القاهرة 05 سبتمبر 2022 الساعة 08:40 ص
فجرت الأزمة الأخيرة لمقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حالة من النقاش والجدل بعد تعليم جدران المقبرة بكلمة "إزالة"، والتي سبقتها بثلاث شهور علامة "إكس" من قبل الجهات المسئولة، الجدل أُثير لعدم توجيه خطاب رسمي من قبل محافظة القاهرة لعائلة الدكتور طه حسين بإزالة المقبرة والاستعدادات اللازمة لنقل المقبرة، التجاهل هو من أقام مصر وأجلسها، لتمتد الأزمة لإعلان دولة فرنسا لاستقبال رفات عميد الأدب العربي.
محافظة القاهرة في المرتين الأخيرة والأولى والتي كانت في شهر مايو لم تفعل شئ سوى أنها تخرج علينا لنفي الأمر دون شرح أسباب، تعليم المقبرة بعلامة الإزالة دون إعلام الجمهور بحقيقة الأمر، هل هناك تطوير؟ هل هو تكريم لعميد الأدب العربي بنقل مقبرته؟ محافظة القاهرة تركت كل شئ وأعلنت النفي، أمر في منتهى الجمال ولكن ماذا بعد، هل أجهزة المحافظة ضلت ولم تقرأ الاسم الموجود أعلى المقبرة؟! هل من يتولون ذلك الأمر لا يفكون الخط؟! تساؤلات كثيرة طرحتها على نفسي، خصوصًا وأنا معنِي بتغطية شئون العاصمة، كصحفي متخصص، أعلم أن اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة من أكثر المحافظين الذي تولوا مسئولية العاصمة وكانوا على قدر من المسئولية والحماس والعمل الذي لم أره من قبل في محافظ سبقه لتولي زمام محافظة القاهرة، ولكن إلى أي مدى سنستمر في التجاهل والتجهيل؟ كيف يبدو للأجهزة قيمة مثل الدكتور طه حسين؟ ماذا ستقول علينا شعوب العالم وفرنسا أعلنت رسميًا استقبالها لرفات العميد؟!
دار بيني وبين المهندس محمد أبوسعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري مكالمة تليفونية لمعرفة هل مقبرة عميد الأدب العربي مسجلة كطراز معماري متميز من عدمه، ليفاجئي بأنها ليست مدرجة، أغلقت المكالمة مع رئيس الجهاز وانا أدق كف على كف.. كيف تكون مقبرة طه حسين أحد أعمدة التنوير في مصر ليست مسجلة كطراز معماري متميز؟! أعلم شروط التسجيل وأبرزها القيمة المعمارية للمبنى،بجانب القيمة التاريخية للشخصية، ولكن المقبرة موجودة منذ الربع الأول من السبعينيات.
أنا لا أدين الإعمار والتشييد والبناء والتطوير فنحن في أمسّ الحاجة لكل تطوير قائم بالدولة المصرية وهو الفاصل دائمًا في كل الأمور، ولكن إلى متى ستظل سياسة الصمت وفتح الأبواب لأبواق الشياطين للترصد لمصر حبيبتنا؟ الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يدخر جهدا كما تعودنا منه على تخليد اسم كل رمز من رموز الوطن على مشروعات كبرى، ولكن القائمين لا يدركون حجم المأساة المتكررة بين وقت وآخر حيال الصمت المتكرر.
توقعت بعد الضحة التي حدثت أن يخرج علينا مسئول يوضح حقيقة الأمر للجماهير والمثقفين، يوضح للعالم بأن مصر لا تنكر عظماءها، وأن جل ماحدث جاء بنية التطوير، هي مسألة تقدير للورثة في مقبرة تعني الشعب المصري بأكمله كبيرًا صغيرًا.
|