القاهرة 05 يونيو 2022 الساعة 11:17 ص

كتب: نهاد إسماعيل المدني
قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، من خلال مشروع التجارب النوعية، العرض المسرحي "أنقاض"، على خشبة مسرح قصر ثقافة الجيزة، باشراف الادارة العامة للمسرح، ويوجه العرض رسالة أساسية تتجسد في التمسك بجذورنا وانتماءنا لأوطاننا. وقد تقرر أن يفوم العرض بجولة في عدد من المواقع الثقافية بمحافظات مصر لما يحمله من رسائل وقضايا مهمة للشباب.
وقال مخرج العرض الفنان محمد الدسوقي أن عرض "أنقاض" يتناول حالة الصراع بين أم وابنها في محاولة منها لتخفيف كل الأنقاض التي بداخله والسعى لتغِير أفكاره وقناعاته وتوجهاته نحو السفر للخارج، فتدعم الأم الحنين بداخله ليرتبط مرة أخرى بأصوله وجذوره الممتدة في أرضه، والتي تتوارثها تباعا أجيال جديدة تحمل مشاعر الانتماء التي تمثل نسيج الوطن، ويتبلور ذلك في محاولتها من خلال العرض بتجسيد حالة التشبس بابنها للبقاء في وطنه.
وأشار الدسوقي أن العرض يناقش مشكلة لجوء الشباب إلى الهجرة، وهيمنة الفكرة علي رسم حياتهم ومستقبلهم بعيدا عن أوطانهم، فهجر الوطن وعدم الانتماء له أصبحت قضية شائكة تستحق الوقوف عندها وردعها بمختلف الطرق.
ووجه الدسوقي رسالة قوية للشباب في كلمته الخاصة والمعبرة عن القضية الرئيسة للعرض:
"إليك .. أيها الفتى الحالم القابع في كل شخص فينا .. إن أنقاض تحمل روحك وتاريخك وماضيك، أفضل من قصور من ورق لا تشبهك و لا تعبر عنك .. حاول أن ترمم أنقاضك .. فهى الوحيدة القادرة على احتواءك ..قد يكون الوجه به بعض الندوب .. ضمدها بيدك واعلم أنك لن تستطيع تغيير وجهك فقط .. حاول .. وستنجح".

وقالت د. عبير منصور عن دورها بالعرض، أن العمل يتكون من دورين وهما الأم والابن، وأقوم بتجسيد دور الام المتمسكة بجذورها وبيتها ووطنها وولدها، الابن الوحيد لها يتملكه الطموح لتحقيق ذاته بشكل خاطئ، نظرا للضيق الذي تتحمله روحه لعدم قدرته علي تحقيق ذاته لعدم وجود فرص عمل وغيرها من المعوقات مجسدا الابن بذلك لوضع الكثير من الشباب، وتلومه الأم على الارتباط بامرأة أجنبية تكبره، وتبدأ في توجيه ابنها للصلاة والدعاء لترده لطريق الصواب، لترى من خلاله تحقيق أهدافها وأملها وطموحاتها المنتظرة فهي تقول له دائما "انت بكرة بتاعي".

وأضافت عبير منصور أن الام بالعرض ترمز في أغلب الأحيان للوطن مصر، وما يجري بها من أحداث بالماضي والحاضر، فالأم هنا صبرت وعانت وتحملت مرحلة التهجير التي مرت بمدن القناة في حرب الاستنزاف، وبعدها تخطت ظروف اقتصادية صعبة أثرت على الأسرة، وفي الختام تتعارض أفكار الأم والابن، وترك النهاية مفتوحة فالمشكلة ما زالت قائمة.
وقال الممثل الشاب محمود عساف في حديثه لمصر المحروسة: أجسد شخصية تعبر عن اغلب الشباب من جيلنا، كل هدفهم السفر للخارج أو الهجرة، لأنه يرى أنه لايستطيع تحقيق أحلامه ونجاحاته ببلده، فيتجه إلى السفر، وأحيانا يلجأ لأساليب غير سوية تدخل له أي عائد مادي يعيش به ويحقق له حلم السفر، إلى جانب فكرة الزواج من اجنبية للحصول على الجنسية، لذا نجد هذا النوع من الشباب متسرع في قراراته، شهواني، ردود فعله مع أمه جافة يتملكها الجحود، وهو يمثل شريحة من الشباب المصري الذي يتخلي عن أمه وبلده ولا يقدم دور إيجابي، بالرغم أنه من الممكن أن يقابل بالخارج ظروف أصعب، لذا يجب زرع الوعي والانتماء بداخل الشباب وهذا ما نحرص على تقديمه من خلال العرض.

العرض المسرحي «أنقاض» من بطولة: الفنانة عبير منصور والفنان محمود عساف، موسيقى وألحان: محمد عزت، والتوزيع والمؤثرات: شهاب عزت، والتعبير الحركي: أشرف شرف، إضاءة: نائل عبد المنعم، ماسكات وعرائس: فتحي مرزوق، والديكور والأزياء والدعاية: هبة عبدالحميد، ومساعد المخرج أول: بكار حميدة، وتنفيذ ديكور: حسين عبد النعيم، أشرف طعيمة، أحمد عبد الواحد، حسن أبوعقدة، شريف أنور، محمد محيي، مساعدو الإخراج: يحيى الدسوقي، مروان هشام، معتز محمد، مريم سامح، شادي ربيع، محمود مصطفى، ومخرج منفذ: شيماء ربيع، أشعار: طارق علي، ومن تأليف الكاتب رجب سليم، وإخراج محمد الدسوقي.

