القاهرة 02 اغسطس 2022 الساعة 10:02 ص

بقلم: د. فايزة حلمي
بالنسبة للأطفال الذين لا يحبون الانفصال عن الوالدين، يمكن أن يكون الإنزال اليومي للمدرسة تحدّيا، اتبع هذه النصائح لتخفيف القلق المدرسي في الحضانة ومرحلة ما قبل المدرسة والسنوات الابتدائية.
مِن رأي باميلا كروجر ونيكول هاريس:
لا أريد الذهاب إلى المدرسة! "إنها شكوى قديمة من الأطفال، لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أنها يمكن أن تشير إلى مشكلة أعمق هي: القلق المدرسي. يؤثر هذا الخوف على 2 إلى 5 بالمائة من الأطفال في سن المدرسة، ومن المؤكد أن الوباء لم يجعل الأمور أسهل. بعد شهور من التعلم عن بعد والتفاعلات الاجتماعية المحدودة، يجب على الأطفال إعادة التكيف مع بيئة الفصل الدراسي، وقد يكون هذا أمرًا شاقًا.
إذن، كيف تعرف ما إذا كانت احتجاجات طفلك هي حيلة لتجنب موقف غير مريح، أو صرخة حقيقية طلبًا للمساعدة؟
• القلق المدرسي في روضة الأطفال
الأسباب:
يصاب العديد من الأطفال في سِن (8 شهور) بقلق الانفصال، مما يجعلهم يصرخون ويبكون عندما لا يكون مقدم الرعاية في الجوار، يتزامن هذا القلق مع مهارة فكرية جديدة تسمى دوام الكائن: القدرة على تذكر أشياء وأشخاص محددين غير موجودين، وفقًا لطبيب الأطفال ألان جرين، بعبارة أخرى؛ يبدأ طفلك في استدعاء الصور الذهنية لك عندما لا تكون هناك، ويفتقد الدفء والراحة والألفة، لا يشعر الأطفال الصغار أيضًا بالوقت، لذا فهم لا يفهمون ما إذا كنت سترحل لمدة ساعة أو يومين.
العلامات والأعراض:
قد يصرخ الأطفال الصغار ويتشبثون أثناء النزول، لكنهم عادة ما يتوقفون بمجرد أن تبتعد عن الأنظار.
كيفية التعامل:
يقترح الدكتور غرين تجهيز طفلك بألعاب "الانفصال"، والتي تعزز أنك ستعود دائمًا بعد المغادرة، يمكنك أيضًا البدء في إدخال جرعات صغيرة من الانفصال في حياة طفلك الصغير، مثل زيارة منزل الخالة أو قضاء يوم مع الجدة، وفقًا لإليزابيث بيرغر، طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين، "شيئًا فشيئًا؛ سيشعر طفلك براحة أكبر في قضاء الوقت بعيدًا عنك ، لأنها تعلم أنك ستعود عندما تقول إنك ستفعل ذلك ولأن لديه وقتا ممتعا حتى عندما تغاد".
عندما يحين وقت العودة إلى روضة الأطفال، "يجب أن تكون عمليات الوداع موجزة، وحنونة، مع بيان واضح بأنك ستعود"، وكما يقول د.غرين؛ لا تطوّل عملية المغادرة لأنها قد تجعل التجربة أكثر صدمة للطفل، وتجنب أيضًا التسلل إلى الخارج دون أن تقول وداعًا؛ فقد يشعر طفلك الصغير أنه لا يثق بك، ويمكن إحضار حيوان محشو أو بطانية أو أي شيء آخر مريح إلى مركز الروضة.
• القلق المدرسي في مرحلة ما قبل المدرسة
الأسباب:
"المدرسة" هي مفهوم مُجَرّد لطفل لم يسبق له مثيل من قبل، ومختلف عن الأنواع الأخرى من القلق، فقد يكون الروتين والأشخاص غير المألوفين لهم مخيفًا بالنسبة لهم، قد يعاني بعض الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أيضًا من قلق الانفصال المستمر، لكن هذا طبيعي تمامًا، فهذا يعني ببساطة أن الطفل لديه ارتباط قوي بمقدم الرعاية.
العلامات والأعراض:
عادةً ما يَظهر على الأطفال الذين يعانون من قلق المدرسة؛ مجموعة من الأعراض المرتبطة بالتوتر أو القلق، قد يتحدث الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عن خوفهم من المدرسة، ويسألون عن تطمينات متكررة: "هل يمكنك البقاء في المدرسة معي؟" "هل يمكن أن أذهب؟"، قد يشتكون أيضًا من آلام المعدة، الصداع، أو قد يصابون بنوبات غضب عندما تكون مستعدًا للمغادرة.
• كيفية التعامل مع ذلك:
إذا كان طفلك يذهب إلى مرحلة ما قبل المدرسة، فقم باصطحابه في جولة قبل أيام قليلة، تحدث بصراحة وحماس مع طفلك عن روتينه القادم، إذا كان لديه مشكلة في المواقف الاجتماعية الجديدة؛ فقم بترتيب مواعيد للعب مع بعض زملائه الجدد قبل بدء المدرسة.
ضع في اعتبارك أيضًا لعب الأدوار في المنزل، فالعديد من الأطفال جاهزون معرفيًا للمدرسة ولكنهم يكافحون لتأكيد أنفسهم اجتماعيًا، استخدم الدمى أو الحيوانات المحنطة لتمثيل المواقف الاجتماعية التي تجعلهم قلقين لتقليل توترهم، مثل مقابلة المعلم لأول مرة.
