القاهرة 18 يونيو 2022 الساعة 09:10 ص
بقلم: محمد حسن الصيفي
أحيانا أشاهد مجموعات الكتب على فيسبوك، أراقب أحوال المهتمين بتلك الصناعة ما بين كاتب وناشر وقارئ، ولكني لا أموت همًا من المراقبة، بل من الضحك!
بعيدًا عما أبدعته مجموعات الكتب من إفساد للذوق وللعقل وللاختلاف، والسعي بقوة لتدجين القارئ، وتحويل فكرة الذوق الشخصي والتنوع إلى مادة سائلة وسامة تجعل القراء مجموعة من القطعان يتلاعب بها من يدير تلك المجموعات المشبوهة.
لكن بعيدًا عن ذلك وأثناء قراءة ما بين السطور وجدت كاتبة تتصرف بشكل غريب، ومقلق..
الكاتبة لا تترك أحدًا يكتب سطرًا عن روايتها إلا وحاولت إفحامه وإثبات أنه على خطأ، وأحيانا تجلب أصدقاءها لإقامة حفل ساهر على شرف هذا القارئ المسكين الذي تصور أنه سيكتب رأيه عن رواية كما يحدث مئات المرات يوميًا دون أن يفلت من عقاب الكاتبة التي تعرف كل شيء!
لم تكن تلك المرة الأولى ولا الأخيرة التي أجدها تشتبك مع قارئ قرر برغبته أن يقرأ لها، لكنه لم يعرف أنه سيتعرض للعقاب حين تسول له نفسه انتقاد الكاتبة التي لم يأت التاريخ بمثلها ولن يجود الزمان بمثلها مرة أخرى وسيندم وسنندم جميعًا أشد الندم!
فكرت للحظة في العقل الذي يحركها، وعن مفهومها الخاص عن الفن والأدب والكتابة!!
لابد وأنه مفهوم مأساوي، لابد وأنها نتاج تلك المجموعات، ما تعرفه عن الكتابة أن تجلس أمام لوحة مفاتيح حاسوبها الشخصي وتضرب عليها بعنف قبل أن تقوم الجماهير العريضة بالتصفيق على معزوفتها الخالدة!
إن مفهومها عن الكتابة، والنقد، والتواصل والتفاعل بين الكاتب والقارئ هو مفهوم نجوم مسرح مصر عن الكوميديا والضحك!..
|