القاهرة 17 يوليو 2022 الساعة 09:45 ص

كتب: محمد أبو زيد
الحقيقة بالنسبة لي أنه لا يوجد معنى لأي شيء في هذه الحياة.
كل ما هو آتٍ ذكره ليس له معنى.
الجميع يـبحث عن المعنى الذي يجعله يستمر، المعنى.. الروح التي تمدنا بالحياة والغاية، أن يكون لحياتك معنى تعيش له وبه، منذ أن تلتحق بالمدرسة قالوا إن لذلك معنى، أن تعمل قالوا لك إن لذلك معنى، أن تتزوج وتستقر فذلك معنى، أن تصل لهدف هو المعنى، أن يكون في حياتك حب ذلك معنى، أن تعبد الله ذلك هو عين المعنى، لكن كل هذا ليس سوى هالة نضعها حولنا لنقنع أنفسنا أن لحياتنا معنى.
إذا لم يكن لهذا كله معنى فما الغاية من الحياة؟
عزيزي.. ليس هناك معنى في أن تحيا من أجل كل ما سبق، هذا كله أمر طبيعي ودورة حياة اجتماعية عادية ليس المعنى لحياتك أن تحيا كالآخرين، فكل ما سبق ليس هو المعنى، وحينما أقول ثمة معنى لأي شيء في هذه الحياة فأنا أدرك ما أقول، كل إنسان يُولد ويكتسب هوية وجوده مما يحيط به، والحقيقة أن الحياة صفحة بيضاء لم يكتب على بابها عنوان تحت اسمك يتضمن ما تعيش لأجله.
تجربتك وحدها ما تخلق وجودك، وكل مرحلة تعطيك عنوانًا تحيا تحته ظلاله، فتتراجع بعد كل مرحلة وتكتب عنوانًا جديدًا فتحيا به، ولنفترض أنك طوال رحلتك، حياة منظمة وواعية ومحددة، تنجز مرحلة الدراسة وتعمل وتتزوج وتنجب وتحقق مركزًا اجتماعيًّا لا بأس به، وتفعل الخير وتصلي أيًّا كان دينك، وتربي الأولاد حسب اعتقادك وتقاليدك، ثم تقول الآن اكتمل المعنى وأعيش به وله!
أين المعنى في كل هذا؟
ليس هناك ثمة معنى هي هاله وضعتها مبررًا للحياة.. لا تحيا من أجل معنى، كل ما سبق ليس هو المعنى بل التجربة التي وضعت فيها لتعرف من أنت، فأنت المعنى وليس ما تعيش من أجله.
|