القاهرة 31 مايو 2022 الساعة 11:14 ص

بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كيف حالك، أظنك بخير..
أعترف لك أني بت أترقب لقاءك كل أسبوع، مثلي مثل كل من يتابعنا..
راق لي اقتران اسمي باسمك، فهذا يقوم بإضافتي لمجموعة لمحبيك وعاشقي ألحانك، وهذه ترسل لي بطاقتك الشخصية، وآخرين يرسلون لي لقاء مميزا لك مع عمالقة الفن..
لا أخفي عليك أني أشعر بسعادة لأنهم يرون أننا وجهان لعملة واحدة ألا وهي الحُب!
هذا المخلوق البرئ، الذي يحاول أن يحافظ على مكانته بيينا، بين كل ما يحيط بنا من كراهية وشر.
الحُب هذا المخلوق الطاهر الذي جمع بين الأرواح والقلوب ثم تقابلت الوجوه.
اسمح لي أن أقص عليك قصة حب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، أنت طرف أصيل فيها..
أحدهم قرأ رسائلنا فسقط في هوة الماضي الجميل النقي، أعادته رسائلنا للحياة، للوجود، فتمسك بك وبلحنك الأبدي، الذي أطلقته وصوبته لقلوبنا دون أن تدري، وربما كان عن قصد.. لا أدري.
هذا الشخص أيقظت رسائلنا داخله مشاعر ظن أن لا وجود لها، أو أنها اختفت شأنه شأن العديد ممن تبتلعهم طاحونة الحياة.
واجه، اعترف، وأقر بحبه لمحبوبته في سابقة أظنها مميزة.
لا تدري كم كانت سعادتي وأنا أسمع ما يقال، وكيف أن رسائلنا كانت السبب، وأن رصاصتك هي خاتم الزواج!
يا إلهي! هل كنت تتوقع أن يحدث مثل هذا يومًا؟!
إن شئت الحقيقة أنا نفسي لم يخطر على بالي أبدا مثل هذا الشيء.
على كل، سأتابعك بجديدهم، رغم أن هناك بعض الاختلاف في وجهات النظر، إلا أنني لا أظن أن من يحُب حُب مثل حبنا أنا وأنت، أن يفرط في حُب كبير كهذا!
رغم الألم اللحظي والصدام الوقتي إلا أن سهام الحُب ورصاصتك أقوى.. هكذا أرى!
الأجمل أنهم يتبعون طريقتنا في تهدئة الأمور وتقريب وجهات النظر، إنهم يستعينون بك كأيقونة للحُب.! يرسل إليها اعتذرا عن طريق مراسلتك، وترسل إليه ردا عن طريق مراسلتك.!
قصة حُب شاعرية بطلها أنت، ورسائلنا..
عزيزي عمر خورشيد..
بالأمس عثرت على مقطع فيديو لحفلة لك كنت متألقًا خلالها كعادتك.. لاحظت أن وجهك متجهم، تحاول رسم الابتسامة، بل أن نظراتك كلها حزن ودموع متحجرة.
تعجبت من هذا المشهد، تُرى ما الذي أزعجك علي هذا النحو.!
كنت تفر من نظرات المعجبين والمصورين بالتطلع لأعلى، دققت في كل التعليقات علني أجد ما ضايقك، فلم أجد، كان هناك إجماع أنك حزين بشكل كبير وتجاهد في إخفاء حزنك! لا أخفي عليك أن عيناك المغرورقتين بالدموع ووجهك المتجهم آلمني، شعرت بغصة كبيرة في قلبي.. كيف لأمير الرومانسية أن يكون بكل هذا الحزن؟!
أين ابتسامتك العذبة التي تشرق وجهك، فتضيء حياتنا..
أتمنى ألا يكون هناك ما يزعجك وان أكون متوهمة ما أرى، فأنت من الأشخاص التي تليق بها السعادة، والسعادة فقط.. خلقت لتضحك، فتسعد قلوبنا بعذب ألحانك ورقة مشاعرك وإطلالتك الأنيقة.
سألت صديقي الفيلسوف، فأكد لي أن حزنك كان بسبب قصة حُب، يقال إنها فارقت الحياة..
تساءلت هل تراك علمت بهذه الأخبار الحزينة قبل موعد الحفل!
