القاهرة 24 مايو 2022 الساعة 10:37 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كيف حالك؟
أظنك بخير.. لأني كذلك!
مر أسبوع آخر حافل بالأحداث، لا أخفي عليك كانت أياما ثقال ومازالت، لكني عاهدت نفسي أن أحدثك عن أجمل ما فيها، يكفي ما نحاط به من حزن وفراق وألم.
لا تدري كم تكون سعادتي عندما تكون أنت ورسائلي محور الحديث في أي مكان وأي زمان.
كنت في زيارة عائلية خاطفة لأحدهم، تطرقنا للرسائل، لأجد مضيفتنا تثني على رسائلنا، تخبرني أنها تقرأها في بداية اليوم، وتكملها قبل النوم، وتعيد قراءتها مجددا، وهي تشعر بحالة فريدة!
يحدثني عنها كل من يقابلني أو يراسلني..
بت أتعجب حقا!
هل لك سحر خاص في القلوب، وبفضله ارتبط الجميع برسائلنا، أم أن السر كله، يكمن في لحنك الأخاذ الملحمي؟!
فلحن رصاصتك الأبدية، يزين يومي، ويريح قلبي، وينقي ذهني، ويشحذ عاطفتي، عندما تفرغ طاقتي!
حقا لا أعلم.. ما سر شعورهم بهذه الحالة التي تجذبهم جذبا إلينا وتربطهم بنا؟!
على كل إذا كانت سطوري ولحنك واسمك لهم هذا التأثير السحري على الآخرين فأعاهدك أن أواصل الكتابة إليك..
عزيزي عمر خورشيد..
قابلت صديقة الممر، تلك الشخصية الجميلة، النادرة الوجود، التي تتقبلني كما أنا، تزينت يومها وكأنني علي موعد مع السعادة. ولماذا لا أفعل فهي حقا مصدر سعادتي.
يعلم أولادي أنني أحبها وأنها مصدر كبير للنور في حياتي، فاقترحوا علي أن أدعوها للسفر معنا. يعلمون أن بينما كيمياء خاصة، وحب وأحلام وابتسامات تضيء الكون.
ضحكتها وحدها تنير يومي.
تمر علي أثناء يومها، تخبرني أنها بالقرب، فأتجهز وأهبط مسرعة للوقوف معها قليلا. لرؤيتها وتبادل الضحكات وتذكر بعض المواقف المرحة التي نمر بها.
يشعر أبنائي بالغيرة، يتحدثون همسًا عن أنني دائمة التأخر، ودائما ما أكون سببًا في تعطيلهم عن مواعيدهم لانشغالي بعدة أمور رغم تأكيدي لهم أنني مستعدة بالفعل؟!
بل جاهزة للمغادرة الفورية؟!
سمعت حديثهم الضاحك وتعقيبهم على فعلي قالوا "ارتدت ملابسها بسرعة وخلال دقائق كانت بالأسفل معها!
يتعجبون أن اللقاء قد لا يتعدى العشر دقائق، لكنه يعادل سعادة أيام الأسبوع.
يتساءلون عن السر؟!
حقًا.. لا أعرف لماذا أفعل ما أفعل؟!
ربما لأنها ملأت فراغ حياتي، وقضت على وحدتي فأنا ابنة وحيدة افتقدت أمي الصديقة، لم يكن لي صديقة صدوق أحادثها وجهًا لوجه بالساعات مثلها.
لدي صديقات بالفعل لكن منهن من تقف الجغرافيا عائقا كبيرا بيننا.. وهناك الكونتيسة التي تحاصرها الحياة بدوامتها التي لا نهاية لها..
قطعًا لصديقة الممر مشاغلها، لكنها تجيد توازن الأمور وتخصص وقتًا لنا، و كل صديقاتها.
صديقة الممر تمتلك شخصية جذابة، جميلة حقا، أجمل ما فيها عفويتها، ومرحها، وبسمتها.
كما أنها تجيد قراءة الآخرين.!
قضينا معا يومًا من أجمل أيام العمر.
مازال أثره السعيد يترك بصمته على وجوهنا، حتى موعد لقاءنا الجديد.
أخبرها أن يومي المزدحم الثقيل مر بصعوبة وخلال ذلك تذكرت حديثنا أو جمله ألقتها..
فأجدني أبتسم وأبتسم لتخبرني أنها بالمثل.
أريد أن يكون في العالم منها العديد والعديد، نحتاج في حياتنا شخصيات مثلها، إيجابية مشرقة ماهرة وذكية.
أحبها كثيرا.. وممتنة للظروف التي جمعتنا.
يا الهي.. كم أعشق هذا الممر.. الذي جمعنا!
أشكر جرأتي في التعارف عليها. فأنا من بادرت بالتعارف.
لم أكن أعلم أنها ستكون اكتشاف العمر وصديقة غالية إلي هذا الحد!
عزيزي عمر خورشيد..
كلما تحدثت مع أحد الرفاق يثنون على لحنك المميز الساحر، لا يدركون بعد سر تميزه..
لكني أدرك..!
سر تميزه هو أنني تشبعت به وتشبعت خلايا من أحُب به فكان سببًا في لقاء خاص ونادر كنت أنت سببًا فيه.
لحنك ورسائلك وصدقك الذي انعكس علي عذوبة عزفك، فتملك من قلبي وقلوب كل من يسمعك ويحبك مثلي.
عزيزي عمر خورشيد..
يقولون إن الموسيقى غذاء للروح،
جملة لم أكن أدرك كنهها إلا معك!
يخبرني أحدهم أن رسائلنا بها حالة ما لا يوجد توصيف مميز لها.
لكنها حالة أجمع الكل على أنها جميلة تقطر عذوبة وحب وخير وطمأنينة وسحر وإيجابية.
إذا كان تأثيرها فيهم بهذا الشكل فلنجعلهم يتمتعون بالمزيد من الحب ويتنفسون عبق الخير ويتنسمون حرية الحياة والفكر والطموح والأحلام.
عزيزي عمر خورشيد..
اعتقد أن رسائلك حفزت العديد للقراءة والمداومة عليها، وانتظارها كل ثلاثاء كما أنها كانت محفزا كبيرا لتحقيق الأحلام..
ممتنة لك ولحروفي ولنبض لحنك الأخاذ بدرجة كبيرة، لأنه كان سببًا في إيقاظ مشاعر كنا نظن أن لا وجود لها، تاهت وسط زحام الحياة.
وأكثر امتنانًا لك أيضًا، لأنك كنت سببًا رئيسيًا في أن يزيح أحدهم الأتربة عن أحلام ظن أنها دفنت تحت الركام.
وأكثر امتنانًا لك لأنك سبب في أن أحدهم ممن يفصل بيننا عشرات الآلاف من الكيلومترات يتأثرون بما نتبادله من هموم وأحاديث قد يراه البعض مميزا والبعض لا.!!
لكنه يضيء لهم آخر النفق. بعد أن ظنوا أن الحياة قد توقفت بهم عند هذا الحد.!!
عزيزي عمر خورشيد..
لا أظنك أكثر سعادة مني هذه الأيام، رغم كل ما بها من سقطات مؤلمة.
تظل أنت ولحنك أحد أسباب أسرار سعادتي الأبدية، يبدو أن رصاصتك لن تغادر قلبي المتيم. كما أنها لم تغادر جيب بطل الفيلم المحبب إليّ.
إن شئت الحقيقة سعادتي الأكبر كون "الميدالية لا تزال في جيبي".
كن دومًا بخير لأكون كذلك..
وإلى لقاء.
|