القاهرة 20 سبتمبر 2022 الساعة 10:35 ص

قصة: إيتالو كالفينو
ترجمة: شيرين النوساني
يُحكى أن أما أرملة كان عندها بنتان وولد اسمه بيبى. وكان بيبى لا يعرف كيف يكسب لقمة العيش. أما الأم والبنتان فكن يشتغلن بالغزل فقال بيبى لأمه: أتعرفين ماذا أقول لك؟ أريد أن أستأذنك وأذهب لأطوف فى الدنيا.
و ذهب فوصل إلى عزبة صغيرة فسأل أهلها: أتريدون أجيرا؟ و جاءه الرد: عليه، يا كلاب عليه. فنبحت عليه الكلاب.
فانصرف بيبى. وقبل أن توشك الدنيا على الإظلام وجد عزبة أخرى فقال: حيا الله ماريا.
-حياها الله! ماذا تريد؟
-أسأل إن كنتم تحتاجون إلى أجير؟
فردوا عليه: ربما...اجلس، اجلس، فراعى الثيران ينوى الرحيل. انتظر... سأذهب لأسأل صاحب العزبة.
وصعد أحدهم ليسأل صاحب العزبة فقال له: طيب...قدموا له الطعام وسوف نرى عندما أنزل.
وجاؤوه بخبز وبطبق من جبن الريكوتتا. وبينما كان صاحب العزبة يهبط تقدم منه راعى الثيران فسأله: هل تنوى الرحيل؟ فأجاب الراعي: نعم يا سيدى. فقال صاحب العزبة لبيبى. استلم الثيران غدا ولكن اسمع يا بني: إذا أردت أن تبقى هنا فليس لك إلا الأكل ولا شيء غيره.
فقال بيبى: موافق، وليفعل الله ما يشاء.
وقضى ليلته ثم أخذ الخبز وشيئا من الغموس وخرج بالثيران. وكان يقضي النهار كله مع الثيران ثم يعود إلى البيت فى المساء. ولكن عندما اقترب عيد الكرنفال أصبح بيبَى يعود إلى البيت ماداَ بوزه. فيقول له ناظر العزبة: يا بيبَى!
-نعم!
-ماذا بك؟
-لا شىء.
وفى الصباح خرج بالثيران "وبوزه شبرين أمامه" فقابله صاحب العزبة وقال: بيبى!
-نعم!
-ماذا بك؟
-لا شىء.
-لا شىء يا بيبى؟ لماذا لا تخبرنى؟
-وبماذا أخبرك؟ عيد الكرنفال قادم وأنت لا تريد أن تعطينى نقودا لأحتفل بالعيد مع أمى وأختى.
-كلا! تكلم معى فى كل شىء إلا فى النقود. إذا أردت الخبز فخذ منه ما تشاء أما النقود فلا.
-وإذا كان يجب أن أشترى بعضا من اللحم، ماذا أفعل؟
-قلت لك الشروط من البداية. ليس عندى إجابة لك.
كان الوقت نهارا وكان بيبى قد خرج بثيرانه فجلس حزينا مكتئبا. وفجأة سمع صوتا يناديه:
-بيبى! فالتفت فى جميع الاتجاهات ولكنه لم ير أحدا فقال لنفسه: إن القلق الذى تملكنى هو ما يجعلنى أسمع هذا الصوت.
ولكنه عاد فسمع مرة أخرى: بيبى! بيبى!
-من الذى ينادينى؟
فتوجه إليه ثور وقال: أنا.
-كيف هذا؟ أأنت تتكلم.
-نعم أنا أتكلم. ماذا بك يجعلك تمد بوزك بهذا الشكل؟
-ماذا بى؟ عيد الكرنفال قادم وصاحب العزبة لا يعطينى شيئا.
اسمع ما يجب أن تقول له يا بيبى، عندما تعود فى المساء. قل له: "ألا تعطينى شيئا حتى الثور العجوز؟" فصاحب العزبة لا يطيق أن يرانى لأنى لا أحب العمل وسوف يهدينى لك. هل فهمت؟
وعاد بيبى فى المساء ماداَ بوزه سبعة أمتار أمامه. فقال له صاحب العزبة: ماذا بك يا بيبى. ألا زلت تمد بوزك؟
-أريد أن أقول شيئا.. ألا تعطينى الثور العجوز.. إن سنه أكبر من سن البومة؟
فقال صاحب العزبة: خذه وسأهديك أيضاً قطعة من الحبل لتخلصنى منه.
وما أن طلع النهار فى اليوم التالى حتى أخذ بيبّى الثور وتناول خرجا وثمانية أرغفة ووضع على رأسه "باريه" واتجه إلى البلدة. وفى السهل وصل حارسان على جواديهما يجريان ويصيحان: الثور! الثور! ثور هائج قادم...سوف يسحقك.
