القاهرة 26 يوليو 2022 الساعة 11:05 ص
إعداد وترجمة: سماح ممدوح حسن
تبحث الدكتورة "تيفاني فيلد" الأستاذة فى معهد أبحاث اللمس بجامعة ميامي، فى كتابها "اللمس" الصادر في عام 2001 عن اللمسة البشرية. لماذا نحتاج للمس؟ ومالذى يفعله بنا اللمس؟ وكيف تتأثر أهمية اللمس بخلفيتنا الثقافية؟.
حيث وجدت في دراسة استقصائية أجريت في أبريل أن حوالى 60% من الخاضعين للدراسة يعانون من الحرمان من اللمس، الأمر الذى يؤدي إلى مشكلات صحية من توتر وقلق واكتئاب وشعور بالإعياء، واضطرابات النوم، وأعراض أرهاق ما بعد الصدمة.
تقول الدكتورة فيلد إن اضطرابات النوم هي أكبر المشكلات الناجمة عن الحرمان من اللمس. وذكرت أيضا، أن الأمر أشبه بالدوران في حلقة مفرغة، فكما يؤدى القلق المستمر من العدوى بفيروس الكورونا إلى الحرمان من اللمس، فإن هذا الحرمان أيضا يولّد القلق والتوتر.
تقول تيفانى فيلد:
"عند تحفيز الجلد عبر اللمس أثناء العلاج بجلسات التدليك أو ممارسة الرياضة، فهذا يُعد جوهر الصحة والسعادة. وأنا دائما ما أنصح الناس، حتى لو اقتصر الأمر على مجرد السير في أرجاء غرفهم، أو الجلوس وأرجحت السيقان، فذلك سيكون كافيا ليُشكّل عاملا محفزا، وبالتألى سيحفز الجلد إن تعذر حدوث اللمس بقدر كاف في المنزل".
أجرت "فيلد" بحثا عن استخدام العلاج بالتدليك على الأطفال لتحفيز نمو الأطفال الخُدّج"المبتسرين" وقالت:
"قمنا بتدليكهم، واكتسبوا وزنا أكبر ب47% وخرجوا من المستشفيات قبل موعدهم بخمسة أيام، وعلى هذا كان العلاج في غاية الفاعلية".
وجاءت بيانات هذا البحث بناء على مقارنة بين هؤلاء الأطفال الخُدّج ممن خضعوا للعلاج بالتدليك، وأولئك ممن لم يخضعوا لنفس العلاج.
وتقول الدكتورة تيفاني، إنها أكملت المزيد من الدراسات التي تضمنت إشراك الوالدين في العلاج بالتدليك لأطفالهم أو تدليك الأبوين لبعضهم. وقالت:
"لدينا العديد من الدراسات على البالغين، وجاءت نتائج العلاج فعالة جدا، وهي لم تقلل من القلق والاكتئاب أو أى نوع من المشاعر السلبية السيئة فحسب، بل أيضا كانت فعّالة جدا في تقوية الأشخاص فسيولوجيا وكيميائيا "بايو كميائي" مما يساهم بقدر عظيم في تقوية وظائف المناعة لدينا".
تقول أيضا:
"عندما تُحرك الجلد كما يحدث في العلاج بالتدليك أو عند ممارسة الرياضة حتى لو مجرد المشى في الغرفة، فإنك تحفز مستقبلات الضغط في جلدك وعندما يحدث هذا التحفيز فهو يُبطئ جهازك العصبي، يهدئه".
وأضافت، وهذا سيبطء معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والموجات الدماغية ويقلل إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. وعليه، عندما تقل هرمونات التوتر فهذا سيقوى الخلايا المناعية التي يمكنها قتل الخلايا الفيروسية والبكتيرية أو حتى الخلايا السرطانية.
|