القاهرة 14 يونيو 2022 الساعة 12:45 م

بقلم : أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
كيف حالك؟! حتمًا بخير، فنحن كذلك..
مر أسبوع أخر، وصارعت الدقائق كي ألتقي بك وأحادثك، فهناك العديد والعديد الذي أود أن أخبرك به..
سافرت صديقة الممر، وتركت فراغًا كبيرًا، واختفت الابتسامة التي أحُب، ورغم سفرها، أرسلت إليّ مقطعًا صوتًيا أبهجني كثيرًا، وسر بهجته انه غير صالح للنشر.
بمناسبة النشر أضافتني صديقة عزيزة لجروب خاص بالأمنيات ..
راقني كثيرًا ففيه وجدت أمنيات كثيرة منها ما يمكن تحقيقه، ومنها ما يستحيل تحقيقه، وما بين هذا وذاك تظل الأمنيات تلك الشعرة التي تربطنا بخيط رفيع بالحياة.. خيط رفيع يربطنا بالسحاب أينما رست ترحاله ظللت بقعة من الأرض مخلفة حلم متحقق...!
هكذا الأحلام خلقت لتحلق في عنان السماء، ولتتحقق وفقا لميقات قدري.
عزيزي عمر خورشيد،،
لكل منا حلم يعيش علي أمل تحقيقه.
باتت حقيقة أؤمن بها أن الحلم رغم كونه حلم فهو شيء هلامي، كيان خيالي يتكون من غبار النجوم،
إلا أن الحياة أثبتت أن ما تبحث عنه يجدك،،
ابحثوا عن أحلامكم تجدوها.
وجدت حلمي ووجدني هو.. وأنت العامل المشترك بيننا، ولحنك الملحمي ورصاصتك التي أطلقتها منذ سنوات وشقت طريقها لقلوبنا جميعا.
هل تدرك كون صدفة قدرية قادرة على إسعادك للأبد..
كنت كمن يبحث عن نجمة وسط المجرة وعثرت عليها، بل ان شئت الدقة عثرنا علي بعضنا البعض.. يعتقدون أنني كقطعة زمرد ألقيت بالمحيط وعُثر عليها..
هكذا يرونني وهكذا أراهم، وما بين رؤيتي ورؤيتهم تتقابل وجهات النظر، والأحلام، والذكريات، ورصاصتك، ولحنك، وأنت ذاتك.
حقا ممتنة لكل شيء هذا العام بشكل خاص، رغم ما به من خسارات وانكسارات ممتدة.
عزيزي عمر خورشيد،،
أشعر بالسعادة حقا رغم ما أمر به من ضيق لحظي.. جاءتني رسالة من إحداهن، تراني ملهمة لها، بل وقدوة ومثل يحتذي به، نموذج ناجح تود أن تصبح مثله، ترى أن وجودي مؤثر في الآخرين.
أعلم أنني كذلك.. لكن هذه هي المرة الأولى التي أواجه بها صراحة، كم أود أن تستمتع لرسالتها الصوتية التي أبهجتني وأسعدتني كثيرا.
حقا نحتاج لأن نشعر بالتقدير من الآخرين كل حين، خاصة إذا لم تجمعك بهم سابق معرفة.
لا أخفي عليك أني أحيانا أشعر بالضيق وأرغب في الاعتزال والانزواء حد التلاشي والتبخر، وما يجعلني أعدل عن قراري هو صديقي الفيلسوف الذي يري أن صفحتي الشخصية نافذة له وللآخرين يتنسمون من خلالها عبير الحب، الأمان، السعادة، الاطمئنان.
هذه ليست مجاملات محفوظة تقال من البعض كما يتوهم البعض، بل أعتقد أنها حالة عامة، حالة من الحب يشعر بها الجميع حد السواء.
فهذه تخبرني أنني مثل الوردة التي ترغب في رعايتها والاعتناء بها دون المساس بها.. وهذه تخبرني أنني النور في حياتها.. وأخرى تدعوني شمس المجرة..
لا يعلمون أنني أقل وأبسط من ذلك، وأنني أحزن وأغضب وأفقد السيطرة على أعصابي، وأحاول كبح جماح ثوراتي الهادرة قدر المستطاع حتى لا أؤذي الآخرين أثناء تلك اللحظات العاصفة.
أتدري.. كل ما أخشاه حقا أن تهتز مكانتي في قلوبهم..
أعمل قدر استطاعتي على الحفاظ على هذه المكانة العزيزة، وأجاهد للحفاط على هذه الثقة الغالية..
كلما ازاددات الضغوط تذكرت لحنك الملحمي المليء بالشجن، يذكرني بمشاهد التيه والانسحاب والانهزام في الفيلم الذي أعشق، فأتذكر أن مصر عبرت واجتازت ما هو أصعب.. كيف لي ألا أفعل؟! فأتراجع عما أنتويه من عزلة وانهزام لحظي، والفضل كله يعود للحنك المميز، لحنك الأبدي الذي أعشقه ويعشقه من يحبك مثلي.. حقا أنت أيقونة حياة، ولست أيقونة تفاؤل، وحب، وطاقة لا قرار لها.. كم أود أن تصلك رسائلي ورسائل من يحبك مثلي..
عزيزي عمر خورشيد،،
أعلم أنك مثلي يضعك الآخرين في مكانة عالية، وتشغل حيزا كبيرا في القلوب.. وأن الآخرين حملوك مسؤولية كبيرة حافظت عليها قدر المستطاع.. بحثت مثلي عن السعادة في هذا الكون الفسيح .. حلقت مع أوتار جيتارك بين السحاب مخلفا ألحانا أصبحت علامات فنية أزلية، لها تأثير نفسي قوي لم نعهده مع موسيقي من قبل.. فأنت فارس أحلام بنات جيلي، وألحانك تداعب خيال أبناء جيلي والأجيال اللاحقة حتى وقتنا هذا، وأوتار جيتارك عزفت أعذب وأرقّ المقطوعات التي لامست الأرواح في كل مكان وكل زمان بقدرة سحرية نادرة، أوتار جيتارك جعلتنا نحلق في السماء، وكأننا غبار نجوم متناثر في الكون، يعكس أشعة الشمس ليلًا، فيتلألأ ويضيء السماء في صورة نجوم..
أنت نجم موسيقيّ، ونجم كونيّ، ونجم رُوحيّ، وملهمي وملهم من يحبك..
عزيزي عمر خورشيد،،
كلما شعرت بضيق أراسلك، وأنصت للحن رصاصتك الأبدي.. لست أدري لماذا تعلقت به إلى هذا الحد؟! ربما لأنني لست الوحيدة التي تحبه، وربما لأنك كنت سببا كبيرا في تحقيق أحلام ظننت أنها تلاشت كالذكريات.. وربما لأنه ارتبط بكون "الميدالية" ما تزال في جيبي تماما كالرصاصة التي كانت ما تزال في جيب البطل، والفارق الوحيد بيننا أنها كانت في جيبه طوال الفيلم، وانا ستظل في جيبي للأبد..
كن بخير دوما.. وإلى لقاء.
|