القاهرة 05 يوليو 2022 الساعة 08:45 ص
حوار: صلاح صيام
الكاتبة السودانية فدوى سعد بدأت بكتابة الشعر، وصدر لها ديوانان هما "عناقيد تدلت"، "سيدة الفستق"، ثم سرعان ما اتجهت للرواية لتنتج لنا رواية "جدارية العاج" التي استضافتها ندوة أقامها ملتقى السرد العربي برئاسة الناقد الكبير الدكتور حسام عقل، وشارك فيها ومعه الأديب الطبيب أمير شبل والشاعر يحيى سلامة وأدارتها عزة عز الدين، ووصف "عقل" الراوية بأنها تؤكد على استمرارية تميز السرد الروائي السوداني، وتعد امتدادا واستكمالا لهذا الزخم الإبداعي السوداني في القصة والرواية.
وقال عقل: إن فدوي سعد اعتمدت على ما يسمى البلوفونية في طريقة السرد، أي تعدد الأصوات، فقد تعدد الرواة في العمل إلى درجة الإرباك، وهي استخدمت أيضا الرومانسية في أحداث رواياتها في زمن لا يوجد فيه رومانتيكية، وأشار إلى أنه من الجميل استخدامها اللهجة الدارجة وتلك ميزة في كثير من الأعمال ويتطلب فهم سياقها، وربما فوز الروائي الليبي محمد النعاس بجائزة البوكر عن روايته "خبز على طاولة الخال ميلاد" أحد الأسباب هو انطلاقه من لهجته المحلية.
وأكمل الدكتور حسام عقل أن هناك إبداعا شعريا كبيرا في السودان وله مكانته، لكن الأزمة هو في الدور النقدي والإعلامي ليس في السودان فقط، إنما في البلدان العربية وهناك تقدم كبير في المشهد الإبداعي في كل بلادنا العربية، فالخليج لديه طفره على المسارات كافة في الإبداع، وأكد الدكتور حسام عقل أن رواية "جدارية العاج" للكاتبة السودانية كانت مفاجأة له.. حول الراوية وأشياء أخرى كان هذا الحوار...
• بدأت بكتابة القصيدة الحداثية ثم انطلقت للعالم الروائي.. برأيك ما علاقة الشعر بالرواية؟
تتفق جميع ضروب الأعمال الأدبية الكتابية وتتشابك مع بعضها البعض وإن اختلفت طرق الإخراج الأدبي؛ قصيدة، قصة، ومضة أو رواية. في تجربتي كتابة المشاهد القصصية الشعرية التمستها وأكسبتني تنمية للخيال الناسج والمكون للشخصيات، بالإضافة للتكثيف البلاغي للسرد، وضوح صوت للرواية من خلال الشخصيات عملت تجربتي الشعرية كثيرا بجعل تلك الشخصيات تحمل التميز الفردي من ناحية السرد والفكر والبناء النفسي. ضروب الكتابة يوظفها الكاتب حسب حوجته للخروج بمنتج جيد.
• وفي أي المجالين ترين نفسك أكثر إبداعا؟
هناك اختلاف، الشعر حياة يغازلك متى يشاء وتشاء لا يحتاج لوقت أو عصف ذهني خلاف للرواية، لكن هي حالات كتابية تنتج نصوصا وكتابات حسب حالة الكاتب. الكتابة بحب ومسئولية تجعلك تبدع في كل ما تكتب.
• ولماذا قررت الاتجاه للراوية.. عزوفا عن الشعر أم حبا في الرواية؟
كما أسلفت الرواية حالة كتابية فرضها واقع مجتمعي، نفسي وحب للكتابة والاستمتاع باختلاف مسمياتها. بالإضافة لرغبة الكتاب في التجريب والتنقل من نسق كتابي لآخر.
• الشعر ديوان العرب.. برأيك هل هذة المقولة ما زالت صحيحة؟
الشعر، الرواية، القصة كلها ديوان العرب أو المجتمعات وستظل تخص الشعر بالمقولة لرسوخه في الواقع المجتمعي وسهولة الحفظ وتنقله بين الأمصار والمدن، الكتابات الأدبية انعكاسات للمجتمعات من حيث الوصف أو الأحداث.
• وإن كانت غير صحيحة فما هي أسباب عزوف المتلقي عن الشعر؟
القارئ يقرأ ما يتواجد حوله وبين يديه ويتلقاه ليبين رأيه، لا أعتقد أن قارئ يعزف عن القراءة بسبب نوع كتابي فقط هي انعكاسات مجتمعية على تسليط الضوء الكثيف لنوع عن الآخر لأسباب كثيرة.
• أيهما أسهل في الكتابة الشعر أم الرواية؟
الشعر ينسال كماء النيل معتمد على تغذيتك البيئية النفسية، الثقافة الاطلاع لتنظم بسهولة ويسر. الرواية جهدها أكبر جدا.
• كيف استقبل النقاد داخل وخارج السودان روايتك "جدارية العاج "؟
اختلفت حسب الرؤية النقدية للكتاب ولكن اجتمعوا أنها جيدة وتأخذ منحى مختلفا في كتابة الرواية المعاصرة.
• إلى أي مدى تأملين أن تصل رواياتك في المستقبل؟
أتوقع مستقبلا ممتازا لجدارية العاج من قبلي ومن قبل النقاد كنوع سردي مختلف وتناول موضوعي مجتمعي بطريقة متفردة.
• يرى البعض أن "الكتابة النسائية" السودانية أداة تغيير وصوت مقاومة.. ما رأيك؟
نعم الكتابة هي الصوت المهذب والكلمة تصنع التغيير، التثقيف، التوعية بمتطلبات المجتمعات للتقدم وتغيير المفاهيم والمعتقدات الراسخة والمتجزرة داخل المجتمع وستظل الكلمة أداة تغيير في جميع النواحي المجتمعية.
• هل أخدت الكاتبة السودانية حقها في الانتشار والذيوع داخل السودان؟
ليس بالصورة المطلوبة لكن نحن الآن في الثورة الكتابية، رواية، شعر، قصة في السودان، وهذا يتطلب إعلاما قويا يوازي هذا التقدم. معاناة جميع الكتاب في دول الإقليم.. الإعلام المفقود.
• وكيف يتقبل المتلقي السوداني الإبداع النسوي؟
مسميات إبداع نسوي أو ذكوري تلاشت في الوقت الحاضر، الجيد يبرز أيا كان كاتبه، الإبداع يجبر الكل على الوقوف عنده.
|