القاهرة 15 مايو 2022 الساعة 07:08 م
حاورتها: نهاد إسماعيل المدني
استهدفت العديد من الدراسات البحثية والكتب ضرورة إتاحة المناقشات والخيارات المرتبطة بالتفاعلية في الصحافة الإلكترونية، وذلك على اعتبار أنَّ التفاعلية بمثابة متغير يساهم في إحداث التجاوب والاستجابة حيال الاتصالات الشخصية والجماعية لإبراز الاختلافات والتطورات التي كانت نتاجًا لانتشار الصحافة الإلكترونية.
حول كتابها (التفاعلية في الصحافة الإلكترونية وتأثيرها على مقروئية الصحف الورقية : دراسة تطبيقية على مدينة دبى) حاورنا نسمة عمر عبد اللطيف مدرس الإعلام المرئي والبصري بمعهد أبو ظبي للتعليم والتدريب المهني.
تخرجت نسمة في كلية الفنون التطبيقية (قسم الطباعة والتغليف والنشر).
أنهت دراستها للماجستير في الصحافة من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان، وأتمت درجة الماجستير في الإعلام والاتصال من جامعة ولونجونج بدبي، وهي شغوفة بالدراسات الإعلامية كما أن لها عدة أبحاث في والتصميم الجرافيكي، والاتصال المرئي، والإعلان.
1- في البداية.. نريد تعريفًا دقيقًا للصحافة الإلكترونية وما أهم خصائصها وهل يمكن تسميتها بصحافة المواطن؟ وفي ظل الإعلام الجديد هل يمكن اعتبارها صحافة هذا العصر؟
الصحف الإلكترونية هي الصحف التي تُقرأ من خلال الوسائط الإلكترونية، وعادة ما تُنشر على الإنترنت أو من خلال تطبيق مخصص على الهواتف المحمولة.
بمعني آخر هي الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت سواء أكانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة أو موجز لأهم محتويات النسخ الورقية، أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات عادية مطبوعة على الورق وتتضمن مزيجًا من الرسائل الإخبارية والقصص والمقالات والتعليقات والصور والخدمات المرجعية وهي صورة خاصة من الوثائق الالكترونية، لكن تنسيقها العام يكاد يكون مطابقًا لصيغة الصحيفة المطبوعة كشكل إلكتروني كما تحتوي الصحيفة الإلكترونية على بيانات وصفية يمكن إدخالها في قواعد البيانات ومحركات البحث المتخصصة لتسهيل الوصول إليها للمهتمين بمجال الصحف. تُعدّ الصحافة الإلكترونية من أبرز مظاهر اندماج التكنولوجيا بوسائل الاتصال والإعلام، لا سيّما أنّ الصحافة الإلكترونية أصبحت تؤدي دور إيضاح المعلومات عبر الصوت أو الصورة أو الفيديو فضلًا عن الكتابة، وهذا ما يجعلها من الأهمية في مجتمع يسوده حبّ الاطلاع على الأخبار اليومية، كما أنّ الصحافة الإلكترونية وفّرت القدرة على التواصل بين أفراد المجتمع الواحد، بالإضافة إلى السمة بالغة الأهمية التي تميزها عن غيرها، وهي إمكانية استرجاع المعلومات القديمة أو المفقودة في أي وقت وبضغطة زر واحدة، وإمكانية الاحتفاظ بها دون الحاجة إلى مساحة مكانية وهذا ما يجعل الصحافة الإلكترونية صحافة هذا العصر وخاصة الشباب إذ إن هذه الفئة من المجتمع مرتبطة بالاستخدام اليومي للإنترنت والوسائط المتعددة وهذا ما يجعل الوصول إلى المعلومات باستخدام الصحافة الإلكترونية أفضل وأسرع بالنسبة لهم فالصحافة الإلكترونية جعلت المشهد الإعلامي في متناول جميع أفراد المجتمع في أي مكان أو زمان، كما ساعدتْ على معرفة المعلومات لحظة بلحظة مع إمكانية التوثيق المباشر.
