القاهرة 03 مايو 2022 الساعة 08:40 ص
محمد حسن الصيفي
التحضر معدى، والجمال محفز، والشعور بالإنسانية لا يضاهيه شعور آخر…
قبل لقاء ليفربول ومانشيستر يونايتد في الدوري الإنجليزي قرأنا الأخبار عن استعداد جماهير ليفربول للقيام بالتصفيق والهتاف دعمًا لكريستيانو رونالدو بعد فقدانه لمولوده قبل يومين، لم أصدق، والمتابع للعداء التاريخي بين الفريقين يعرف صعوبة الفكرة حين تطرح لأول وهلة، ويميل لمنطقية عدم تصديقها، ومع ذلك فوجئت بالفعل في الدقيقة السابعة من المباراة بملعب الأنفيلد معقل الفريق الأحمر - ليفربول - يهتف لأشهر لاعب ارتدى القميص صاحب الرقم 7 في التاريخ، كان مشهدًا مهيبًا، تقشعر له الأبدان، آلاف من الجماهير تصفق لتواسي كريستيانو رونالدو في فقدان مولوده.
العالم كله شاهد اللقطة، الجميع احتفى وتناقل المدونون والمهتمون بكرة القدم حول العالم المشهد الرائع.
وبعدها بأيام أقيم لقاء الرجاء البيضاوي المغربي مع الأهلي المصري في ملعب مركب محمد الخامس في الدار البيضاء، والأجواء في المغرب يعرفها الجميع، الحماس والهتافات المدوية والنشاط الكبير لجماهير لا تعرف الصمت طوال المباراة.
وفي الدقيقة 74 من المباراة قام الجميع بفتح الهواتف وإضاءة الفلاش للاحتفاء والتذكير بشهداء الأهلي في بورسعيد، مشهد آخر مهيب ورائع، وجديد بعض الشيء على الأجواء العربية المشحونة والمتحفزة والندية دائمًا، وأعتقد لولا لقطة ملعب ليفربول ما شاهدنا لقطة ملعب مركب محمد الخامس.
دائمًا هناك أمل وحافز، فكرة وشرارة تستطيع تخليص الإنسان ولو لثواني معدودة من كل القيود والشرور والانطباعات البشعة عن كل البشر، لحظة تتوحد فيها المشاعر، يتوحد فيها الإنسان ككل دون تفريق، يتحرر ويطير ويرتفع عن كل التقاليد والموروثات والكراهية والبغض والحساسيات والمواقف المسبقة، لحظة يعود فيها الإنسان إنسان…!
|