القاهرة 07 يونيو 2022 الساعة 12:58 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كيف حالك، حتما بخير فنحن بفضلك بخير.
كالمعتاد مرت الأيام بسرعة حاملة معها على جناح السعادة، لحظات نادرة من العمر لن ولم تتكرر.
حلقت بين السحاب حقا لكني ها هنا قلبي معك ومع من يحبك ويحب رسائلنا.
هناك أشياء تسعدنا رغم بساطتها. التقيت وصديقة الممر في كافيتريا المكان المحبب الذي شهد أسعد بدايات حياتي.
أظنني أخبرتك أن لهذا المكان معزة خاصة ومكانة نادرة في قلبي. ففيه فتحت أبوابا ظننتها أغلقت.. وهناك قابلت صديقتي جميلة الممر وفيه بدأت أجمل قصص حياتي. وفيه تلقيت أغلي هدية وفيه أكتب لك أسبوعيًا.
التقينا واكتظ المكان على غير العادة بالرواد ممن يترقبون بدء مبارة كرة قدم حاسمة بين الأهلي المصري والوداد المغربي.
خلى المكان من حولنا حرفيًا من كل الأفراد وتوقف العمل وتوقفت عقارب الساعة وحُبست الأنفاس طوال مدة المباراة.
طالعت الوجوه من حولي وجدت أفئدتهم متعلقة بالشاشة وصوت المعلق الرياضي الذي أحب رؤوف خليف التونسي الجنسية وهو يقول بحماس "يوززززع".
عندما يقول كلمته هذه يرقص قلبي طربا.. انتظارا لتصويبة تضئ الوجوه وتشرق الملامح. لكن للعبة قوانين أخرى قد تعتمد على الحظ وقد تعتمد علي سوء التنظيم وقد... وقد...
لا أكترث الحقيقة لأسباب الهزيمة قدر اهتمامي بأن أبسط الأشياء تسعد الآخرين.. قطعة من المطاط تحبس الأنفاس وتخطف القلوب.. يا إلهي كم أنتِ ساحرة أيتها المستديرة..
أخبرت صديقتي المبهجة أن الصورة ينقصها فقط مشاركة الخيل متابعة المباراة. في مشهد مهيب مثل ما نراه في أفلام الكارتون عندما يلتفون حول ملك الغابة لمناقشة أمر هام...!
أشياء صغيرة بالفعل لكنها تسعد الملايين من حولنا.. فكرت كثيرا فيما يمكن أن يوحد الأفئدة على هذا النحو غير كرة القدم، فلم أجد، لو كان بيدي كنت أعدت هذه اللحظات العديد والعديد من المرات.. يكفي أن ترى الترقب والتركيز والحماس والتعلق بالسعادة حتى ولو كانت منقوصة.. أريد خلق عشرات العشرات من أسباب السعادة لتسعد الآخرين لأنهم يستحقون أن يكونوا سعداء.
عزيزي عمر خورشيد..
قد تضطرنا الحياة لارتكاب بعض الحماقات رغمًا عنا وتصديقها. هذه الحماقات قد تكلفنا الأغلى. والأقيم والأندر.. التريث هنا يكون من الحكمة، القدرة على التجاوز والتحكم بزمام الأمور، وتقدير ما اضطرنا لارتكاب هذه الحماقات دون تسرع.
أثبتت الحياة أن عثرات الحياة تزيد أي علاقة قوة. ما يهم ألا يترك احدهم يد الأخر في منتصف الطريق.!!
لأن الحياة والحب والسعادة والروح تستحق منا ذلك. تستحق فرص كثيرة وليست فرصة ثانية فقط.
فلنتشبث باللحظة ونتمسك بالسعادة تلك التي باتت نادرة في حياتنا.
عزيزي عمر خورشيد..
لاحظت مؤخرا أن رسائلنا تثير غيرة المقربين. لست أدري هل هم محقون أم أنه آن الأوان للتحرر وتنسم عبير الحياة والحُب..!!
إذا كان لحنك الملحمي سببا في إيقاظ مشاعر ظننا أنها دفنت تحت التراب..
فلنمهلها القليل من الوقت لحسم أموره فهو وحده المتحكم بزمام نبض القلوب بعد الخالق عز وجل. إذا كنا نظن أن الأحلام قد فات أوان تحقيقها اسمح لي أن أؤكد لك أن الأيام أثبتت أن الأحلام لا تموت.
عزيزي عمر خورشيد..
