القاهرة 01 يونيو 2022 الساعة 11:19 ص
كتب: عصام حسين
ترتبط نشأة الرواية العربية في بواكيرها بالتأثر بالرواية في أوروبا، فبعد أن عاد محمد حسين هيكل من بعثة في فرنسا كتب ما اعتُبر الرواية العربية الحديثة الأولى وعنوانها "زينب:مناظر وأخلاق ريفية".
عبرت الرواية عن الحب المحرم اجتماعيًّا والزواج القائم على اختيار الأهل كما اعتمدت الرواية على وصف الريف والعلاقة بين عمال القطن وأصحاب المزارع.
كان هيكل ابنا لصاحب أراضٍ ريفية، وقضى وقتا طويلًا في فرنسا، حيث كان يدرس الحقوق ليكون محاميًّا، وفي هذه المرحلة من حياته كتب رواية "زينب"، وفي الطبعة الأولى اختار الكاتب التعريف بنفسه باسمٍ مستعار وهو "فلاح مصري"، وقد يكون سبب ذلك أن هذا النوع من الكتابات وقتها كان لا يلتفت إليه بالتقدير الكافي.
لكن، هل كانت رواية هيكل هي الرواية الحديثة المصرية الأولى حقا؟! بعد سنوات طوال من رحلة الرواية العربية بدأ كثير من الباحثين يشككون في هذه البداية ففي كتابه بواكير الرواية المصرية يقول محمد سيد عبد التواب إن الرواية العربية الأولى تنسب إلى خليل الخوري فروايته: «وَيْ. إذن لستُ بإفرنجي» عام 1859 والتي قدمها للقارئ بقوله:
"إذا كنت أيها القارئ مللت مطالعة القصص المترجمة، وكنت من ذوي الحذاقة، فبادر إلى مطالعة هذا التأليف الجديد". هي الرواية العربية الأولى، كما أنكر باحثون التنكر لكتابات المرأة العربية التي تعتبر هي المحاولات الروائية الأولى بل إن بعض الباحثين يقرون بأن المرأة العربية هي من بدأت مغامرة هذا النوع الأدبي الجديد ذاكرين أمثلة عن روايات:
(حسن العواقب) لزينب فواز التي صدرت سنة 1898 وبعدها بست سنوات كانت رواية (قلب رجل) للكاتبة لبيبة هاشم الصادرة سنة 1904 وإن كانت (قلب رجل ) أهم ما اشتهر للبيبة هاشم فقد صدر لها روايتان أخريان هما "حسناء الجسد"سنة 1898 و"شيرين"سنة 1907.
وهي أعمال سبقت رواية محمد حسنين هيكل (زينب) التي لم تر النور إلا سنة 1914
|