القاهرة 06 يونيو 2022 الساعة 08:45 ص

بقلم: مصطفى عبد الله
أساء المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا، المتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقوبل بموجة كبيرة من استياء ملايين المسلمين عبر العالم، وتصدر تريند #إلا_رسول_الله_يامودي صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وقد استنكر المتحدث الإعلامي للحزب الحاكم في الهند زواج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة عليها السلام!!
بين وقت وآخر تخرج علينا تصريحات تؤجج الرأي العام وتهيج أكثر من مليار مسلم حول العالم، باستفزازت أقل ما نقابلها بالسكوت، المسلمون لا يتناولون أي نبي أو رسول مرسل من قِبل الله إلا بالصلاة والسلام قبلها ثم الحديث في فضائلهم، هل سمعت يوماً أن مسلماً سب المسيح بن مريم عليه السلام؟ هل تطاول أحد على كليم الله سلام من الله عليه؟
فلو اعتبرنا فرضًا أن مسؤول الهند -المتطاول نصًا في تغريدة له على الرسول الكريم- يعبد البقرة، أو ربما النار أو ليعبد ما يعبد لاحاجة لي فيما عبد، فأني أرى أي متطاول على نص مقدس أو رسول أراه مريض القلب، فلو ناقشت مسألة استنكار المسئول الهندي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة لن تراه إلا جهلاً بعلاقة جمعت الرسول بسيدتنا عائشة عليها السلام، فهي كانت ظله في الزمهرير وزاده في وحدته، أحبها وكان دائما يقولها ويتباهى بحبها، وفي المقابل كانت أم المؤمنين تحبه وفي حبه نعم الونيس والخليل، فقد كانت ترى الرسول في نفسها، تظل في شوق عند خروجه ومرجعه، والرسول لا يرتاح إلا بدار السيدة عائشة، كل هذا ألم يكن حبًا؟
مايستنكره الجاهل من أمره، لو أطّلع أكثر على تاريخ زواج الرسول لوجد أن النبي تزوج بامرأة أكبر منه طلبته للزواج، وتزوجها وكانت العون الأول له في رسالته، لماذا ترك المسؤول تلك وأمسك بهذه، إلا لو كان عامدًا التهكم، محركه هواه تجاه النبي صلوات الله وسلامه عليه.
كلما تعالت بجواري تلك الصيحات من قِبل المتنطعين والتصريحات الداعية لتأجيج الشعوب المسلمة؛ أحتسب أمري عند الله، وأتذكر أني أدين بدين الحب، هكذا أرى، الصفة الدينية العامة للإسلام هي الحب، فكل رسالة وديانة لها صفة من رسولها، فلو تحدثنا عن المسيحية ذكرتنا الديانة بالروحانية، فإنجيل عيسى من روح الله وهو روحه وكلمته على أرضه، خِلقة لم تأتِ لبشر من العالمين، أعود إلى دين الحب، الإسلام كما أراه، فلن أنجرف في سيل من السباب لمن تطاول على النبي، ولن أعلق على "الحب" المنزوع من عين وقلب المسؤول الهندي المتنطع على الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فمن كرهه الله ربط على عينه وقلبه، فالكثير والكثير مثله أبرزهم في الذاكرة الرسام الصحفي الفرنسي وغيره جميعهم لم يعرفوا للحب طريقا، ولكن قلوبهم الصلبة تذكرني بكُره الله المسبق له قبل أن يتجرأ على رسول الله.
وفي المقابل الحب عند الله درجات، فمنهم خليله ومنهم كلمته ومنهم روحه؛ منازل من الحب وهبها الله لعباده الرسل والأنبياء ومن اصطفى، وخامسهم، هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أصل الصفة، به اكتملت أركان الحب، اجتمع فيه كل نور من الأنبياء، كمّله الله فأكمله، هكذا قالها الله: آخرًا وأولاً يا حبيبي طه الأقرب نقطة لحب الله حسيًّا وروحيًّا وكليًّا، التقى الله عند سدرة المنتهى في زيارة جمعت العبد بالخالق، وفيها عرج محمد إلى السماوات بحضرة مالك الملك، نزل ضيفًا واستقبله سيدنا جبريل عليه السلام، هذا لو تكلمنا حسيًّا، أما روحيًّا ستجده عند نقطة لم يطأها قلب أو ينزل بها مخلوق..
خلقه الله وصلى عليه، وكتب اسمه في لوحه المحفوظ، "رحمتي للعالمين" محمد بك أسلمت يا حبيبي وعليك صليت، محمد النور المتواري في الأولين والآخرين، الشفيع النبي الأمين، سيد ما خلق الله وأشرف المرسلين، رأفته أرسلها الله للعالمين.
|