القاهرة 16 اغسطس 2022 الساعة 02:40 م

كتبت: هبة صبحي
* حضور جماهيري كبير بمهرجان الأراجوز المصري
* الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا كنيسة أبو سيفين
* الحجراوي: الأراجوز المصري وخيال الظل يحتل مكانة كبيرة في الذاكرة الشعبية
افتتحت أولى أيام مهرجان الأراجوز المصري في دورته الثالثة، مساء أمس الاثنين، والذي تنظمه فرقة "ومضة" لخيال الظل والأراجوز، وبالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، والذي يقام خلال الفترة من 15 وحتى 18 أغسطس الحالي في بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية.
بدأ المهرجان بدعوة مديره ومؤسسه الدكتور نبيل بهجت الجمهور بالوقف دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا حادث كنسية "أبو سيفين" وبدأ المهرجان، وأعقبه حفل توقيع ومناقشة كتاب "خيال الظل المصري من جعفر الراقص حتى الآن" والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتأليف الدكتور نبيل بهجت، وحضر النقاش الدكتور عبد الكريم الحجراوي.
تحدث "الحجراوي" حول "الأراجوز وخيال الظل.. الفلسفة والاستراتيجيات" متناولًا قدرة تلك العروض على الانفتاح على كل الأماكن بحيث يمكن تنفيذ العرض في أي مكان قائلًا: "يحتل الأراجوز وخيال الظل مكانة كبيرة في الذاكرة الشعبية المصرية وهو أحد مكونات الهوية التي شكلت وعي ووجدان المصريين عبر مئات السنين وقد عانت هذه الفنون الشعبية في الآونة الأخيرة لهجمة شرسة بفعل التقدم التكنولوجي بالإضافة إلى المزاج النخبوي الذي ظل يحتقر هذه الفنون إلى أن استطاع أساتذة إعادة هذه الفنون إلى الواجهة وأن يحمونها من الاندثار ويعرّفون الناس بمكانة هذا الفن، وكان الدكتور نبيل بهجت من هؤلاء المهمومين بحماية هذا التراث والفن الفرجوي المصري من الضياع، وتعريف العالم كله لا المصري بمكانته رافعًا شعار لدينا ما ننافس به وقام بكتابة ملف وتسجيل الأراجوز على قوائم اليونسكو، وتُعد هذه الفنون امتدادًا للتراث المصري القديم الذي مازالت الجداريات في المعابد المصرية شاهدة عليه وموثقة له.
فيما تناول الدكتور نبيل بهجت محددًا الفلسفة والاستراتيجيات لتلك العروض في عدد من النقاط قائلًا: "إن الأراجوز وخيال الظل ارتبط منذ اللحظة الأولى بالفضاء العام عرضًا وإنتاجًا، لذا كان السؤال عن مشروعية هذا الفن متكررًا، والذي تجسد في إمكانية هذه العروض في المراوغة كما حدث خلال فترة حكم صلاح الدين، والسلطان سليم الأول، والتي تجسدت على سبيل المثال في نهاية "عجيب وغريب وطيف الخيال" كنموذج واضح على مراوغة الفنان للحصول على جواز المرور، وإتاحة المضمون الذي يريد عرضه، كذلك نلمح تلك المراوغة في أسلوب التحريك قديمًا.
أما عن موضوع التستر فأوضح "بهجت" قائلًا: "حدد أنه للستارة وظيفة أكبر من كونها وسيط عرض، إذ تعمل على الحماية بالحجب، وتختلف بذلك عن القناع الذي يعمل على الهوية تغيرًا أو إخفاءً أو تأكيدًا، ليتحمل الجزء المرئي من العرض مسئولية المنطوق به، هذا بالإضافة إلى المرونة والتكرار فهو جزء أصيل من فلسفة تلك الفنون، فالدمى والمناظر في بنية خيال الظل الذي يتكون من وحدات زخرفية مكررة بشكل هندسي يتسم بالتناغم والتوازي.
وأكد بهجت خلال كلمته بأن المتأمل لتلك العروض يجد أن الجمهور عنصر فاعل في اللعبة المسرحية، ودائمًا ما يحرص اللاعب على إدماج تفاعلاتهم للمساعد في الانتصار على العناصر السلبية في العرض، فجمهور تلك العروض في حاجة للشعور بالتحقق والإنجاز بالانتصار ليخلق ذلك داخله نشوة مؤقتة بتلك الانتصارات الصغيرة تضيف للمتعة والتسلية وظيفة التنفيس من القهر الاجتماعي والسياسي والديني، وهو ما يحتاجه الإنسان البسيط ليكمل حياته في ظل منظومات تخرجه من معادلتها.
وأعقب الندوة عرض التمساح بطولة الفنان علي أبو زيد سليمان والفنان مصطفى الصباغ والفنان محمود سيد حنفي والفنان صلاح بهجت ولاعب الأراجوز والكنز البشري صابر شيكو والعرض إعداد وإخراج د. نبيل بهجت عن البابة التراثية الشهيرة والتي تحمل ذات الاسم أيضا، ويحاول العرض من خلال الأراجوز وخيال الظل والراوي أن يصنع لغة مسرحية تقف بقدم في التراث والأخرى في الواقع معتمدة على القصة التراثية التي تدعو للتعاون والمحبة ولقد أشاد الجمهور والحضور بالعرض.



|