القاهرة 11 يونيو 2022 الساعة 02:47 م
قصة: إدواردو جاليانو (أوروجواى 1940 - 2015)
ترجمة: أسامة الزغبي
اختار أنطونيو بوخيّا، بشكل عشوائي، إحدى قطع رخام الكرارة التي واصل شرائها عبر الزمن. كانت عبارة عن شاهد قبر.
لا بد أنها تعود لمقبرة ما، من يدري من أين؛ لم تكن لديه أية فكرة كيف وصلت لورشته.
وضع أنطونيو الشاهد على قاعدة داعمة، وبدأ في نحتها. كان لديه تصور عما يريد نحته، أو ربما لم يكن لديه أية فكرة على الإطلاق.
بدأ بمحو النقش: والذي كان عبارة عن اسم رجل، وتاريخ ميلاده، وتاريخ وفاته. بعد ذلك، اخترق الإزميل الرخام. ووجد أنطونيو مفأجاة، كانت بانتظاره بداخل الحجر.
كان العرق على شكل جانبين متحدين، كوجهين مترابطين، الجبهة في الجبهة، والأنف في الأنف، والفم بالفم.
طاوع النحات الحجر. ظل يحفر، برفق، حتى غطى النقش ذلك اللقاء الذي كان يحتويه الحجر.
في اليوم التالي، أعلن انتهاء عمله، حينئذ، عندما رفع المنحوتة، رأى ما لم يره من قبل.
على ظهر الحجر، كان هناك نقش آخر: اسم سيدة، وتاريخ ميلادها، وتاريخ وفاتها.
|