القاهرة 08 سبتمبر 2022 الساعة 03:13 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
شهدت قاعة زكي طليمات بمسرح الطليعة تقديم العرض المسرحي الليبي "إلى أين"، ضمـن مسـابقة العـروض القصيـرة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ 29 برئاسة الدكتور جمال ياقوت، ويعد العـرض الأول لفرقـة المسـرح الوطنـي بليبيـا، من تأليـف علـي العبـادي، وإخراج عـوض الفيتـورى.
الفكرة الأساسية للعرض تتبلور في وصف مراحــل تكويــن النفــس البشــرية من خلال صراعــات وعذابــات رجــل، وقد شارك في العرض :أداء تمثيلي حسن العبيــدي، موسـيقى أنـس العريبــي، تأليـف علـي العبـادي،
وإخراج عـوض الفيتـورى
تدور أحداث العرض حول تجسيد عذابــات
تكويـن الرجـل بأسـلوب المايم، فبدا لنا شـخص يقف
فــي محطـة القطـار يحضـر حقائبـه الأربعـة واحـدة تلـو
الأخرى بــأداء تمثيلــي ممزوج بالبطــء، يخطــو خطــوات ثقيلــة، ثــم يظهــر صــوت عبــر ميكروفونــات التنبيــه
يحــذر مــن وجــود قنبلــة ضمــن حقائــب أحــد الــركاب، ليستــمع الجمهور إلى مؤثــرات دقــات ســاعة القنبلــة
ليشـعرنا بالتوتـر أثنـاء الانتظار حينمـا يطـول الوقـت، وفــي تلـك الأثناء تبـدأ رحلـة بحـث الممثل عـن القنبلـة
داخــل الحقائب، ليعبــر من خلالها عن الحقــائب العمريــة التــي مــر بهــا طيلــة حياتــه، فجــاءت الحقيبة الأولى
ذات اللــون الــوردي لتعبــر عــن مرحلــة الطفولــة وربيــع العمـر، حيـث المـرح واللعـب بأسـلوب تمتثيلـي سـلس، ومـع دقات السـاعة التـي قـد سـبق وان سـمعناها شـيئأ فشـيئا تشـعر بتصاعــد إلــى أن يصــل بنــا إلى مرحلـة الشـباب، حيـث الحقيبة الثانيـة التــي تشــعر وكأنهــا حقيبــة يحملهــا عســكري فـــي الجيش يـؤدي فتـرة الخدمة الوطنيـة تجــاه بلــده، ليجسد الممثل هنــا دائرة الصــراع الداخلــي لكل شاب، حيـث احتماليـة الاستشهاد من أجل حبـه لوطنــه، لنجد برواز عليه الشريط المعبر عن الوفاه ويتوسـطه وجهـه، ثـم يذهـب ويجـئ بـنا بتلـك الحقيبة الرماديـة اللـون، والحقيبة التاليـة لهـا الذهبيـة التـي تمثل الحقبة الزمنيـة الذهبيـة له التـي يشـعر بهـا
كأي شـاب بالحب والرغبـة فــي الـزواج والاستقرار، وقـد نجح فيهـا الممثل بـأن يعبـر عـن مـدى المعاناة الداخلــية للشــاب بـيـن المشاعر الإنسانية فـــي حــب الوطــن
وتلبيـة الواجـب، وبـن حـب الحبيبة ورغباتـه الإنسانية.
ثــم ينتقــل الــى الحقيبة الأخيرة، فيظهــر صوتــ مشــابه للصــوت الــذي قــد ســبق وان ســمعناه مــن قبــل عبــر نفــس الميكروفون ليطمئــن النــاس بأنــه قــد تم تحديد الهــدف ومصــدر تواجــد القنبلــة، فيمســك الممثل بــذراع الحقيبة ويـؤدي بهـا حركـة وكأنـه يضغـط علـى ذراع تفجيـر القنبلـة.
وفجأة يحدث إظلام تــام وبعده يظهــر الممثل وكأنــه نائــم، ويســتيقظ علــى نفــس صــوت دقــات الســاعة، ويبحــث عنــه مصدرها ليجد ســاعته، وبهــذا نجـح العرض فـــي أن يعبــر عــن أســعد أوقـات عمـر الإنسان الضائعـة بالقنبلـة المؤقتة، والقطـار الفائــت، لنشـعر بصراعات النفس مع الحيـاة وسط تلقــي كم هائل من الصفعــات والصدمات.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات الدورة الـ 29 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والتي تحمل اسم المسرحي العالمي بيتر بروك، من الفترة 1 سبتمبر حتى 8 سبتمبر الجاري، برئاسة الدكتور جمال ياقوت، وتحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.
|