القاهرة 11 سبتمبر 2022 الساعة 09:06 ص
نظرًا لكل المعطيات المتوفرة لدي حكومات العالم بشأن آثار التغير المناخي، إلا أن حالة من عدم اليقين تسيطر على آليات الحصر الكامل لكل الآثار، وبالتبعية تؤثر هذه الحالة -من عدم اليقين- على مدي انتشار الآثار جغرافيًا، وتداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية على الدول، فيما ذهبت الأوساط العلمية لإعداد الدرسات الخاصة للاعتراف بالتغير المناخي ومهدداته لرفاهية الحياة الإنسانية، في محاولة تحديد هذه المهددات وشكلها وآثارها وتداعياتها في النطاق الزماني والمكاني.
وتعد استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، مسئولية دولية وإقليمية وقارية تقع على عاتق الحكومة المصرية، التي تستعد لمناقشة عدد من الموضعات الهامة بشأن التعاون الدولي في إجراءات مواجهة التغير المناخي والتكيف مع آثاره وتداعياتها، في ظل الإستراتيجيات والخطط قصيرة وطويلة المدي للحد من مسببات ظاهرة الأحتباس الحراري التي ترفع درجة حرارة الغلاف الجوي عن 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وتعول القارة الإفريقية على الحكومة المصرية خلال استضافتها لـ COP27 في الحصول التمويلات اللازمة لمواجهة تغير المناخ والتكييف معه في نحو 53 دولة إفريقية، يسكن بها نحو 1.373 مليار نسمة من أجمالي عدد سكان العالم البالغ 7.838 مليار نسمة، وهذا يعني أن آمال 17.51% من سكان العالم من الأفارقة متعلقة بما سوف تقدمه الدولة المصرية لقادة ورؤساء وحكومات العالم خلال جلسات الـ COP27 في نوفمبر المقبل.
تتجه أنظار العالم الآن، نحو قضايا التغير المناخي بشكل شديد الإهتمام، لاسيما أن جهود مواجهة التغير المناخي لا تحتمل رفاهية الاختيار أو الإرجاء أو التأجيل وحتي التباطئ لأي سبب، إذ أن حتمية المواجهة والتكيف تفرض نفسها، بمعني إما الصراع من أجل البقاء، أو الإنهيار التدريجي اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا وسياسًيا وأمنيًا، وقد ارتكزت جميع تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC إلى أن الملاذ الآمن لمواجهة تغير المناخ والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة -والتي أبرزها ثاني أكسيد الكربون- لخفض درجة حرارة الأرض، هو استخدامات الطاقة المتجددة والتوسع في اتتشارها على كافة المجالات الصناعية، بالتزامن من الوقف التدريجي لاستخدامات الوقود الأحفوري المخلتفة، ولكن كان التحدي الأكبر هو توفير التمويلات اللازمة لإنشاء البنية التحتية لمشروعات الطاقة المتجددة، وما يواجه هذه التكنولوجيا من معوقات وتحديات.
من ينظر معي إلي كم الأزمات المتتالية والمتشابكة والمتقاطعة التي يواجهها العالم الآن، يشعر بالقلق تجاه المستقبل الذي فقد الساعون نحوه جسر العبور، وعليهم الاتحاد والتعاون وتحقيق التكامل من إجل إعادة بناء جسر جديد للعبور نحو هذا المستقبل الذي ينتظر فقط؛ القادرون على المواجهة والتكيف مع التغيرات الدراماتيكية على كافة الأصعدة ومستوياتها، فقط القادرون على التجدد والابتكار هم من يستطيعون توفير الحلول والبدائل، ولديهم القدرة على صناعة القرار واتخاذه، مع مراعاة تحدي الوقت الذي لا ينتظر أحدا، وتنحصر أما أن يكون لديك سرعة الصاروخ في القفز إلى المستقبل، أو تسابق الزمن في بناء الجسر.
|