القاهرة 25 يونيو 2022 الساعة 11:38 ص
قصة: خوان فيلوي - الأرجنتين (1894 - 2000)
ترجمة: أسامة الزغبي
متنكرون بملابس عمال اتصالات - لفات الأسلاك وصندوق أدوات - وصلوا إلى باب الشقة.
- جئنا للتحقق من أداء هاتفك.
- جئتم في وقتكم. تفضلوا .. قالت العجوز ممشوقة القوام بشكل عفوي.
كان زوجها يغفو على كرسيه المتحرك. وعصفورا كناري يغردان في قفصهما بغرفة المعيشة.
عندما أصبحوا بالداخل، أوصد أحد المهاجمين الباب بالقفل، لم يتمكن الحدس اليائس للمرأة من أن ينفجر.
غطت يد قوية فمها وشل ذراعان قويان كامل حركتها، ساحبين إياها إلى سرير غرفة النوم.
استيقظ الزوج مفزوعا بسبب الضوضاء. أراد الصراخ بدوره؛ لكن ضربة عنيفة بقضيب حديدي أخرسته في الحال، وغطى شريط لاصق على انفعال الذهول ماحيا إياه للأبد.
بعد أن ربطوا أيديهم وأرجلهم بالأسلاك، بات البحث عن المجوهرات والنقود مهمة يسيرة ورتيبة. قلَب الشبان الثلاثة كل الأثاث وأفرغوا الأواني والمزهريات كما تقضتي الحنكة من إخفائها أو مداراتها عن العيون. كانت الغنيمة بائسة.
فجأة، وبأسارير منبسطة، أشار أصغرهم إلى لوحة يوجد تحتها فتحة صندوق أمانات محفور بالحائط. هرع إلى السرير رافعا مديته الإشبيلية في تهديد وشيك، ومزق الكمامة.
- أخبريني أين مفتاح الصندوق وإلا قتلتك.
لم تستطع العجوز، شبه فاقدة الوعي، أن تتفوه بكلمة.
أعادت لكمتان لها الوعي.
- أخبريني أين مفتاح الصندوق وإلا قتلتك .. صرخ مجددا، بحدة.
- بدا...خل.... الصن...دوق...أيها القاتل!
- قاتل؟ أنا؟ أنت محقة الآن .. وبشراسة وقع النصل القاطع للمداه على صدرها.
بعد مسح تيار الدماء، واتخاذ احتياطات الهرب قبل إخراج القفازات، حمل الصغير الصندوق لشباك يطل على فناء داخلي وأطلق عصفوري الكناري.
- أحسنت صنعا يا بيبى.
- هيا، لنتسلل!
في رعب الجريمة كان ذلك هو التوقيع الدال على رحمة الوحوش.
|