صديقة الممر لديها حلم راقني أن أتحدث عنه علني أكون وسيلة لتحقيقه وسببا في إسعادها مثلما تمثل هي بالنسبة لي.
أراها إيقونة سعادة وأنت صديقي الملحمي النادر ومن يحبك ويحب لحنك الأبدي إيقونة حلم وحياة وإيجابية وطموح.
تحلم صديقتي بمقابلة رئيسنا المبجل ترغب في التقاط صورة معه.
تبات تحلم بهذا الأمر تتحدث عنه بحب وحماس وسعادة. تشرق ملامحها عندما نتطرق لهذه النقطة.. أخبرتها أن لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس حياتي..
تريد رؤيته ومقابلته عن قرب.
أتمني أن يلتفت لطلبها أحدهم وأن يستجيب وينفذه.!!
عزيزي عمر خورشيد..
هناك أشياء تحدث عن طريق الصدفة لكنها تكشف جوهرها المميز، هكذا أري صديقي الذي أسعدني الحظ وتحدثت معه مطولًا حول كل شيء بصدق ودون موارة ولا خجل. مصارحة ومحاورة ونقاش لاكتشف أن حديثه عذب وأن تفكيره عميق متزن يشبهني لحد كبير ويتفق معي في أشياء أكثر، ممتنة أنه يماثلني فكرا. رغم حداثة سنه. من الجيد أن تكتشف جوهر من أمامك. تتلاقي معه في قناعات غايتها البحث عن مصادر السعادة في حياتنا والسلام النفسي. حتى ولو كنا نلتقي في عالم الخيال كما تقول صديقة الممر.!!
عزيزي عمر خورشيد..
لا تظن أن حديثي هذا بمثابة رسالة وداع. وإنما هي فقط مجرد بوح واعتراف وتطهر..
أرى رسائلي إليك كل أسبوع بمثابة تطهير للنفس وغسيل للروح وتنقيتها من شوائب الأيام. لذا أترقب الكتابة إليك أكثر ممن ينتظر رسائلنا..
لا أخفي عليك عندما أشعر بالضيق أهرول واكتب إليك.. كتبت العديد من الرسائل ليست صالحة للنشر، لا سيما تلك الأخيرة، ظننتها هجومية ظلامية سوداوية عشوائية.. فور كتابتها شعرت براحة كبيرة.. لا أخفي عليك لولا فعلتي ما تمكنت من التنفس والتعايش، حقا أعتبر الكتابة علاجا، وسيلة للتطهر حتى ولو كان ما أكتب لست راضية عنه..
اجعلوا الكتابة علاجا لكم.. جربوها.. علها تكون وسيلة لتخفيف الآلام.
لا أخفي عليك، أخبرت صديقي الفيلسوف بشأنها ليصر على قراءتها، تهربت كثيرا لأنها غير لائقة من وجهة نظري.. لكنه أصر على مطالعتها.. عرضت رسالتي العشوائية تلك عليه لأجده يثني عليها بشكل كبير يؤكد أن كلها تحدي وإصرار علي التمسك بالأحلام والحياة.. يرى فيها صمودا نادرا! وشجاعة في مواجهة الأزمات.. أدهشني تعليقه.. رأى الجانب المشرق فيما كتبت.. نحتاج في حياتنا نماذج جميلة لا ترى سوى الأجمل والأنقى.
يوما ما سأنشر كل ما كتبت وتراجعت.. أتدرى أن أجمل ما في الأمر هو أنت.. أنت سبب البوح وأنت سبب الشفاء.. أنت من تمدني ومن يحبك بالحب والقوة والسعادة والحياة..
لم تعد إيقونة موسيقية نادرة بل صرت أيقونة للحياة والحرية والنقاء.. لم تعد رصاصتك فقط مصدر قوتنا بل أنت ذاتك مصدر لكل ما هو مميز ونقي في حياتنا المزدحمة الممتلئة بالقبح والحزن والتوتر..
عزيزي عمر خورشيد..
سبق وأخبرتك أنني راضية تماما عن حياتي، ها أنا أؤكد لك أنني راضية بشكل أقوى عما سبق، فلقد حققت أهدافا كنت أظنها بعيدة المنال، كما أنني حصلت على أكبر مكافأة قدرية قد يتوقعها أحد على ظهر هذا الكوكب.. لعل أبرز ما يميز أيامي هذه الفترة كون الميدالية لا تزال في جيبي، تماما كبطل فيلمك الملحمي الذي جمعني بك وبكل من يحبك من مشارق الأرض ومغاربها..
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير لنكون كذلك
وإلى لقاء..
|