًا أمام التنفيذ الجيد لهذه العروض.
2-لم تتغير قيم الميزانيات في خلال الفترة التي يرصدها البحث على الرغم من تغير أسعار الخامات بشكل كبير في خلال الفترة نفسها.
3-تعددت الخامات والبدائل التي لجأ إليها مصممو الديكور في العروض منخفضة التكاليف، وتنوعت بين الخامات المختلفة.
4-لعب خيال مصممي الديكور دورا مهما لتعويض النقص في التمويل باتخاذ الحلول الإبداعية لتحقيق القيم الجمالية للصورة المسرحية بأقل التكاليف.
5-هناك صعوبات إدارية وبيروقراطية تواجه العروض المنتجة الموجهة للطفل خاصة فيما يتعلق بشراء الخامات أو الخامات المعاد تدويرها وتأهيلها مرة أخرى.
6-على الرغم من وجود بدائل وحلول منخفضة التكلفة لعناصر الصورة المسرحية، إلا أنها لا تؤدي نفس الدور بشكل كامل، وبالكفاءة والمتانة نفسها التي تظهر بها الخامة الأعلى سعرًا.
وجاءت توصيات البحث كما يلي:
1-إن اللجوء للحلول الخلاقة عند مصممي ومنفذي الديكور، قد لا يعد حلا دائمًا لمشكلة نقص التمويل بسبب قلة الإمكانيات والاعتماد الكلي على خيال المصمم لذلك يجب توافر الدعم المادي.
2-يجب أن يكون تمويل عروض الأطفال في الهيئة العامة لقصور الثقافة مواكبًا لزيادة أسعار الخامات المطلوبة لإنتاج العروض حتى تظهر العروض بصورة مبهرة تتوافق مع خيال الطفل.
3-يجب أن تكون هناك حلول إدارية تقلل من البيروقراطية التي تقيد حرية مصممي الديكور من تنفيذ أفكارهم الإبداعية في ظل قيود التمويل والإنتاج المسرحي.
4-من الممكن أن توفر الهيئة الخامات المسرحية المطلوبة بشكل فعلي وتصرف المخصصات المالية للعروض المنتجة مباشرة بدلا من تخصيص مبالغ زهيدة لكل عرض.
|