القاهرة 03 مايو 2022 الساعة 07:47 ص
قصة: جيمس بولدوين
ترجمة: سماح ممدوح حسن
كان أحد ملوك اسكتلاندا يُدعى"روبرت بيروس" كان بحاجة ماسة للشجاعة والحكمة، فالعصر الذى عاش فيه كان وحشيا وقاسيا. حيث كان ملك إنجلترا يحاربه ويقود جيشه الجرار إلى اسكتلاندا لينفيه من الأرض.
دارت بينهم معارك عديدة. ولست مرات يقود بيروس جيشه الصغير الشجاع ضد أعدائه، وفى المرات الست يتعرض رجاله للهزيمة والفرار. وفى النهاية تشتت جيشه وأضطر هو للاختباء في الغابات والمناطق المنعزلة بين الجبال.
وفى يوم ممطر أستلقى بيروس على الأرض في سقيفة قفرة، يصغى لزخات المطر المنهمر على السطح فوقه. كان مرهقا وحزينا ومحبطا للغاية ومستعدا للتخلي عن كل آماله. وفكّر أن لا فائدة من محاولاته لفعل أي شيء.
وبينما هو مستلقٍ يفكر، رأى عنكبوتا فوق رأسه يستعد لنسج شبكته. راقبه بيروس وهو يكدح ببطء واهتمام شديد. حاول العنكبوت ست مرات إلقاء خيوطه الهشة من عارضة إلى أخرى وفى الست مرات، فشل.
"مسكينة، أنتِ أيضا جربتِ الفشل! "قال بيروس.
لكن العنكبوت، وحتى بعد فشله في المرة السادسة لم يفقد الأمل. ومع مزيد من العناية استعد للمحاولة السابعة. كاد بيروس أن ينسى مشكلاته الخاصة وهو يشاهده يتأرجح فوق خيوطه الرفيعة. هل سيفشل هذه المرة؟ لا! لم يفشل. نجح في نقل الخيوط إلى العارضة التالية بأمان وثبتها هناك!
"أنا أيضا سأحاول للمرة السابعة"
قام بيروس وأستدعى رجاله وجمعهم. أخبرهم بخططه وأرسل رسائل ابتهاج وتطمين لشعبه المحبط. وسرعان ما تجمّع جيش من الاسكتلنديين الشجعان حوله. وخاضوا جميعا معركة أخرى. وكان الملك الإنجليزي سعيدا بالعودة لبلاده.
فيما بعد سمعتُ أنه وحتى اليوم، وباسم بيروس لن يؤذى أي عنكبوت. فالدرس الذى علمّه المخلوق الصغير للملك لن ينسى أبدا.
|