2-.ساهمت الصحافة الإلكترونية في تطور وسائل الاتصال التقليدية بين الصحافة وجمهورها ما المقصود هنا بالتفاعلية وهل اهتمام الصحافة الإلكترونية له سلبيات من حيث اهتمامها بما يجذب القارئ دون دقة وجدية كما كان يعرف عن الصحافة الورقية؟
الصحافة الإلكترونية قادرة على تحقيق انتشار واسع المدى في وقت قصير، مما يتيح نشر الأخبار بشكل سريع وفوري، ومتابعة جميع تطوراتها ومراحلها، بالإضافة إلى تعديل النص بعكس الصحف الورقية ونشر الخبر يتم عن طريق الجمهور وذلك من التعليقات على الخبر أو المشاركات أي أن الجماهير هي المتحكمة في نقل الأخبار و هذا هو المقصود بالتفاعل فالخبر الذي يتلقاهُ القارئ لا يقف عنده بسلبية ليكون الخبر النهائي والحتمي وفي بعض الأحيان تصل سرعة انتشار الخبر بعد نشره إلى ثلاثين ثانية فقط ، كما أنّ إمكانية البحث والتعبير والمناقشة جعلتْ من الصحافة الإلكترونية بابًا واسع الإطلاق للانفتاح الثقافي بين المجتمعات.
ولكن تُعد السرعة في نشر الخبر سلاحًا ذو حدّين، فقد يصل إلى عدد كبير من الناس قبل التأكد التام من صحّته، فيساعد ذلك على انتشار العديد من الأخبار المغلوطة، و ذلك في الأغلب يتم عن طريق بعض الصحف الإلكترونية ذات المصادر غير المعروفة ومنشأ ذلك عائدٌ إلى توفر الإمكانية لأي شخص بإنشاء صحيفة إلكترونية، فمن الممكن أن تكذب أخبارها من خلال استعمال مصادر غير موثوقة.
3-.في مصر أدى تطور الصحف الإلكترونية إلى اختفاء بعض الصحف الورقية فما الفارق بين حالة مصر ودبي (الفرق بين الصحافة الإلكترونية في مصر و دبي)؟
ما يحدث الآن هو انعكاس للتغير الحاصل في واقع الممارسة الإعلامية في العالم كله، ونحن نعيش في عصر عولمة الثقافات وعولمة تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي، والثورة التكنولوجية الحاصلة في العالم ألقت بظلالها على مختلف المجالات، حتى على طريقة التواصل الإنساني، ودخول التكنولوجيات الحديثة أوجد ممارسات جديدة وثقافة جديدة غيّرت أنماط استهلاك الناس لوسائل الإعلام و لكن الإمارات بتقديري وصلت إلى مرحلة متقدمة عن الدول العربية بالنسبة للمساحة والقارئ والموضوعات المتنوعة، وتناول جانب كبير من النشاط اليومي الإخباري ورقيًّا وإلكترونيًّا.
وما يميز مجتمع الإمارات أنه يقرأ ويطلع ويتابع الأخبار كما أن الوصول إلى التكنولوجيا أسهل بكثير وهذا قائم على التنوع، كما أن الجيل الجديد اليوم إذا أحب أن يقرأ فإنه يقرأ إلكترونيًّا، والسبب في ذلك السرعة في العصر الجديد وقلة الوقت أما في مصر فما زال الوصول إلى التكنولوجيا منحصرًا في فئة معينه كما أن انتشار الخبر لا يأتي غالبًا من الاشتراك في مواقع إخبارية موثوقة و بل في الاغلب يكون الانتشار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي دون التحري الكافي عن مصدر الخبر.
