القاهرة 07 يونيو 2022 الساعة 10:06 ص
حوار: صلاح صيام
نواصل الحوار مع الدكتور وسيم السيسي وكنا قد توقفنا فى الجزء الأول عند البحث الثالث للعالمة مارجريت كندل وهي عالمة جينيات مشهورة، والتي أخذت عينات متعددة من أسوان إلى الإسكندرية ومن الصحراء الغربية إلى الشرقية ومن المدن الكبرى والقرى والكفور والنجوع حتى عيادات الأطباء أيضا أخذت من المترددين عليها عينات ومن المسلمين ومن المسيحيين، فكانت الصدمة الحضارية أن المسلمين والمسيحيين جيناتهم واحدة في 79? من الجينات التي أخذتها.. فبادرناه بالسؤال
• وما معنى ما قامت به هذه الباحثة؟
يعني التأكيد على ما ذكره "إستامب" من عشرات السنين حين قال إنه بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت على مصر عبر العصور، إلا إنه كان تغيرًا في الحكام ولم يكن تغيرًا في جنسية مصر لأن البحر المصري الكبير كان يذيب أية جينات وافدة عليه.. إذن ما ذكره استامب وفلندر اسبتري بالنسبة للشعب المصري ومن دور هذا التأكيد العلمي السابق الإشارة إليه.. وهو أننا شعب واحد تاريخيا وجغرافيا وسياسيا وبيلوجيا. وهذه هي عظمة مصر وسر قوتها.
• وكيف تصل هذه النتائج إلى وعي المصريين؟
هناك عدة وسائل.. أهمها بالمعرفة عن طريق وسائل الإعلام، والتي أشار إليها يوسف إدريس حين قال أعطوني الإشراف على التليفزيون لمدة عامين وسوف يكون هناك شعب جديد. وأيضا تشرشل عندما قال: أعطوني جريدة واحدة ناجحة أستطيع أن أصنع من أول صعلوك في الطريق بطلًا قوميًا. عندئذ إذا كنا نستطيع أن نجعل من الصعاليك أبطالًا فمن باب أولى ضرورة أن نسلط على أبطالنا الحقيقيين الأضواء لكي نجعل منهم قدوة للآخرين، وثانيا ضرورة فرض العقلية الجدلية التي اختفت من حياتنا تماما.
وأطلب من وزير التربية والتعليم ضرورة تدريس كتاب نجيب محفوظ كفاح طيبة لتلاميذ المدارس لأننا عندما ندرس التاريخ بشكل جيد سوف نعلم أن الهكسوس الذين كتب عنهم نجيب محفوظ في هذه الرواية سوف يعودون مرة أخرى باستخدام ما أسموه بالغزو السلمي، إذن التاريخ يعيد نفسه لأننا لا نتعلم منه.
• إذن يأتى دور المفكرين .. فأين هم؟
المفكرون والمبدعون للأسف مفككين ومشتتين وليس هناك هدف واحد يجمعهم، وبالتالي لم يصبح لدينا وعي بضرورة أن يكون تفكيرنا علمي ودعني احكي لك واقعة في هذا السياق إذ تصادف أن سألني الدكتور محمد عناني أستاذ الأدب الإنجليزي - والكلام منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت -هل من المعقول أن عدد المتطرفين في كلية الآداب 8? في حين يوجد في كلية الطب لديكم المتطرفون يبلغون 70? أو 80? قلت له: هذا ليس عجيبا ولا استغربه لأن لدينا العقلية الأحادية وليس لدينا العقلية الجدلية، بعكس ما هو موجود في كليات الطب في الخارج التي تدرس إلى جانب الطب الأدب والموسيقي من أجل أن يخلق في الطالب هذه العقلية.. وبالتالي فليس لدينا هذه العقلية ومن ثم أصبح لدينا طلاب أحاديو التفكير.
|