القاهرة 17 مايو 2022 الساعة 11:16 ص
كتب: عصام محمد حسين
تؤدي الألعاب الشعبية دورا مهما في تأصيل المؤروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والغناء كما تساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف الشعبية من جيل إلى جيل، مكونة بذلك ثقافة شعبية تؤكد أهمية الانتماء إلى الجماعة والارتباط الجذري بالأرض والوطن، وتتنوع الألعاب من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء، ويمارسها الكبار والصغار على حد سواء.
وللعب كثير من التعريفات التي تختلف باختلاف العلماء والمفكرين وعلماء النفس، وقد عرف "شابلن" اللعب بأنه نشاط يمارسه الناس أفرادا وجماعات من أجل الحصول على اللذة والاستمتاع، وقسم "شتيرن" اللعب إلى قسمين: لعب فردي، ولعب جماعي ويصنف "بوهلر" اللعب إلى أربعة أصناف:
1- ألعاب وظيفية يستخدم الطفل أثناء ممارستة لها أجهزته الحسية والحركية
2- ألعاب تقوم على الإيهام والخداع
3- ألعاب تسلية مثل مجرد النظر إلى الكتب
4- ألعاب تركيبية
وقد أشار عالم النفس "جان بياجيه" إلى أن اللعب عملية تبادل مستمر للأدوار بين تمثيل المعلومات الواردة لمواءمتها لاحتياجات الفرد، ويرى "بياجيه" أن عملية اللعب ينتقل فيها الفرد من النشاط العملي إلى التفكير في الأشياء تفكيرا رمزيا.
أما "فيجوتكس" فيشير إلى أن اللعب في مرحلة ما قبل المدرسة هو التجسيد التمثيلي للرغبات التي لا يمكن تحقيقها.
بينما ذكر "محمد محمود الحيلة" في كتابة الألعاب التربوية أن الألعاب متوارثة من الآباء إلى الأبناء ولكنها تتطور بناء على الأحداث المؤلمة التي يتعرضون لها من القهر و الطغيان، مؤكدا أن هذه الألعاب تخلص الطفل من التوتر النفسي و العصبي، ويؤكد "كامي" و"ديفري" أيضا على أن الألعاب تخلص الطفل من التوتر النفسي الناتج عن مروره بأحداث مؤلمة.
ويرى "مارك" و"سيندي" أن الألعاب تجعل الطفل يتفاعل مع البيئة، كما تشبع ميوله ورغباته، ويرى خبراء التربية أن الألعاب تسهم في النمو المعرفي والجسمي والإبتكاري وتجعل الطفل يشعر بالرضا.
• أنواع الألعاب الشعبية:
1- الألعاب الحركية وتتضمن الألعاب المتصلة بالجري والقفز والمطاردة وهذا النوع من الألعاب له فوائد عديدة منها:
أنها تفيد الطفل جسمانيا ووجدانيا، وتكسب الطفل احترام القوانين وتعلمه الالتزام بالنظام، وتجعله قادرا على التكيف مع الجماعة بأداء دور القائد مرة ودور التابع مرة ودور الوسيط مرة أخرى، كما تكسب الطفل كثيرا من المهارات والمعارف والاكتشافات، وتنمي لديه الجوانب الإدراكية مثل الانتباه والتذكر والتفكير المتميز.
2- الألعاب الترويحية والرياضية:
تستدعي هذه النوعية من الألعاب شيئا من المنافسة والمهارة والتنظيم، وهذا النوع من الألعاب يخضع إلى التعديل كلما مضى الأطفال في اللعبة، ويرى خبراء التربية وعلم النفس أن ممارسة هذا النوع من الألعاب يكسب الأطفال الاتزان الحركي والقدرة على التكيف ونضوج الجهازين العضلي والعصبي، ويصل أثره إلى تحسين الأداء العقلي، وبالتالي يرتفع مستوى التحصيل الدراسي للطفل.
3- الألعاب الإيهامية والتمثيلية:
يمثل فيها الأطفال أدوارا معينة مثل دور الجندي أو الطبيب أوالشرطي أو المزارع، وهذا النوع من الألعاب يكسب الطفل النمو المعرفي والانفعالي والاجتماعي، ومن خلال الدراسة نجد أن الألعاب الإيهامية والتمثيلية قد تطرأ عليها تطورات وتغييرات كبيرة تتناسب مع التطور الذي يعيشه الأطفال.
|