القاهرة 28 اغسطس 2022 الساعة 09:29 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
ها هي الأيام، تمر ويتجدد اللقاء.!
اعترف لك أني بت أأنس للكتابة، فالكتابة إليك لم تعد مجرد رسالة عابرة، بقدر ما هي تواصل فِعليّ للأرواح.. تعلقت روحي بك، وبمن يحُبك مثلي.. الكتابة إليك أصبحت فيض من مشاعر ترتبط بك، وبمن يحُبك ويترقب رسائلنا مثلي.!
كنت اعتقد أن الإفصاح عن المشاعر ضعف، اكتشفت أن الكتابة إليك حُب من نوع آخر.. حُب لا مثيل له، يكفي أنها لك وعنك وعن لحنك الذي أحُب..
عزيزي عمر خورشيد،،
ذهبت للإسطبلات، وهناك استقبلني رفيقي الرقيق، المرهف المشاعر "أبو الهول".. أدمنت رؤيته وفيما يبدو أنه أحبني أو اعتاد رؤيتي.. يغار علىّ ويقف حائلًا بيني وبين أي أحد يطيل الحديث معي.. قبلته كثيراً وتركت أثرًا على خديه..!
قمت بنشر مقطع فيديو أمازحه فيه، متهمة إياه بأنه كان يقضي سهرة خارج الإسطبل، وأن وضعه بات مهددًا بالانزلاق في هوة العشق..!
راق المقطع للعديد ممن يتابعونه ويحبونه مثلي..!
علّق مالكه ممازحًا بأن نتوقف عن تقبيله، لأنه فيما يبدو سينحرف عن الطريق، وأن وجهه لطخ بأحمر الشفاه..!
رده جاء ساخرًا لم أتوقعه.. فأبو الهول فرس نادر، وسر تسميته بهذا الاسم كونه أحد أهم الخيول الموجودين في نطاق الجمهورية، بل الأكثر شهرة أيضًا، ربما لأنه الأضخم، الأطيب، الأكثر عراقة، وود، وطيبة، وتآلف مع البشر.!
لذا ترى له مقاطع فيديو كثيرة تملأ السوشيال ميديا.!
أتساءل كثيرًا فيم يفكر، وماذا يقول عني وعن من يتوجه لزيارته على وجه الخصوص؟! هل يسأم منا ويَمَل؟! أم تراه ينتظر لقاءنا مثلما ننتظر لقاؤه؟!
هل تراه يرغب في البقاء وحيدًا؟! أم انه يأنس لصحبتنا ولا يود أن نتركه بمفرده..؟!
دائما ما أضع نفسي مكان كل مخلوق ليست له القدرة عن التعبير أو الإفصاح مشاعره.. عادة لم أستطع التخلي عنها.!
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما تكون الرسالة إليك أجدني أكتب إليك بحماس منقطع النظير، أتساءل دوماً ماذا لو كنت تعيش بيننا؟! هل كنت ستتقبل الأنواع الجديدة التي ظهرت من الموسيقى وتحمل مسميات عدة؟!
لا أخفي عليك، فأنا أراها إزعاجاً وليست فنًا.!
يقولون أنها تعبر عن شريحة وقطاع هام من مجتمعنا، كما أنها تتنشر بالخارج.. يطلقون عليها موسيقي الأندرجراوند.!
يرون أنها الموسيقي التي وحدت طبقات المجتمع، فرقص عليها الغني والفقير.!
هذا ما يحدث حقًا.! رغم أنني أراها نوعًا من العشوائية سواء في اللحن أو الكلمات.! وأنها لم تصل لقلوب الجمهور، إلا من استند في لحنة الأساسي على ألحان عظيمة لكبار المطربين.! وسر نجاح هذه الأغنيات هو الذاكرة السمعية للملتقي، التي ربطت بين اللحن الأصلي، واللحن المعاد توزيعه، بما يتناسب وإيقاع العصر..
