القاهرة 15 اغسطس 2022 الساعة 12:18 م

حالة من الحزن سيطرت على الشعب المصري أمس، بعد حريق كنيسة أبوسيفين بإمبابة بمحافظة الجيزة والذي نشب في تمام الساعة الثامنة صباح أمس الأحد داخل الكنيسة، بسبب ماس كهربائي بمكيف بالدور الثانى بمبنى الكنيسة والذي أدى لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات الحريق القوي الذي أوقع إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية، لتفجعنا الحادثة بأعداد الوفيات بـ 18 طفلا و11 رجلًا، و12 سيدة.
ولَقِيَ راعي كنيسة أبو سيفين بالجيزة القس عبدالمسيح بخيت (50 عاما) مصرعه جرّاء الحريق الذي نشب صباح الأحد، بالكنيسة أثناء صلوات القداس الإلهي، وخرجت القصص علينا تروي كيف لقي القس عبدالمسيح ربه، وأجمع شهود العيان أن القس كان يحاول إنقاذ أكبر قدر من الأطفال، ليلقي ربه وهو ينقذ الآخرين بالكنيسة في دور بطولي لا يأتي إلا من الكبار حقا.
ألم كبير سببه الحريق وأسفر عن تحركات على كافة الأصعدة من قبل أجهزة الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بصرف عاجل لكل أهل متوفي خمسين ألف جنيهًا، وليصدر توجيهاته للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتولي عملية ترميم وإصلاح كنيسة أبوسيفين، بمنطقة إمبابة، تحركات عدة من المسئولين بدأت من محافظ الجيزة اللواء احمد راشد والذي كان أول المسئولين المنتقلين إلى موقع الحادث، وصولا بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس وعدد من الوزراء، الأزهر الشريف لم يكن بعيدا عن المصاب الجلل وجاء تحركه بارزًا لضحايا الكنيسة وأعلن الشيخ أحمد الطيب تقديم خمسين ألف جنيهًا لكل أسرة بحريق كنيسة أبوسيفين مقدما خالص تعازيه.
المثقفون والأدباء والفنانون ولاعبو كرة القدم ونجوم المجتمع، الجميع أعلن دعمه الكامل لضحايا الحريق مقدمين واجب العزاء إلى الأخوة المسيحيين والشعب المصري المروع الذي جاء بحصيلة 41 متوفي، اتشحت صفحات التواصل الاجتماعي بمزيد من الحزن وقام رواد الصفحات العنقودية بتقديم واجب العزاء لكل المسيحيين سائلين المولى أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.
أعقب الحريق مطالبات عدة بمراجعة كل توصيلات الكهرباء داخل الكنائس والمساجد والمصالح الحكومية، تجنبًا لحدوث حريق آخر مشابه له، فتلك الحادثة أعادت للأذهان ماكان يفعله الإخوان بحق الأخوة المسيحيين، ذكرت الجميع بأوجاع الكنيسة وحوادث التفجيرات التي كانت تحدث بين يوم وآخر، كانت أيام اللهم لا ترجعها مرة أخرى، ولكن وجب التذكير أن تلك الحوادث أبشع من حوادث الإرهاب نفسها، فهنا أنت لا تستطيع أن تقتص من أحد لتنطفئ نارك من الفاعل، الفاعل هنا قضاء وقدر، ولكن واجب منا الوقوف كثيرًا عند السبب، وأنا اراه "الأمن الكهربائي" او إجراءات الحماية المدنية داخل أدوار العبادة والمصالح الحكومية، أرى الأمن الكهربائي لا يقل عن الأمن الصناعي داخل المصانع في تجنب وقوع الكوارث والمصائب البشعة.
ما قطع القلب وجعله يعتصر أطفال كانت ضحايا الماس الكهربائي والذي وقع بمكيف كنيسة أبو سيفين، هم لم يفعلوا شيئًا سوى أن أهاليهم اصطحبوهم لممارسة العبادة، أطفال تهتز لها السبع السموات والله عز وجل يغضب لها وارواح لاقت ربها خنقا، نسأل الله أن لا نرى مثل تلك الحوادث ثانية وأن لا يرنا الله مكروهًا في وطننا الحبيب.
وأنا باسمي وباسم الجماعة الصحفية أبعث مواساتي لضحايا كنسية أبو سيفين ولكل الأخوة المسيحيين والبابا تواضرس ناعيًا ضحايا الحريق وأن يشمل الله برحمته أحبابهم وأن يلهم أهاليهم الصبر والسلوان.
|