فالدموع التي تحاول منعها كانت واضحة للعيان، بخلاف ملامح وجهك الباكية.. يا إلهي.. كم تحملت الكثير والكثير، لك أن تعلم فقط أننا معك بكل جوارحنا، ويؤلمنا ألمك ويسعدنا فرحك، لا نطمح سوى في رؤية ابتسامتك الآسرة الخاطفة للقلوب.
عزيزي عمر خورشيد..
أحب أن أشاركك نجاحاتي الصغيرة.. تعلم أنني أهوى الزرع.. قمت بإنبات بذور نبتة ما يقارب الشهر والنصف، وبالصدفة نجحت التجربة، وتم الإنبات بالفعل..
لا تدري كم كانت سعادتي بهذا الأمر، للمرة الأولى تنجح محاولاتي لإنبات نبات من بذرة منزلية، وليست من المشتل!
أعدك أن أتابعك بمراحل تطور هذا الانجاز.
من فرط سعادتي اتصلت بالأقرب والأغلى، أبثهم فرحتي بإنجازي الصغير..
هكذا أنا، أبسط الأشياء تسعدني، وأقل التصرفات جفاء تؤلمني، تهدمني، تحطم قلبي.
عزيزي عمر خورشيد..
أثناء مشاهدتي لأحد المواقع التي تعشق ألحانك وبعد جولة سريعة اكتشفت أمرا مهما.. أن جميع الألحان التي راقتني أثناء حياتي كنت أنت ملحنها.. لا تتخيل قدر سعادتي بهذا الاكتشاف المذهل.
ما أتعجب له حقا أنني لم أفكر يومًا في البحث عن الشخص المبدع صاحب هذه الموسيقات التي أسرتني وخلبت لبي.
عزيزي عمر خورشيد..
بالحديث عن الحُب تجدني أقع في حيرة شديدة، هل للحُب وجود أم أنه وهم وسراب؟!
أثبتت التجارب الحياتية أنه يموت بمرور الأيام، بل ويتحول لعذاب وتفنن في إيلام الآخرين..
تساءلت هل قصص الحُب غير المكتملة سر نجاحها أنها لم تكتمل؟!
هل لو كُتب لها أن تكتمل، كانت ستصبح مثلها مثل الآخرين ويموت الحُب؟!
لا أعتقد أن الحُب الحقيقي يموت، ربما يخفت بريقه، لكنه لا يموت.. هكذا أرى..
اعتقد أن هذا يعتمد على كلا الطرفين بشكل أساسي، يقع عليهم عاتق الحفاظ على الحُب، وعدم السماح له بالتحرر، والهروب من القيود، والأسرة التي تربطه بالوطن، بالأرض، فتعيق تحليقه في السماء بحرية.
تتساءل لماذا دومًا أثير هذه النقطة؟!
ربما لتذكير نفسي والآخرين أن هناك حُبا أكبر وأعمق وأكثر تأثيرًا، حُب لا يموت أبدا، ألا وهو حُب الوطن!
عندما نكفر بوجود الحُب، نتذكر لحن رصاصتك الأبدية الملحمي وحُب الوطن، فنتعافى وتهدأ قلوبنا..
يقال إن للحياة وجوه كثيرة.. كذلك للحب وجوه أكثر..!
حُب الخير، حُب الحلم، حُب الحُب ذاته، حُبك أنت بشكل خاص..
الحُب موجود ولم يمت ولن يموت، كل ما علينا فقط هو بذل المزيد من الجهد لإنقاذه من براثن الحياة بقسوتها، والحفاظ عليه.
حافظوا على ما لديكم من حُب، حتى ولو كان ما تبقى من هذا الحُب مجرد ذرات أو رماد.. يكفي أن هذا الرماد كان يومًا وقودًا أمدنا بالعديد والعديد من الأشياء الجيدة والجميلة.. يكفي أنه أضاء ملامحنا يومًا، وأراح قلوبنا..
إذا كان لديك حُب حافظ عليه جيدًا، وإن لم يوجد، ابحث عنه، وإن كان انتهى، ابحث مجددًا، فمع بزوغ كل فجر يوم جديد يولد حلم جديد وحُب جديد.
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير.. حتى نلتقي..
|