عندما يأتي اليوم الأول لهم بالمدرسة، من الأفضل أحيانًا أن تخبر طفلك أنك ستبقى لبضع دقائق لمساعدته على الشعور بالاستقرار، امنحه القليل من التذكارات لوضعها في جيبه لتذكيره بك، حتى يتمكن من إخراجها إذا شعر بالحزن، إذا كنت تعتقد أن المشكلة خطيرة؛ يمكنك التحدث على انفراد مع المعلم، يشعر الكثير من الأطفال بالبكاء قليلاً في البداية، لكن معظمهم يبتهج في غضون بضع دقائق.
يمكنك أيضًا مكافأة الأطفال على اتخاذ خطوات إيجابية نحو الاستقلال، كمثال، ضع ملصقًا على مخطط طفلك كل يوم يذهبون إلى المدرسة دون دموع أو تشبث، وعندما يكسبون عددًا معينًا من الملصقات؛ اصطحبهم في نزهة خاصة.
القلق المدرسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية
• الأسباب:
القلق المدرسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية له العديد من الأسباب المختلفة، بالنسبة للمبتدئين، قد يتعرض الطفل للتوتر بسبب متطلبات الفصل، مجتمعنا يتوقع المزيد والمزيد من أطفالنا في الأعمار الأصغر، "وليس كل منهم يستطيع التعامل مع ذلك".
على هذا المنوال قد يكون الطالب يعاني من صعوبة تَعلّم غير مُشَخصة؛إذا كان لديهم صعوبة في موضوع معين، لكن المعلمين ليسوا على دراية أو يعتقدون أن الطالب ببساطة لا يحاول، حينئذ يمكن للطفل أن يقلق بشأن المدرسة.
يمكن لعوامل أخرى، بما في ذلك اضطراب القلق العام (GAD) والقلق الاجتماعي، أن تجعل المدرسة تبدو مخيفة، يعاني الأطفال المصابون باضطراب القلق العام من قلق مفرط بشأن الأشياء اليومية؛ الأداء الأكاديمي، الابتعاد عن الوالدين، وما إلى ذلك.
غالبًا ما يشعر الأطفال الذين يعانون من القلق الاجتماعي بالمراقبة الشديدة؛ فيقلقوا من أنهم سيفعلون شيئًا محرجًا، يخشى البعض التحدث أمام الفصل ، بينما يواجه البعض الآخر صعوبة حتى في الذهاب إلى السبورة.
العلامات والأعراض:
قد يعاني الأطفال من أعراض جسدية (صداع، غثيان، إسهال، صعوبة في النوم، وما إلى ذلك) تظهر قبل اليوم الدراسي، سيصاب البعض برفض المدرسة؛ خوف شديد لدرجة أنه لا يمكن إقناعهم بالدخول في حافلة المدرسة أو المبنى، إذا تمكنوا من الوصول إلى المدرسة، فقد يبكون ويشتكون من الأوجاع والآلام، ولا يستطيع المعلم مواساتهم.
من المهم ملاحظة أن الأطفال الذين يعانون من قلق المدرسة يعانون كل يوم في المدرسة، إنه ليس شيئًا لديهم يومًا واحدا ولكن في الأيام التالية.
• كيفية التعامل مع ذلك:
قم دائمًا بفحص الأعراض الجسدية المتكررة مِن قِبل طبيب الأطفال لاستبعاد المشاكل الطبية، ولكن على افتراض أن الأطفال يتمتعون بصحة جيدة جسديًا، يجب على الآباء أن يكونوا حازمين بشأن عدم السماح لهم بالتغيب عن المدرسة، اعترف بأنهم يشعرون بالخوف، لكن كرر أن التوتر لا يعني أنهم لن يستمتعوا بأنفسهم، ذكّرهم بالمواقف الجديدة التي تعاملوا معها مِن قَبل، مثل النوم في منزل الجدة لأول مرة بدونك، وكيف انتهى الأمر بشكل جيد.
من المهم أيضًا استبعاد المشكلات في المدرسة أو المنزل، اسأل طفلك ومعلمه إذا حدث شيء مزعج؛ مثل التنمر أو المضايقة، والأحداث في المنزل مثل انتقال، موت حيوان أليف في العائلة، وما إلى ذلك؛ قد تسبب أيضًا هذه المشاعر السلبية، قد يؤدي التعامل مع هذه المشكلات وفقًا لذلك، إلى تخفيف بعض الأعراض السلبية.
إذا لم يَخِف القلق المدرسي لعدة أسابيع، أو إذا كان يؤثر على حياة طفلك اليومية؛ فقم بتقييمه مِن قِبل أخصائي الصحة المتخصص في العمل مع الأطفال، لا يعتبر القلق المدرسي تشخيصًا نفسيًا، ولكنه قد يكون أحد أعراض اضطراب القلق.
يبدأ العلاج عادةً بالعلاج السلوكي المعرفي، الذي يعلّم مهارات الاسترخاء والتأقلم، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين السلوك على مدى عدة أشهر، قد يصف الأطباء أيضًا أدوية للحالات الشديدة، اعمل مع الخبير ومُعلّم طفلك لمساعدة طفلك على الشعور براحة أكبر في الفصل.
|