القاهرة 03 يوليو 2022 الساعة 08:42 ص
بقلم: محمد أبو زيد
طالما قيل لي أنت تحسن صناعة الذكريات، هي حقيقة، ولا أفعل هذا عامدًا بل بتلقائية.
حين قال لي صديقي العزيز هذا الكلام ذهبتُ وتفقّدتُ بالفعل صندوق ذكرياتي، وجدت أشياء غريبة: زجاجة فانتا تفاح أخضر، وعدد من مجلة بلبل، ومسدس خرز، وبعض الشهادات والكتابات القديمة، وتذكرة أتوبيس، وصور من أيام المدرسة، وكيس بوزو كاراتيه..
لم أعرف لماذا كنت أحتفظ بتلك الأشياء، وما دفعني وقتها لفعل هذا.
لكن بمجرد أن أمسكت بهذا الكيس، غصتُ في وجداني وسرحت في أيامنا تلك.. كم كانت جميلة! تذكرت عم حمادة البقال ومواقفه الساخرة، تذكرة الأتوبيس وأول رحلة ذهبت فيها مع أصدقاء الدراسة، عندما تهنا في حديقة الحيوان، كل صورة وكل تذكار له معنى في داخلنا وشعور ما زال محتفظًا بحرارته وفرحه وحزنه وضحكه وبكائه.
هو صندوق غير عادي، هو آلة زمن تأخذنا إلى حياة أخرى، لكنها لم تمض ولا تزول هي تعيش فينا بكل مشاعرها ومشاهدها بالتفصيل، فقط عليك أن تستعيدها ببعض من الأشياء البسيطة، دائما أريدك أن تحتفظ بشيء ما من رحلة أو مرحلة في حياتك، احتفظ بها لأنها ستعينك في أيام لا تعلم مدى احتياجك لها إلا في وقتها.
الذكريات سلاح ذو حدّين، بيدك وحدك أن تجعله جَلدًا لذاتك أو تجعله يدًا حنونة ترفق بك وتبتسم لها تأخذك بوجدانك وقلبك وعقلك، احرص على أن تصنع ذكريات طيبة ومبهجة وتخلص دومًا من أي شيء مرتبط بحالة أو شخص أو حتى مكان عابر أصابك بطاقة سلبية.. صندوق ذكرياتك طاقة وجدانك فاجعله مبهجًا دائمًا.
|