القاهرة 24 يوليو 2022 الساعة 10:46 ص

محمد أبو زيد
- أربعة ورا
- خلاص هاخد اتنين يلا بقى
ثمً مرّ صاحبنا بشياكته وأناقته في خيلاء تعتلي وجهه، وجلس بجواري فاتحًا قدميه بمنتصف كنبة العربة "من حقه ما هو دافع اتنين" تنظر إليه امرأة مسنّـة سمينة بعض الشيء، جالسة خلف السائق على مسند عرضه سنتيمترات قليلة، وكلما وقف، كعادة المنتظرين في الطرقات في الوقوف المتكرر، كادت المرأة تنزلق وتنظر للشاب بجانبي ربما يفسح لها لتجلس في المقعد الزائد لكنه لا يلقي بالًا، تنزلق، تسقط، هما مقعداه وقد امتلكهما بأجرته، صعدَ شاب وأقبل عليه ظنًا بأن المقعد فارغ لكنه لوّح له بإشارة لا، فهم الشاب ووقف منحنيًا مقوّص الظهر، أخيرًا جاء الفرج، همَّ أحدهم بالنزول، جلست السيدة وجلس الشاب مكانها، صعدت بعد حين امرأة وطفلة رقيقة وديعة من ذوي القلوب البريئة والقدرات الخاصة والتي اكتسبت ببراءتها دورًا بطوليًا لما فعلته مع صاحبنا ونالت حفاوة، فقد سبقت الفتاة أمها بتلقائيتها إلى المقعد الفارغ بالكنبة المحتلة من قبل الشاب الأنيق مقابل أجرته" فأشار إليها ب:
لا، فنظرت له فتاة تجلس بالمقعد الأمامي نظرة ازدراء رغم ما نال منها أول الأمر من إعجاب بشياكته قبل جلوسه.
قام أحد الشباب فجلست المرأة وطفلتها وظلت الفتاة الوديعة مع أمها تحاول أن تضحك معه، رغم ذلك لم يتحرك له ساكنًا أمام تلك البراءة، ظلت سماجته تعلو وجهه ونظرته لها، حان وقت نزول الفتاة وأمها، لكنها فعلت الشيء الذي أطفأ غيظ الجميع منه، أرسلت لي ابتسامة وللفتاة التي أمامي، ثم نظرت له وهي على حافة سلم النزول، بصقت عليه برزاز خفيف، وقالت في ازدراء بريء:
- يا مأفّن.
|