القاهرة 28 يونيو 2022 الساعة 01:27 م

حاورته: زينب عيسى
هو أحد أبرز الشعراء الشباب الذين يخطون خطى ثابتة في مشوار الإبداع، ورغم أن المشوار قد تتخلله بعض العثرات، لكن بالإصرار والجهد والإرادة تعيد للتجربة توازنها، وتصل إلى مرفأ النجاح، الجوائز لديه ليست في حد ذاتها هدف، بيد أنها إشارة للمبدع بأنه يسير في الاتجاه الصحيح، هو الشاعر محمد خالد الشرقاوي الفائز مؤخرًا بالجائزة الأولى في مسابقة الإبداع وتطوير الوعي، وهي مسابقة أدبية تنظمها جامعة القاهرة وتضم مجموعة من أبرز الشعراء والروائيين والمسرحيين.
في لقاء مع "الشرقاوي" عبر عن سعادته البالغة بالجائزة، مشيرا إلى أنها تمثل حافزًا يدفع الشباب للاستمرار في ممارسة الفن والأدب، قائلًا: هذه هي الدورة الأولى للجائزة وسعيد بالحصول على المركز الأول في شعر العامية مع مجموعة من أجمل الشعراء والمبدعين وكتاب القصة القصيرة من أبناء الجامعة الطلاب والخريجين وطلاب الدراسات العليا، وأتمنى أن تستمر الجائزة خلال الدورات القادمة لأنها ستصبح حافزًا يدفع الشباب للاستمرار في ممارسة الفن والأدب.
بداية حدثنا عن الجائزة وماذا تمثل لك في هذا التوقيت؟
بالنسبة لي الجائزة هي قبلة حياة تعيدني إلى دنيا الكتابة، الجائزة تمثل دافعًا معنويًّا وماديًّا يدفعني إلى الاستمرار في كتابة الشعر في ظل حالة اليأس وعدم الجدوى التي كنت أمر بها خلال الفترة الماضية، التي أصفها بأنها كانت سلسلة في الفشل المتكرر والانهزامات الأدبية والنفسية، فهذه الجائزة جاءت في وقت كنت أنتظر فيه أي إشارة تؤكد لي أني أسير في المسار الصحيح، فأنا دائما أبحث عن التقدير بعد كل عمل أقدمه سواء كان ذلك في أمسية أو حفلة أو نشر قصيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك أكثر ما يسعدني أن أرى فرحة الأصدقاء بفوزي واحتفائهم بكل إنجاز أحققه، وفي نهاية الأمر الفوز توفيق وكرم من الله أتمنى أن أستحقه.
حدثنا عن العمل الفائز في المسابقة؟
مجموعة من النصوص غير المنشورة من المنتظر أن تصدر قريبا في الديوان الثاني، وتدور القصائد حول مجموعة من المشاعر المختلطة بين الوحدة والعزلة والحزن والخوف من الموت واستشراف حالة ما بعد الوفاة التي تسمى بالحياة البرزخية ولا يعلم أسرارها العقل البشري.
هل تجد أن تلك المسابقات تسهم في الدفع بعجلة الإبداع الجاد؟
هذا صحيح، خاصة وإن كانت الجامعة قبل ذلك تنظم جوائز ومسابقات ولكنها لم تكن بهذا الحجم، وهذه هي المرة الأولى التي تنظم خلالها الجامعة جائزة بهذا الحجم الضخم من الجوائز، ويأتي ذلك في ضوء استراتيجية جديدة وضعتها الجامعة لتسليط الضوء على إبداع الشباب بهدف دعمهم في المجالات الأدبية والفنية والعلمية، فلم تقف الجائزة عند حد الأدب فقط.
لك تجربة مميزة في كتابة الأغاني.. حدثنا عنها؟
بدأت كتابة الأغاني منذ عام 2016 خلال العروض المسرحية في الجامعات، كنت أكتب الأغاني والاستعراضات التي تكون ضم أحداث العروض المسرحية، ومنذ عام 2016 شاركت في مسرحيات مع فرق جامعة القاهرة وعين شمس وحلوان وفرقة مسرح الغد بالبيت الفني للمسرح، والفرقة القومية للمسرح بسوهاج التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفرقة جيفارا المستقلة.
تعاونت مع فرق غنائية معروفة.. ماذا أفادك ذلك؟
استفدت بشكل كبير من التعاون مع الفرق الغنائية خاصة الشبابية التي تعبر عن روح العصر وهي بالمناسبة معروفة لدي كثير من الشباب ويحضرون حفلاتها بشكل دوري، وقد كتبت مجموعة أغاني لفرق غنائية مستقلة منها "مشروع روح"، و"دورجي باند"، وفرقة "كاريزما"، وفي السودان فرقة "الفنار باند"، أما عن مشروع روح فقد قدمت مع الملحن والمطرب محمد بكر مجموعة من الأناشيد والأغاني الدينية بالإضافة إلى قراءة نصوص شعرية في مديح النبي صلى الله عليه وسلم
اتجهت إلى الكتابات الدينية من خلال التعاون مع "مشروع روح".. هل لك فلسفة خاصة في هذا الاتجاه؟
من خلال "مشروع روح" تسعى الفرقة إلى تقديم مجموعة من الأناشيد الإسلامية مع الترانيم الروحية في تناغم وتناسق يسعى إلى ربط الفرد بحالة من الصفاء والنقاء الروحي لا فرق بين لحم إسلامي أو لحن مسيحي، نحن فقط نتحدث بقلوب خاشعة إلى الله الذي خلق الإنسان لا نهتم بصفات هذا الإنسان، لذلك كتبت ترنيمة قبطية من المنتظر أن نقدمها خلال الفترة المقبلة مع مرنيم مسيحي ضم فريق مشروع روح.
وماذا عن قصيدة "أشهد أنه النبي ".. ومناسبتها ؟
هي عبارة عن حالة روحية بين اللحن والغناء والعزف والكورال الجماعي والموال، تم دمج أكتر من نوع للشعر لصناعة حالة مختلفة أشبه بالأوبريت المسرحي، بالإضافة إلى الرقص التعبيري الصوفي المتمثل في الفنانة أفنان شاهر راقصة المولوية، وتولى تلحين النص الملحن محمد بكر، وتولى الكورال المنشد محمد أنور، والتوزيع الموسيقي والتنفيذ أعضاء فرقة مشروع روح من العازفين.
لك تجربة ستخرج إلى النور قريبا قلت إنها ستكون جديدة على شعر العامية.. ماذا عن جديدك؟
خلال الفترة الحالية أنا بصدد الانتهاء من ديواني الثاني وهو مجموعة قصائد تدور حول محور واحد، هذا الديوان بدأت كتابة قصائده منذ عام 2018 وهو تجربة جديدة بالنسبة لي وبالنسبة للشعر العامية، أظن أنه يطرح أفكار جديدة مختلفة في مضمونها ولكنه يتماس وجدانيًّا مع قطاع عريض من جمهور الشعر، إذ تختلط فيه الأفكار بالمشاعر التي نمر بها كل يوم من الوحدة والخوف من المجهول في المستقبل، وألم فقد الموتى من أحبائنا مرورا بالحظات العجز وقلة الحيلة ونفاد الصبر، فهو أشبه بـ"شخبطة" عبثية على وجه العالم الذي يصعب علينا السيطرة عليه، وربما يصدر الديوان خلال هذا العام أو مطلع العام القادم حسب ظروف النشر.
|