فقال الثور العجوز بهدوء: قل لهما يا بيبّى: إذا أمسكته هل تعطيانه لى؟
فأعاد عليهما بيبّى ما قاله له الثور. فقالا: يا ريت! لكن لن نقدر فهو يستطيع أن يسحقك ويسحق ثورك.
فقال الثور: ابقى خلفى ولا تخف يا بيبّى. ووصل الثور ومنخاراه مفتوحان ووقف ببوزه فى بوز الثور العجوز، وبدآ يتناطحان وكان الثور العجوز شديد البأس فخرَ الثور الآخر متهالكاَ بعد قليل.
قال الثور العجوز: خذه يا بيبّى واربط قرنيه فى قرنىّ. فربط بيبّى الثور وحيا الحارسين وواصل سيره.
ومر ببلدة فى طريقه فسمع إعلاناَ يقول:
"كل من يجد فى نفسه الرغبة فى العمل فيحرث فدانا من الأرض فى يوم واحد، يتزوج ابنة الملك، فإذا كان متزوجا فله كيسان من النقود الذهب أما إذا فشل فى إنجاز العمل فتُقطع رقبته".
فحمل بيبّى الثورين إلى اصطبل وذهب فى الصباح لمقابلة الملك، فمنعه الحراس من الدخول لحالته الرثة ولكن الملك أطل بنفسه وأمرهم أن يدخلوه. فصعد بيبّى وقال: الأمر والطاعة لك يا صاحب الجلالة.
-ماذا تريد؟
سمعت الاعلان.. وأنا عندى ثوران وأريد أن أرى إن كنت قادراً على حرث الفدان.
-هل سمعت الإعلان كله؟
-نعم سمعته.. فإذا لم أستطع حرثه ستطير رقبتى. ولكن أأمر لى يا مولاى بمحراث وببعض التبن لأنى عابر سبيل وليس معى شىء. قال الملك: احمل ثوريك إلى الاصطبل وارعاهما.
فذهب وأحضر الثورين ووضعهما فى الاصطبل. فقال له الثور العجوز. اطلب لى نصف حزمة تبن وللثور حزمة كاملة. وفى الصباح أخذ بيبّى المحراث وأربع حزم تبن وانصرف.
وطلب أن يدلّوه على الأرض ووضع النير على الثورين. وبدأ فى الحرث.
وكان المستشارون ينظرون من الشرفة المقابلة فقالوا للملك: ماذا تنتظر يا صاحب الجلالة؟ ألا ترى أنه يوشك على الانتهاء من الحرث؟ أتريد أن تزوج ابنتك من هذا الجلف؟
فقال الملك: وبماذا تشيرون علىّ؟
-ارسل له فى الظهر دجاجة بالفرن وكرفسا طريا وزجاجة من النبيذ المخَدِر. فأرسلوا خادمة لتحمل الأكل لبيبّى: تعال، كُل قبل أن يبرد الطعام! وكان لم يتبق أمامه من الحرث سوى مثلث صغير فى حجم قلنسوة القسيس. فذهب ليأكل وأعطى الثور العجوز نصف حزمة من التبن وأعطى حزمة كاملة للثور. وأخذ هو يأكل الدجاجة عن آخرها ثم ارتمى ونام. أكل الثور العجوز تبنه وانتظر أن ينتهى الثور الآخر من تبنه. وفى هذا الوقت ترك بيبّى ينام، وعندما انتهى الثور من التهام التبن بدأ يهز بيبّى برجله.
فصاح بيبّى فى نومه: آه...آه...
قال الثور العجوز: انهض وإلا طارت رقبتك.
فنهض بيبّى وغسل وجهه ووضع الثورين فى النير وانتهى من حرث قطعة الأرض الصغيرة المتبقية وهو نائم أكثر منه يقظاَ ثم راح يعيد على حرثه ليتقنه.
فقال المستشارون من الشرفة: يا للكارثة! المخًدِر قليل!
كان بيبّى يعمل بكل جهده. وفى الساعة العاشرة مساءَ انتهى من عمله. وعاد إلى القصر وأعطى التبن للثورين وصعد إلى الملك وقال:
-باركنى يا أبى.
-حقا...هل انتهيت من العمل؟ ماذا تريد.. كيسين من الذهب؟
-إننى أعزب، يا صاحب الجلالة، فماذا أفعل بالذهب؟ أنا أريد زوجة لى.
فأخذوه ونظفوه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه وألبسوه ملابس الأمراء. حتى الساعة وضعوها فى يده. وتزوج ابنة الملك.
قال له الثور العجوز: الآن وقد تزوجت قم واذبحنى وضع كل عظامى فى قفة واغرسها واحدة واحدة فى الأرض التى حرثتها. ولا تترك إلا رجلاً واحدة ضعها فى مرتبة سريرك.