ما دون ذلك أدعوه هراء موسيقي، فوضى من نوع جديد، تلوث من نوع أخر، محاولة لإغراق الأجيال الجديدة في بحار من السطحية سواء الكلامية أو الموسيقية.!
عزيزي عمر خورشيد،،
شاركت أحدهم مناسبة خاصة.. حفل زفاف في احد الأماكن المرموقة.. لا أخفي عليك أني أشعر ببهجة في مثل هذه المناسبات ولا أدري ما سببها.!
ربما لأنني لم اعش هذه اللحظات بنضج اليوم.!
ربما لأنني كنت شابة لا أعي تماماً ما يجري حولي.!
وربما لأن الزيجة بعيدة عنا، ويقتصر دورنا على المباركة فقط.!
وربما -وهذا الأرجح- أن الحياة علمتنا أن نستمتع بكل لحظة فيها، مع من نحُب، فبتنا نترقب عدوى السعادة، التي تلقي بظلالها على مثل تلك المناسبات، لاسيما العائلية منها.!
بدأ الحفل.. رحب بنا الحضور.. ثم بدأ الجميع بالرقص..راقبت الوجوه.!
من يعرفني عن قربيدرك أنني أقف عاجزة أمام الجمال بكل أشكاله.!
بشكل ما علمت أن كل من يشاركن العروس فرحتها قد تخطين الثلاثين عامًا.!
اندهشت كثيرا فأنا أكبرهم بعشر سنوات تقريباً أويزيد، أبدو أصغر منهن كثيراً..!
تساءلت ما الذي يجعل الشخص يبدو أكبر من عمره الحقيقي؟!
هل الأمر له علاقة بالجينات والوراثة، أم أنه إهمال بحق النفس بالانغماس في معترك الحياة على حساب جسدنا وروحنا، أم البعد عن الشعور بالسلام النفسي؟!
هل كثرة ألمشاكل تؤذي إلى هذا الحد؟!
دائما ما أنصح الجميع بترك كل الهموم على عتبات بيوتنا، غرفنا، حياتنا..
أريد أن يترك الجميع كل ما يحدث خارج البيت على عتبات البيت.. جربوها وستشعرون بالفارق.!
من حقنا أن نقضي بضع لحظات في راحة وسكينة بعيدًا عن أي شيء.. من حقنا أن نعطي لأنفسنا الفرصة للتجديد وللتغير..
حتى ولو كان البحث عن السلام النفسي بالعزلة والبعد عن المقربين، يكفي أن أكون قد استمتعت برفقة نفسي ومن يشاركني الفكر.. فليس كل صمت انزواء، وليست كل عزلة هروب وسجن..
ربما كانت في العزلة حياة.. دون أن يعي المحيطين ذلك..
لا تنسوا أن لنا في الخيال حياة.!
بكل الأحوال، أحُب كثيرا هذه المناسبات، لما بها من أجواء راقصة، مبهجة، ونادرة..
قطعًا السبب الرئيسي في ذلك "الأغاني".. التي تزين كل حفل.. سواء أكان زفافاً أم عيد ميلاد.!
تتميز هذه المناسبات بأغان بعينها، تضفي على المناسبة الكثير من الأجواء المميزة والخاصة التي تأخذنا في جولة لأجمل سنوات العمر.. ففي الموسيقى أيضا حياة.!
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما تكون الموسيقى محور الحديث يتبادر لذهني فورًا لحن رصاصتك التي أعشق، وأسمعه وأجد غيري يسمعه.. لأنه ليس لحًنا ملحميًا فقط بل كونه لحن معجزة.! وسر إعجازه أنه انطلق كالرصاصة من جيتارك ليستقر بقلوبنا للأبد.. لا سيما أنا ومن يحُبك مثلي.!
عزيزي عمر خورشيد،
أريدك أن تتذكر دومًا أن الميدالية لا تزال في جيبي، وجيب من يحُبك..
كن بخير دوماً.. لنكون مثلك..
وإلى اللقاء..
|