القاهرة 22 يونيو 2022 الساعة 01:24 م
بقلم: أحمد محمد صلاح
يتداخل الفن مع التاريخ تداخل السوار بالمعصم، الفن أول ما بدأ به الإنسان، كما ذكرنا من قبل أن الإنسان عندما بدا ينتبه ذهنه حاول توثيق حياته، فكانت الرسومات علي الكهوف والجدران تعبر عن حياته اليومية، كانت رسومات بدائية ولكنها بالنسبة للعلماء، في غاية الأهمية لتوضح ما الذي كان يحدث للإنسان قبل أكثر من مليون عام.
معنى مصطلح تاريخ الفن:
تاريخ الفن هو دراسة الأشياء الفنية في تطورها التاريخي وسياقاتها الأسلوبية، وتشمل هذه الدراسة علي الرسم والنحت والعمارة والأثاث وغيرها من الأشياء الزخرفية، والاستخدام الشائع لمصطلح تاريخ الفن يشير إلى الأعمال الفنية والهندسة المعمارية، ولكنه يضم أيضا عدة طرق لدراسة الفنون البصرية، ولاحظ المؤرخ الفني أرنست جومبريتش أن مجال تاريخ الفن ينقسم إلى ثلاثة أجزاء مختلفة هي: المتذوقون، النقاد، مؤرخي الفن الأكاديمي.
ترجع أسطورة العصر الذهبي إلى أزمان سحيقة، فقد تكون جذور هذه الظاهرة راجعة إلى التضامن القبلي والعائلي، أو إلى محاولات الطبقات المميزة أن تبني مميزاتها علي أساس الوراثة، وأيا ما كان الأمر فإن الشعور بأن كل ما هو قديم ينبغي أن يكون الأفضل ما زال له قوة ما تجعل المؤرخين للفن والآثار يحاولون اثبات أن أقرب الأساليب الفنية إلى قلوبهم هو أقدمها.
ويركز تاريخ الفن على الأشياء التي صنعها الإنسان ضمن أشكال مرئية لأغراض جمالية، وتصنف الفنون المرئية بعدة طرق، مثل فصل الفنون الجميلة عن الفنون التطبيقية، والتركيز بشكل كامل على الإبداع البشري، أو التركيز على وسائل مختلفة مثل الهندسة المعمارية، النحت، الرسم، الأفلام، التصوير، وأدى التقدم التكنولوجي في السنوات الخيرة إلى ظهور الفيديو والفنون الرقمية وفنون الداء وأيضا الرسوم المتحركة، فضلا عن فنون التليفزيون وألعاب الفيديو، ويسرد تاريخ الفن باعتباره التسلسل الزمني للتحف الفنية التي ابدعتها كل حضارة، ويمكن استخدام وسائل الفن المحلية في السرد التاريخي مثل الفنون الشعبية والحرف اليدوية.
الفن بوجه عام جزء أساسي من تطور البشرية، وهو التطور الذي يستهدف به الإنسان حياة أفضل على الدوام، غير أن تاريخ الفن قد تشعب بين فنون وعلوم مختلفة، حيث نجد دراسة تاريخ الفن في علوم: التاريخ، الأنثروبولوجيا، اللغة، وغيرها من العلوم التي احتاجت إلى رسومات وفنون الأقدمين لتثبت نظريات أو تدحض غيرها، مما جعل دارسة "تاريخ الفن" علم قائم بذاته.
يتميز تاريخ الفن عن النقد الفني والذي يهتم بتأسيس قيمة فنية نسبية على الأعمال الفردية، أو يجاري نمطا أو حركة كاملة، كما يتميز عن الجماليات التي تهتم بالطبيعة الأساسية للفن، وأحد فروع دراسة هذا المجال هو فلسفة الجمال والتي تشمل التحقيق في لغز سمو وتحديد جوهر الجمال.
من الناحية الفنية تاريخ الفن ليس هذه الأشياء لأن مؤرخ الفن يستخدم طريقة تاريخية للإجابة علي الأسئلة، مثلا كيف جاء الفنان لإنشاء العمل؟، من هم الرعاة؟، من هم معلموه؟، من كان الجمهور؟، وما هي القوي التاريخية التي شكلت أعمال الفنان؟، وكيف كان يؤثر في الأحداث الفنية والسياسية والاجتماعية، ومع ذلك كانت هناك شكوك ما إذا كان يمكن الإجابة على العديد من الأسئلة من هذا النوع بصوره مُرضية دون النظر في الأسئلة الأساسية المتعلقة بطبيعة الفن.
في النهاية منهج بحثنا في هذه النقطة الهامة "تاريخ الفن" سيكون قائما على تفكيك العصور كما تناولناها من قبل في المراحل التاريخية المختلفة، من عصور ما قبل التاريخ والعصر الحجري القديم... إلخ، انتهاءً بالفن هذه الأيام.
|