القاهرة 10 مايو 2022 الساعة 10:00 ص
كتب: أكرم مصطفى
صدر حديثا مجموعة شعرية جديد للشاعر عبد الله سرمد الجميل بعنوان "قصائد مضادة للاكتئاب" عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، وهي قصائد تتنوع بين ما هو عام وخاص، لكنها تنصهر جميعا في أسلوب وجداني شائق، ولغة قادرة على الوصول إلى أعمق المشاعر والانفعالات.
ومن أجواء المجموعة الشعرية:
لا معنى لحياتي إنْ لم أسمعْ فيها كِلْمَةَ حُبْ..
لا معنى لحياتي إن لم أسهرْ
وأُراقبْ كيفَ حبيبةُ روحي تكسِرُ فضّةَ هذا الليلِ الأشيبِ
كي تُشرِقَ من جهةِ القلبْ..
لا معنى لحياتي إن لم أجمعْ شعراءَ الأطلالِ السبعةَ في حافلتي
فنزورَ المَوصِلَ ونعلِّقَ أحزنَ أشعارِ الدنيا فوقَ مساجدِها وكنائسِها..
في الليلِ أُرافقُهم نَحْوَ الميدانِ
فنفزَعُ من صوتِ الأرواحِ المدفونةِ تحتَ الأحجارِ ونهربُ لكنْ أينَ الدربْ؟
وظهرت خلال المقطوعات قدرة الشاعر على تنويع أساليب النظم، وهو ما أشار إلى جانب منه في عتبة العنوان التي نوهت إلى أن محتوى المجموعة هو "قصائد عمودية وحرة"، فانتقل خلالها بين عمود الشعر العربي وشعر التفعيلة. محافظًا على طابعه الخاص في الحالتين.
يقول في إحدى القصائد العمودية معبرًا عن حال الإنسان:
يَمرُّ على الإنسانِ يومٌ كأنّهُ سنينٌ من الحزنِ الكظيمِ دقائقُهْ
يرى لعبةَ الشِّطْرَنْجِ مثلَ حياتِهِ تدورُ وخانَتْ في الحروبِ بيادِقُهْ
وحيدًا وحيدًا في المدينةِ ماشيًا وفي الليلِ حتّى ظلُّهُ سيُفارِقُهْ
كأنَّ البيوتَ الخالياتِ بناتُهُ تَرمَّلْنَ والأطفالَ منها حدائقُهْ
ويقول في قصيدة من شعر التفعيلة، قدمها بشكل مختلف عن الشكل السائد في كتابة هذا النوع من القصائد:
يومًا أردْتُ بأن أقولَ قصيدةً في زهرةٍ كانتْ حديقةُ بيتِنا تزهو بها، فجلسْتُ ساعاتٍ أُحدِّقُ في بياضِ الصفحةِ الأولى ولم أنبِسْ بحرفٍ، قلْتُ: علَّ اليومَ ليسَ بيومِ شِعْرٍ وارتميْتُ إلى النعاسِ...
رأيْتُ في حُلُمي مدائنَ أهلُها يتحدّثونَ عن الغريبِ وأنّهُ دخلَ البيوتَ جميعَها، لم يُنكروهُ وكان يعرِفُ سرَّهُم، بل إنّهُ منهم وإن كان الغريبَ! فززْتُ من نومي كئيبًا، أضحَتِ الشمسُ المريضةُ في سمائي ثُمّ جاءَ الأصدقاءُ.
|