القاهرة 17 مايو 2022 الساعة 11:14 ص
قراءة: صلاح صيام
يقول باولو كويلو "حاول أن تعود نفسك على قول كلمة لا، عندما لا ترغب في قول نعم".
هل تجد صعوبة في قول كلمة "لا"؟ هل تخرج كلمة "نعم" قبل أن تتبين مدى الالتزام والوعود التي تقطعها؟ وهل تدرك بعد فوات الأوان أنك لا تريد أو ليس لديك الوقت الكافي لتنفيذ ما وعدت بتنفيذه، فتجد نفسك مضطربا لا تملك الوقت ولا الطاقة اللازمة؟
قد تتساءل كيف يحدث ذلك معك مرارا وتكرار.
يضعنا المجتمع الذي نعيش فيه في مواقف يومية، ونضطر أن نقول نعم، ونحن في حيرة وتردد عندما تبدو الأمور مستعجلة أو غير متوقعة، كالرد على الهاتف، والرسالة الصوتية والخطاب والبريد الإلكتروني، كل هذه الأمور تزعجنا يوميا.
السؤال هنا، كم من هذه المطالب التي نعتقد أنها تهمنا تستحق منا كل هذا الاهتمام؟ وكم من هذه المطالب نستطيع أن نقول لها "لا"؟ تخيل كم من الوقت تستطيع أن توفر؟، وكم من الطاقة تستطيع أن تخزن؟ بقول كلمة لا.
إن كنت تتعجب فإن الأمر يستحق التعجب! حان الوقت لإيجاد طريقة تجعل حياتك أكثر سهولة ومتعة بقولك لا.
عندما كنا أطفالا، كنا نقول "لا" رفضا للأشياء التي لا نريدها، لكن الأهل علمونا أن نقول "نعم" على أن تكون كلمة "لا" مخصصة فقط للوالدين عندما يخاطبان أطفالهم، فتعودنا منذ الصغر أن نقول "نعم" كي نلفت نظر عائلتنا، وأن نقول "نعم" لمدرسنا ولكل من يكبرنا لأنه من غير المقبول قول لا لهم من وجهة نظر والدينا. بعض تلك المخاوف قد صاحبتك باقي حياتك.
هناك سبب آخر للإسراف في قول "نعم" يتمثل في عدم القدرة على التفكير بوضوح فيما يطلب منك، بسبب سيطرة شعور الذنب عليك إذا رفضت، أو خوفك من إيذاء أو إحباط السائل، أو خوفك من نفوذه وسلطته عليك.
فى كتابها الجديد "مقدرش أقول لأ" والذى يضم عدة قصص قصيرة تدور جميعها حول مفهوم الرفض فى حياتنا، من خلال استعراض خمس حكايات من أرض الواقع وهم:
"خايفة أقول لأ، مقدرشى أكسر كلمة ماما، أصل عاليا بتتكسف، آه.. طبعا ممكن، عزيزى المرفوض لست المقصود"، لتغوص في أعماق خمس شخصيات، وتعيش ألامهم ومعاناتهم، وتختتم كل حكاية بنصيحة غالية.
وتوضح الكاتبة هاجر قطب أنها طورت كل هذا المخزون المعرفى وأهدافها فى شكل مؤلفات قصصية قصيرة، وتحدد هدفها الأساسي من هذة المؤلفات، وورش عملها القادمة من خلال الرسائل التى دائما ما تبثها عبر صفحتها على الفيس بوك، هو "الإصلاح والترقى بأرواح الناس وأخلاقهم ليظهر فى معاملاتهم اليومية، وتتكون صورة إيجابية ويرضى الفرد عن نفسه ويعيش فى سلام مع نفسه أولا قبل أن يعيشه مع الآخرين، ومن ثم ينعكس هذا التطور الأخلاقى من الفرد ومحيطه الضيق إلى الأرحب والأوسع وينعكس على المجتمع ولكن المهم أن نبدأ بأنفسنا".
كما استخدمت "قطب" أدوات تكنولوجيا الاتصال فى عمل فيديوهات، كان من أبرزها حلقة الفرق بين (الشكوى والفضفضة والنصيحة) وهي ثلاثة أمور تقع فى براثنها النساء والفتيات ولا يستطيعوا التفرقة بينهم نظرا لتماسهم فى كثير من النقاط، مما يضيع الوقت والمجهود ويكشف عوراتنا أمام الآخرين دون أن نشعر بدون أن نفكر هل هم جديرون بأن نكشف أسرارنا أمامهم أم لا.
وتطرح "قطب" سؤالا: كيف يمكن للإنسان أن يصبح صاحب فلسفة فى الحياة حتى وإن كانت فلسفته تدور حول مفهوم واحد أو كلمة واحدة؟
واستطاعت الكاتبة ومدربة علم النفس الإيجابي هاجر قطب أن تحقق هذه المعادلة بشكل سلس وغريب، على الرغم من أنها أم لطفلين وزوجة مسئولة إلا أنها تقدم طرحا جديدا لكل سيدة مهما كانت أعباؤها وتتحول أعمالها من مجرد فكرة إنسانية وفلسفة كنهج للحياة.
تقول "قطب":
إن تجربتها بدأت باستغلال أوقات فراغها وأية طاقة سلبية إلى قراءات في العلوم الإنسانية، والتطلع الى الحصول على شهادات بعد حضور دروس ومحاضرات، حتى استدلت في رحلتها القصيرة على أهمية العلم في حياة الإنسان، حيث ترى أن "العلم مفتاح إصلاح لكل مشكلاتنا"، ومع التعمق والاستمرار فى ربط العلم بالدين والروح وانعكاسه على سلوكياتنا وحياتنا رفعت شعار "ترَقَّ بروحك واسمُ.. فروحك بالرحمن تتصل".
وبعد مرور فترة من الاطلاع قررت هاجر قطب أن تخرج بكل ما جمعته من معارف الى الآخرين لإفادتهم بالمعلومات والمعارف المتعلقة بما يسمى "بعلم النفس الإيجابي" الذي درسته، وهو باختصار تعلم الإنسان كيفية امتلاك أدوات تغلبه على الأزمات البسيطة التى تواجهه وتتفاقم لأن تصبح عقبات وعراقيل في طريق تقدمه وسعادته، فحياة الإنسان عبارة عن مسطرة تبدأ من 1 حتى 10 ومن 1 حتى 5 هى مساحة التدخل النفسي العلاجى للطبيب ومن 5 حتى 10 هي مرحلة الترقي والتطوير لأداء الإنسان بعد العلاج وهو دور مدرب علم النفس الإيجابي.
|