وقل للطاهى أن يطبخ لحمى كما يشاء كأنها لحم أرانب أو أرانب برية أو دجاج أو ديك رومى أو خروف أو حتى لحم سمك.
وذبح بيبّى الثور العجوز. كان الملك لا يريد ذبحه لأنه تعلق به هو الآخر ولكن بيبّى قال له: لا يا أبى، ذبحه يوفر لك شراء اللحم لوليمة الزواج. وأمر الطاهى أن يطهو لحم الثور كأنه لحم جميع الحيوانات. واُعدت وليمة كبيرة. وبدأوا فى إحضار الأطباق وأكل الجميع مسرورين: -هذا لحم أرنب برى...وهذا لحم طرى...وهذا لحم شهى!
وفى المساء وبعد أن نامت العروس دسَ بيبَى رِجل الثور فى مرتبة السرير وحمل قفة العظم على أحد كتفيه وذهب ليغرسها فى الأرض بكل نظام ثم عاد إلى فراشه دون أن تلحظ زوجه شيئا: ربى، ما أجمل ما حلمت به. حلمت بأن كثيرا من الكرز وكثيرا من التفاح يتدلى على فمى وكثيرا من الورود والياسمين حولى... ويبدو لى أننى أراها أمام عينىَ الآن. ومدت يدها وتناولت تفاحة وقالت:
-هذا ليس حلما.. ليس حلما. إنها تفاحة حقيقية.
فرد عليها زوجها وقال:
-ليس حلما، إنه ليس حلما فما آكله هو كرز حقيقى. ومدَ يده وتناول كرزا.
وجاء الملك ليهنأهما بالصباحية فوجد الحجرة مملوءة بزهور وفاكهة فى غير موسمها. فأخذ يأكل منها هو الآخر.
وأطل المستشارون من الشُرفة فوقعت أعينهم على الأرض التى حرثها بيبَى: كانت مليئة بأشجار كثيفة من كل نوع. فاستدعوا الملك وقالوا: انظر يا صاحب الجلالة، أليست أشجار تلك التى هناك فى الأرض التى حرثها بيبَى؟ فحدَق الملك بعينيه وقال: -نعم، نعم، إنها ليست سرابا! لنذهب هناك ولنرى. وركبوا العربة.
فلما وصلوا إلى الأرض رأوا أشجار برتقال وليمون وبرقوق وكرز وجميعها محملة بالثمار. فقطف الملك بعض الفاكهة وعاد مسروراَ إلى قصره.
ويجب أن نعرف أن الملك كان له بنتان أخريان متزوجتان من ابنى أمراء.
فبدأت هاتان البنتان تسألان أختهما: هل زوجك هو من يقوم بعمل كل هذا؟
فأجابت: وما علمى به؟
-بلهاء! اسأليه عن سر ما يفعل.
-حاضر، سأسأله الليلة.
-شاطرة. وفى المساء اخبرينا حالا.
وفى المساء أخذت الزوجة فى توجيه الأسئلة لزوجها على الفراش. واضطر هو إلى مكاشفتها بكل شىء حتى تتركه لينام. وفى اليوم التالى أخبرت أختيها، وأختاها أخبرتا زوجيهما. وبينما كان الجميع يجلسون حول الملك قال صهراه:
-لنتراهن يا صهرنا بيبَى؟
-على ماذا؟
-على أننا نقول لك كيف عملت كل هذه الأشجار.
-لنتراهن.
-نراهنك على كل ما تمتلك أنت مقابل ما نملك نحن.
وذهبوا إلى موثق العقود وكتبوا العقد.
وقال له صهراه كل شىء. وفكر بيبى الذى كان يثق فى زوجه: من قال لهما؟ أتكون الشمس؟
وأعطاهما كل ما يملك وعاد فقيرا معدماَ كما كان. فارتدى ملابس الأجلاف، وحمل على كتفيه مخلاة وخرج إلى بلاد الله فوجد كوخاً، فطرق بابه.
-من؟
-إنه أنا يا أبتى الناسك.
-وماذا تريد؟
-هل تستطيع أن تقول لى أين تشرق الشمس؟
-هيه، نم هنا يا بنى الليلة وفى الصباح أرسلك إلى ناسك آخر أكبر منى سنا.
وفى الفجر أعطاه الناسك رغيفا من الخبز فحياه بيبَى ومشى ومشى حتى وصل إلى كوخ آخر كان به ناسك له لحية بيضاء تصل إلى ركبتيه.
-باركك الله يا أبتى الجليل.
-ماذا تريد، ماذا تريد؟
-هل تستطيع أن تخبرنى أين تشرق الشمس؟
-هيه! امشى يا بنى حتى تجد ناسكاً يكبُرنى فى السن.
فاستأذنه بيبَى ومشى حتى وجد كوخاَ آخر فقَبل يد الناسك وقال له: باركك الرب أيها الأب الكبير.
