القاهرة 24 مايو 2022 الساعة 10:41 ص
كتبت: زينب عيسى
اعتاد المشاهد أن يرى الفنان مصطفي شعبان محاطا في مسلسلاته بكم كبير من النساء منهن معجبات وأخريات زوجات له وهو ما جسده في أعمال درامية كثيرة منها الزوجة 18، دكتور أمراض نسا، الزوجة الرابعة، مزاج الخير، ومولانا العاشق، بل مرت 5 سنوات لم ير فيها المشاهد مصطفى شعبان سوى في شخصية تاجر المخدرات أو زير نساء حتى صارت الصورة النمطية عنه متوقعة في هذا الإطار، ولكن يخالف "شعبان" هذا العام التوقعات كافة ويقوم بشخصية مغايرة تماما عن كل الأدوار التي قام بتجسيدها سواء في الأفلام أو المسلسلات، ليأتي مسلسل "دايما عامر" الذي عرض في رمضان الماضي لينقذ مصطفى شعبان من براثن تكرار نفسه الذي كاد أن يطفئ شغف الجمهور وتوقعاته فيما يقدمه.
"دايما عامر" عنوان المسلسل الذي استمد منه صناع العمل اسم "عامر" الذي يجسد شخصيته الفنان مصطفى شعبان تشاركه بطولته الفنانة لبلبة وصلاح عبد الله وعمرو عبد الجليل ومحمد ثروت ومجموعة كبيرة من الممثلين الشباب، تصدر التريندات وقت عرضه وبعده بل تفاعل معه مسئولون منهم وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي الذي علق على المسلسل ناصحا الجمهور بمشاهدته، وهو ما يثبت نجاح المسلسل في الوصول بقضاياه للناس والمسئولين عن العملية التعليمية على حد سواء، حيث يتناول قضية مهمة تشغل كل البيوت وهي قضية التعليم ومشاكله وحياة الطلاب داخل أسوار المدرسة وخارجها، وقضايا تتعلق بالمدارس المحلية والدولية، كما يمتد المسلسل ليلقي الضوء على الأماكن السياحية في مصر حيث حرص القائمون علي المسلسل تصوير العديد من المشاهد في الأماكن السياحية مثل الغردقة وسهل حشيش والأقصر وأسوان.
نجح المخرج مجدي الهواري وهو مؤلف العمل أيضا في تقديم صورة مماثلة للواقع الذي تعيشه الأسر مع أبنائها، ولكن في شكل لايت كوميدي يدعو من خلاله إلى إلقاء الضوء على الطالب والمعلم أيضا وهي رسالة مهمة خاصة وأن نجاح العملية التربوية لايكتمل إلا من خلال الاهتمام بكل أطراف منظومة التعليم، ونجح بدوره مصطفى شعبان أن يقدم صورة المربي أو المشرف الاجتماعي الذي جاء بطريق الخطأ إلى المدرسة بدلا من دكتور تربوي آخر له نفس اسمه، فيستمر لفترة مؤقتة في المدرسة حتى يتم حل هذا اللبس، لكنه يتفاجأ بكم رهيب من المشكلات التي يتعرض لها الطلاب والطالبات نتيجة خلل في التربية أو انشغال الأهل عن أولادهم ويحاول "عامر" أن يقوم بحل تلك المشكلات فيتعرض لمواقف كثيرة وخطيرة كادت أن تدخله السجن لكنه ينجح في النهاية في التواصل مع الطلاب، ومن ناحية أخرى يقدم المسلسل صورا للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المدرسون أنفسهم والتي تؤثر بشكل كبير في طريقة تعاملهم مع الطلاب.
أدى الفنان مصطفى شعبان دوره بتلقائية شديدة ورغم أن الدور خفيف ويتسم ببعض الكوميديا، لكنه نجح في أن يفرق بين ما يجب أن يكون عليه المدرس والكوميديا التي تفرضها الأحداث، وتعتبر تلك المرة الأولى التي يقوم فيها بهذا النوع من الأدوار الخفيفة العميقة في الوقت نفسه والتي تقدم رسالة مهمة، وبهذا الدور أرى أن مصطفى شعبان قد نجا من الفخ أو المصيدة إن شئنا أن نقول التي كبلته في دور "سي السيد" صائد النساء أو تاجر المخدرات، والشاب الشعبي الذي يتحول من "أرزقي" إلى رجل أعمال يحاول أن ينتقم ممن ظلموه كما حدث في مسلسله قبل الأخير "ملوك الجدعنة" في رمضان الماضي.
أما الفنانة لبلبة فقدمت أيضا دورا جديدا عليها كمديرة لصرح تعليمي كبير، لكن بخفة ظلها المعهودة دون المساس بهيبة تلك الشخصية في الواقع، ولم يغفل المخرج أن يستغل حضور الفنانة لبلبة في تقديم استعراضات فنية تربوية وتابلوهات رائعة مع مجموعة من مواهب من أصحاب القدرات الخاصة، وهي للحق أفكار تستحق أن نقدم لها كل التقدير لأنها قدمت قضايا مهمة جدا بشكل بسيط ويركز في الوقت نفسه على المعلم والطالب بشكل مختلف عما قدم في الدراما من قبل.
|