القاهرة 02 اغسطس 2022 الساعة 09:42 ص

ترجمة: سماح ممدوح حسن
نيويورك
10 نوفمبر، 1958.
عزيزى توم..
وصلنا خطابك هذا الصباح، وسأجيبك بحسب وجهة نظري في الأمر، وبالتأكيد ستجيب أمك "إيلين" بحسب وجهة نظرها.
أولا: إن كنت عاشقا فهذا أمر رائع، بل إن هذا أفضل ما يمكن أن يحدث للإنسان، فلا تسمح لأيا كان بالتقليل أو الاستخفاف من هذا.
ثانيا: هناك أنواع حب عدة. هناك نوع أناني، لئيم، مغرور يستخدم الحب فيه كوسيلة فقط لإثبات الذات والأهمية الشخصية. وهذا أقبح وأعقم أنواع الحب.
أما النوع الآخر، فهو الحب الذي يفجر كل ما هو حسن في روحك مِن لطف واحترام، ليس ذاك الاحترام الاجتماعي فحسب لكن أيضا الاحترام الأكبر، وهو الاعتراف بفرادة شخصا آخر وقيمته.
النوع الأول يمكن أن يجعلك مريضا، وضئيلا وضعيفا. بينما يمكن للنوع الآخر أن يطلق في نفسك الشجاعة والقوة والطيبة والخير، وربما الحكمة التي لم تكن تعرف أنك تتحلى بها.
سألتني إن كان هذا مجرد"الحب الأول" الغر؟ لو كان هذا مجرد الحب الأول ما كنت شعرت به عميقا هكذا، إذا هو ليس مجرد حب أول.
لكن لا أظنك تسألني عما تشعر به! فأنت أدرى الناس بماهية شعورك. لكن ما كنت ترمي إليه بسؤالك هو طلب المساعدة في معرفة ماذا يجب عليك أن تفعل، وهذا ما أستطيع مساعدتك به.
مجّد هذا الحب، وكن ممتنا له.
الحب هو أفضل وأجمل الأشياء والموضوعات، فحاول أن ترتقي لمستواه.
إن كنت تحب شخصا فلا ضرر من الاعتراف له بذلك، فقط تذكر أن بعض الناس خجولون جدا، وأحيانا يجب أخذ هذا بالاعتبار.
للفتيات طريقة ما ليعرفن أو ليشعرن بما نحس به تجاههن، لكنهن غالبا يحببن سماع ذلك.
أحيانا لا يكون لما تشعر به أي سبب من الأسباب الواضحة، وهذا لا يقلل من قيمة وجمال ما تشعر.
أخيرا أعلم تماما حال مشاعرك الآن، فأنا مثلك ولدي المشاعر ذاتها وأنا سعيد أنك تُحب.
سنكون سعداء بمقابلة "سوزن"، وستلقى منا أحر الترحيب. لكن"إلين" هي من ستنجز كل ترتيبات الزيارة، فهذا تخصصها وستكون سعيدة للغاية. هي أيضا تعرف معنى الحب، وربما تساعدك بأكثر مما فعلت أنا.
ولا تقلق بشأن الخسارة. لو أن هذا الأمر صحيحا حقا، فسيحدث، الأهم هو عدم التسرع، فالأشياء الجيدة لا تضيع.
|