-ماذا تريد؟
-هل تستطيع أن تقول لى أين تشرق الشمس؟
-ماذا تقول يا بنى! هيه.. ولكن ربما تستطيع أن تصل إليها. اصغى إلىَ.. خذ هذا الدبوس. وامشى حتى تسمع زئير أسد فصِح به: يا أخى الأسد، أخوك الناسك أرسلنى لأبلغك تحياته ويرسل لك دبوسا تخرج به الشوكة من رجلك. ويطلب منك لترد له التحية أن يكلم الشمس.
قال بيبَى هذا وأخرج الشوكة من رجل الأسد وتوجه إليه: والآن دعنى أكلم الشمس..
فصحبه الأسد إلى مكان فيه بحر كبير ماؤه أسود اللون.
-الشمس تطلع من هنا، ولكن قبل أن تطلع يطلع ثعبان من البحر فقل له: يا أخى الثعبان الأخ الأسد أرسلنى لأبعث لك تحياته ويطلب منك لترد تحيته أن أكلم الشمس.
وانصرف الأسد ورأى بيبى الماء يموج وأطل الثعبان، فقال له بيبَى كلمات الأسد كلمة كلمة. فقال له الثعبان: اسرع واقفز فى الماء ثم اختبأ تحت جناحىَ وإلا أحرقتك أشعة الشمس.
واختبأ بيبَى تحت أحد جناحىَ الثعبان. وطلعت الشمس فقال له الثعبان:
-اذهب يا بيبى وقل للشمس ما تريد قبل أن تنصرف.
فقال بيبَى: أيتها الشمس الخائنة أنت فقط التى كان فى وسعك أن تخدعينى، وما كان يجب أن تفعلى يا خائنة!
فقالت له الشمس: أنا؟ لست أنا من خانك. أتعرف من؟ إنها زوجتك التى أطلعتها على سرك.
قال بيبى: تقبلى أسفى اذن أيتها الشمس ولكن هناك معروفا -يا شمسى العزيزة- لا يستطيع أحد أن يقدمه لى إلا أنت. إذا غبت فى الساعة الثانية عشرة والنصف يمكننى أن أسترد ممتلكاتى.
-اذهب فهذا المعروف اقدمه لك بكل سرور.
فشكر بيبى الجميع واستأذن فى الانصراف. وعاد إلى البيت. فأعدت له زوجته الحساء واستراح قليلاَ ثم جلس فى الهواء المنعش. فمر به صهراه ابنا الأميرين.
فقال لهما: يا صهراىَ لنتراهن مرة أخرى.
-على ماذا نتراهن؟ ليس لديك شىء نتراهن عليه.
-أنا أراهن على رأسى وأنتما على أملاكى.
-حسن، أنت برأسك ونحن بأملاكك وأملاكنا أيضاَ. ولكن ما هو الرهان؟
فقال بيبَى: متى تغيب الشمس؟
قال الصهران فيما بينهما: عال، لقد أصابه الجنون ولم يعد يعرف حتى متى تغيب الشمس. ثم قالا له: كيف لا تعرف؟ الشمس تغيب الساعة التاسعة والنصف.
-وأنا أقول أنها تغيب الساعة الثانية عشرة والنصف!
وذهبوا ليبرموا العقد وبقوا ينظرون إلى الشمس. وفى التاسعة والنصف أوشكت الشمس على أن تغيب فقال لها بيبَى: أيتها الشمس، أهكذا كلمتك لى؟
فتذكرت الشمس كلمتها وبدلا من أن تغيب فى موعدها أطالت فى الغروب وأطالت حتى الساعة الثانية عشرة والنصف.
فقال بيبى: ألم أقل لكما؟
فأيد صهراه كلامه: عندك حق، وأعطوه أملاكه فى الحال وعليها أملاكهما.
فقال بيبى: حسنا! ولكن أريد أن تعرفا طيبة قلب الجلف (وكانا يناديانه دائما بالجلف) فأخذ ممتلكاتهما وردها إليهما: خذا، فأنا لا أريد أملاك الأخرين. أريد أملاكى فقط.
وعاد بيبى إلى حياته السابقة مع زوجته. وعانقه الملك وخلع تاجه ووضعه على رأسه. ومعلوم أن صهريه كانا يموتان من الغيظ ولكنهما كظما غيظهما.
وفى اليوم التالى اُقيمت مأدبة فاخرة حضرها جميع الأهل والأقارب واستمتعوا بالطعام، طبق يروح وطبق يجييء وفى النهاية تناولوا القهوة والجيلاتى والكاساتا.
وهكذا أصبح بيبى ملكاَ متوجا بعد أن كان فقيرا معدماَ.
وتوتة توتة.. خلصت الحدوتة.. حلوة ولا ملتوتة!
|