ولهذا يجوز القول ل إن الصحافة الورقية ما زال لديها قدر من الهيمنة بحكم المصداقية والثقة التي تكتسبها من القارئ في مصر، ولكن ذلك في طريقه إلى التغير أيضًا بعدما التفتت الصحف المصرية إلى أهمية إنشاء مواقع إلكترونية والانتشار الواسع الذي تحققه تلك الصحف في وسائل الاتصال الاجتماعي أيضًا.
4- في رأيك هل ستختفي الصحافة الورقية في المستقبل القريب
مما لا شك فيه أن الصحافة الإلكترونية تملك خاصية التّوسع في كشف الأخبار دون الارتباط بعامل الوقت المحدّد نسبيًّا في الصحف الورقية كما لا يمكن إغفال حقيقة استمرارية حضور الصحيفة في متناول القارئ ممّا يسمح له بالتّصفح والمراجعة والاستغراق في التّأمل دون الارتباط بسلطة اللحظة والوقت أو الاستغلال المكاني ولكن في رأيي لا يمكن الحكم على مستقبل الصحيفة الورقية أو حتى الإلكترونية الآن والواقع الحالي يقول إنّ منحنى تطور الصحافة المطبوعة في تقدم متزايد كي تحافظ على موقعها في الاهتمام، فدور النشر الصحفي في العالم بأسره تتجه إلى تنويع نشاطاتها الإعلامية وذلك بدخول مجالات الراديو والتلفاز والمطبوعات المتخصّصة وإعداد المؤتمرات واستغلال الإنترنت، ومثال على ذلك الشركات التي تصدر صحيفة وتملك أيضًا محطات تلفزيونية وإذاعات ومجلات مواقع إلكترونية وحصصًا في شركات ترفيه واتصال بالشبكة الإلكترونية.
فمن الممكن أن نقول إن العامل المشترك بين صناعتي النّشر التقليدي والإلكتروني هو المحتوى المتميّز، فمن غيره لا تنجح مطبوعة ولا قناة ولا يستمر موقع إلكتروني.
5- حدّثينا عن أهم المحاور التي تناولها الكتاب ومشاركتك في معرض الكتاب الدولي في دورته 53 في مصر وهل تعدّين لكتاب جديد في مجال الإعلام خصوصا الإعلام الجديد؟
سعدت بمشاركتي بمعرض الكتاب في بلدي الحبيبة مصر
وناقش كتابي التفاعلية في الصحافة الإلكترونية وانعكاساتها على مقروئية الصحافة الورقية من خلال دراسة وصفيه هدفت إلى التعرف على استخدامات الجمهور للصحافة الالكترونية و انعكاس هذا الاستخدام على الصحافة الورقية.
استعرض الكتاب التفاعل في الصحافة الإلكترونية كجزء من دورة حياة الصحيفة كما تعرض الكتاب لآخِر التطورات التكنولوجية وتأثيرها على تفاعلية الصحف الإلكترونية ليعطي لها الأسبقية على الصحف المطبوعة فمن خلال فصول الكتاب الأربعة تم مناقشه مفهوم الصحافة الإلكترونية ومزاياها والتحديات التي رفعتها الصحافة الإلكترونية في وجه الصحافة الورقية وعلاقة الجمهور بالصحافة الإلكترونية والورقية وأخيرًا استعرض الكتاب الدراسة الميدانية التي تمت بمدينة دبي.
لقد كان إعداد هذا الكتاب شاقًّا وأخذ الكثير من الوقت حيث احتوى على دراسة ميدانيه أيضًا وتحليل للبيانات المتعلقة بآراء الجمهور وحاليَا أعد لدراسة مختلفة تتناول استخدام أساليب تدريس متقدمة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي حيث أستخدم تويتير كنموذج الاتصال بين الطلبة الجامعيين وأعضاء التدريس ومن خلال الدراسة سيتم التعرض لدمج الإعلام الإلكتروني بالتعليم وتأثيره على تقوية العلاقة بين الدارسين والمحاضرين في بيئة تعليمية لإنشاء تجربة تعليمية ثرية بالتواصل داخل وخارج الحرم الجامعي.
|