القاهرة 15 يونيو 2022 الساعة 03:58 م
عصام محمد حسين
على الرغم مما اتسمت به الحياة الاجتماعية في مصر خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين من إيقاع شرقي يتميز بالثبات والاستقرار والبطء في التغير، ومع أن الشعب المصري يعد من أكثر شعوب العالم تمسكا بالعادات والتقاليد في تراثه فإن ما حدث في السنوات الأخيرة من تغيرات حضارية ترجع إلى عدة عوامل منها زيادة نسبة المتعلمين من إناث وذكور، وما أدخلته المدنية الحديثة من وسائل اتصال وفضائيات قد هزّ كثيرا من العادات الثابتة واستطاع النفاذ خلف ستار التقاليد السميك مما أدى إلى ذبول واندثار بعض العادات القديمة المتوارثة واستبدالها بعادات جديدة وافدة كما نلاحظ حاليًا من تغير في تقاليد الزواج ومظاهر الأفراح، فبعد أن كانت الأسر المصرية تسعى إلى زواج ابنائها في سن مبكرة- إذ لا يكاد الفتى يبلغ الحلم حتى تبحث له أسرته عن "بنت الحلال"، وكذلك حال الفتيات التي تحرص الأسرة على تزويجها إذ تعتبر الزواج "سترًا" وغاية كل فتاة، صارت الأسرة حريصة على تعليم أبنائها وانخراطهم في العمل والحياة العملية ولم تعد فكرة الزواج المبكر مطروحة إلا نادرا وفي فئات دون أخرى.
ومما تخلى عنه المصريون أيضا زواج الأقارب الذي كان محبذا في السابق، إذ لم تعد الأسر المصرية تفضله بعد ما ثبت ما يتسبب فيه من حالات مرضية تظهر في الأجنة، وأصبح اختيار الابن لزوجه أمر خاص به بعد أن كان الحق لأسرته في اختيار العروس التي قد يختارونها له منذ طفولته.
أما مظاهر الأفراح فنالها أيضًا التغير فأصبحت حفلات الزفاف تُعقد في الصالات والفنادق والأندية بعد ضاقت البيوت بأعداد المدعوين وبعد أن كان زواج أحد أبناء الحي أمر يختص به أهل هذا الحي جميعًا لا الأسرة وحدها. كما تغير ما يُقدم في الأفراح من علب الملبس والشربات الأحمر القاني فأصبحت تقدم قطة من الجاتوه ومشروب بارد أو مياه غازية.
أمّا ما يخص زينة العروس فقد اختفت مهن ارتبطت بهذه الزينة مثلا (البلانة) التي كانت تقوم بتدليك العروس وصبغ شعرها و (الماشطة) التي كانت تقوم بتزيين العروس وتصفيف شعرها، أو كانت صديقات العروس يقمن بهذا الدور، وقد أصبحت صالونات التجميل بديلا عنهن جميعًا.
وبعد أن كانت الخياطة تتردد على بيت العروس لاختيار وتفصيل فستان الزفاف أصبحت العروس تشتري فستان الزفاف جاهزا.
ورغم ما أصاب أفراح المصريين وعاداتهم فيها من تغير فلا تزال بعض الأفراح الشعبية موجودة رغم تغير طقوسها وموسيقاها فبدلا من الراقصة والفرقة الموسيقية سيطرت موسيقى المهرجانات على الأفراح الشعبية.
|