القاهرة 28 يونيو 2022 الساعة 12:24 م

بقلم: د. فايزة حلمي
تقول "Michelle Crouch" إنه من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق من وقت لآخر، ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت مخاوفه مدعاة للقلق؟ تعرّف على المزيد حول الأسباب والأعراض وخيارات العلاج لاضطرابات القلق عند الأطفال.
كل الأطفال لديهم مخاوف، سواء كانوا خائفين من غرفة نوم مظلمة، عام دراسي جديد، أو كلب الجيران، سيشتكي معظمهم ببساطة من هذه المخاوف ويمضون قدمًا، لكن حوالي( 7 في المائة) من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (3 و 17 عامًا)، يعانون من اضطراب القلق، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وهذه الأشياء التي تبدو تافهة؛ يمكن أن ترهقهم.
في الواقع، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من القلق؛ تزداد المخاوف عمومًا بمرور الوقت بدلاً من أن تتلاشى بشكل طبيعي، تشرح تامار تشانسكي، مؤلفة كتاب "تحرير طفلك من القلق"، "بغض النظر عن مدى إجابتك على أسئلة طفل قلِق، أو إخباره بأن الأمور على ما يرام، فلن يتمكن من استيعاب تطميناتك".
في الحالات الشديدة، قد يتوقف الأطفال المصابون بالقلق عن الأكل، النوم، أو الذهاب إلى المدرسة، على أقل تقدير، يمكن أن يجعلهم عدم الاستقرار بمعزل عن أقرانهم، غالبًا في سن تكون فيه الاطمئنان أمرًا بالغ الأهمية.
ما الذي يسبب قلق الأطفال؟
يشرح عالم النفس "ستيفن كورتز"، والمتخصص في قلق الأطفال: قلق طفلك هو "مجرد حظ من الخط الجيني"، "هناك نوع من كاشف الدخان في رأسك من المفترض أن ينفجر عندما يدرك الدماغ الخطر، ويؤدي إلى استجابة القتال أو الهروب".
"في الأطفال القلقين؛ يتم ضبط كاشف الدخان الخاص بهم على مستوى أكثر حساسية بكثير، ولديهم أيضًا رد فعل أكثر دراماتيكية،" في الواقع، أظهرت الأبحاث أن الاختلافات في الاستجابة للتوتر يمكن اكتشافها عند الأطفال الصغار بعمر 6 أسابيع، مما يثبت أن الطبيعة لا تقل أهمية عن التنشئة عندما يتعلق الأمر بالقلق.
هناك علاقة بالأسرة أيضًا: الأطفال الذين لديهم والد قلق؛ أكثر عرضة بنسبة تصل إلى سبع مرات للإصابة باضطراب القلق، مقارنة بالأطفال الذين لا يشعر آباؤهم بالقلق، الرابط بيولوجي وسلوكي على حد سواء، وكما توضح جولدا جينسبيرغ -أستاذة الطب النفسي-: "هناك مخاطر وراثية، ولكن عندما يبالغ الآباء في الحماية أو في اظهار مخاوفهم الخاصة؛ فإنهم يزيدون من خطر إصابة أطفالهم بالقلق".
المواقف الصعبة؛ مثل "وفاة أحد الأقارب، الانتقال، أو حتى الضغط الناجم عن والد عاطل عن العمل"، يمكن أيضًا أن تدفع القلق الذي يمكن التحكم فيه؛ إلى اضطراب كامل، يوضح الدكتور تشانسكي: "يمكن لحدث كبير أحيانا؛ أن يجعل الطفل يشعر بأن كل شيء في الحياة يتغير ولا شيء يمكن التنبؤ به".
ما هي علامات القلق عند الأطفال؟
برغم أنه قد يبدو أمرا مُبهَما، إلا أن الأطفال الصغار والأطفال في سن ما قبل المدرسة يمكن أن يصابوا بالقلق، في الواقع، إنها عاطفة شائعة، ومع ذلك، فإن القلق يظهر بشكل مختلف في الأطفال الصغار عنه في أقرانهم الأكبر سنًا.
• فيما يلي علامات القلق لدى الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة:
- الغضب أو العدوان، كثرة البكاء، توتر العضلات، صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم، شكاوى من آلام في المعدة،
- الصداع دون وجود ظروف صحية مسبقة، حركات الجسم أو التشنجات اللاإرادية
- الانهيارات أو نوبات الغضب المتكررة، كوابيس، السلوكيات المتكررة
- الانسحاب الاجتماعي
• ما هي علامات القلق لدى الأطفال الأكبر سنا؟
حتى الأطفال السعداء المحظوظين؛ يميلون إلى القلق أكثر بمجرد بلوغهم سن السابعة أو الثامنة، حيث يكتسبون فهمًا أكبر للعالم مِن حولهم، ويدركون لأي مَدى ليس تحت سيطرتهم، في هذا العمر؛ هناك تحوّل من مخاوف "الوحش تحت السرير" إلى مخاوف "الحياة الواقعية"، سواء كانت كارثة طبيعية ستقع، أو الانسحاب من فريق البيسبول.
الفرق بين القلق الطبيعي واضطراب القلق هو الحِدة، قد لا يدرك الأطفال في سن الابتدائية أن مخاوفهم غير واقعية أو مبالغ فيها، وقد يعبرون عنها فقط من خلال السلوك، إذا كانوا قلقين من احتمال حدوث شيء لأحد الوالدين كمثال؛ فقد يواجهون صعوبة في الابتعاد أو النوم، إذا لم يستطع التوقف عن القلق بشأن المرض؛ فقد يسعى إلى الطمأنينة المستمرة أو يغسل يديه بقلق شديد.
الأطفال الذين يعانون من قلق شديد؛ سيتجنبون أيضًا المحفزات، إذا" رفض الطفل المشاركة في أنشطة يستمتع بها الأطفال الآخرون، أصيب بنوبة غضب قبل كل موعد مع طبيب الأسنان أو الطبيب، مَرَض في ليالي الأحد، أو قضى وقتًا طويلاً في مكتب ممرضة المدرسة" ، فقد يكون القلق الشديد هو السبب.
تشمل أعراض القلق الأخرى عند الأطفال؛ الصداع أو آلام المعدة بدون سبب طبي، صعوبة النوم، والعمل، قد يسأل طفلك أيضًا أسئلة يحركها الخوف وتزداد سوءًا بمرور الوقت، كمثال؛ من الطبيعي تمامًا أن يسأل الطفل ، "هل يمكن أن يحدث هذا لنا؟" بعد الاطلاع على تقرير إخباري عن حريق منزل؛ ليس من الطبيعي أن يشغل هذا الحريق تفكيره لِعدة أشهر لاحقة. (يتبع)
|