القاهرة 19 ابريل 2022 الساعة 10:05 ص

كتبت : هبة البدري
قصة كفاح "انتصار سالم" يحتذى بها في الصبر، تزوجت من زوج من ذوي الهمم ورزقها الله بثلاثة أبناء ذكور، اثنين من ذوي الهمم، ولذلك تعرضت لكلمات قاسية ومحبطة، ولكنها لم تدخر جهدا في مساندتهم واستطاعت برفقة زوجها تربية الأبناء حتى نالوا أرقى الشهادات العلمية، وبالتأكيد لم تكن حياتها سهلة على الإطلاق، فقد مرت بالعديد من الصعاب ولكنها لم تستسلم، ومن ثم كان لنا هذا الحوار..
• في البداية حدثينا عن النشأة؟
أنا سيدة مصرية بسيطة، ولدت لأسرة متوسطة، كان الاهتمام بالتعليم هو أساس حياتي منذ الصغر، التحقت بكلية التربية قسم الرياضيات حتى أكون معلمة تساعد في تعليم الأجيال القادمة، ثم تزوجت من زوجي الذي كان يعاني من إعاقة في قدمه، إلا أن تلك الإعاقة لم تكن عائقا له في حياته، بل كان وما زال نعم الزوج والأب والشريك الذي أستند إليه دائما، وقد أكرمنا الله بثلاثة أطفال جميعهم من الذكور، الأكبر ورث إعاقة أبيه، والأوسط فقد بصره، أما الثالث فقد كان سليما.
• من الذي قدم لك الدعم في حياتك؟
كان الدعم دائما من الوالدين وأخي الأكبر، حتى أكرمني الله بزوجي العزيز الذي أصبح الداعم الأول في حياتي، دائما ما كان يساعدني في أمور الحياة كافة، كان يساعدني في تربية الأبناء، ويساعدني في الأعمال المنزلية قدر استطاعته، كان دائما ما يسعى إلى إسعادي.
• كيفية التوفيق بين مسؤوليات العمل ومسؤولية رعاية الأبناء خاصة أن الزوج من ذوي الهمم؟
بفضل الله استطعت التوفيق بين عملي ورعاية أسرتي، فقد قمت بتنظيم يومي، حيث أستيقظ باكرا لإعداد مهام المنزل، وأتوجه إلى عملي، وبعد العودة من العمل، أبدأ في مساعدة الأبناء في دروسهم المدرسية، حتى أكرمني الله بأن أصبح ابني الأكبر مهندسا، والأوسط حصل على الماجستير، وأصغرهم أصبح مهندس أيضا، كما أن زوجي كان يساعدني دائما، فعلى الرغم من كونه من ذوي الهمم إلا أنه كان يستطيع مساعدتي في العناية بأطفالنا، وكنا نقسم اليوم بيننا، عندما يكون هو في عمله أكون أنا في المنزل، والعكس صحيح. وعندما كبر أبناؤنا أصبحوا يستطيعون تدبير جزء كبير من أمورهم الشخصية، فضلا عن كون ابني الأصغر ليس من ذوي الهمم، فكان يساعدني كثيرا.
• كيف تقدمتِ لمسابقة الأم المثالية؟
بعد حصول ابني الأوسط على درجة الماجستير، أصر على أن يتقدم بأوراقي إلى المسابقة، في البداية كنت رافضة ذلك تماما، فأنا لا أتاجر بأبنائي، وهذا واجبي تجاههم، لكنه أصر على التقدم، رغبة منه في تكريمي على ما قدمته له ولأخوته.
• هل توقعتِ اختيارك الأم المثالية؟ وكيف استقبلت اختيارك الأم المثالية على مستوى الجمهورية؟
لا، لم أكن اتوقع أبدا الحصول على هذا اللقب، فعندما تقدمت بأوراقي إلى المسابقة كان ذلك فقط تلبية لرغبة أبنائي ولم أفكر فيها مطلقا، وعندما تم إبلاغي بنتيجة المسابقة لم أكن مصدقة الخبر، كنت في غاية السعادة وبكيت من شدة الفرح.
• جميعنا يمر بأمور صعبة.. ما هي نصيحتك لتجاوز الصعاب وتحقيق التصالح مع النفس؟
علينا دائما البحث عن الإيجابيات في الأمور الصعبة، والتذكر دائما بأن كل شيء مر سيمر، بالإضافة إلى الاستعانة بالله والاعتماد عليه في كل شيء، ولا يمكنني نسيان دور زوجي فهو دائما ما كان يساعدني في التغلب على أمور الحياة الصعبة، فالإخلاص والوفاء واختيار الرفيق الصالح المناسب أمر ضروري، والرضا بقضاء الله وقدره هو خير سبيل لتحقيق التصالح مع النفس والوصول إلى السلام النفسي، والنظر إلى الأمور بحجمها الطبيعي، وتقبل الصعاب بنفس راضية ومطمئنة لاختيارات الله عز وجل التي لا تكون إلا خيرا للإنسان.
• أخيرا.. ماذا عن الطموحات والأهداف؟
يأتي في مقدمة طموحاتي أن أرى أبنائي مستقرين في حياتهم، ويحققوا ما يتمنونه ويسعون إليه، كما أطمح إلى المزيد من التقدم في عملي، فبفضل الله وصلت إلى درجة معلم خبير في مادة الرياضيات، وآمل في الفترة القادمة أن أشارك في تطوير طرق التدريس للطلاب والاستفادة من التعليم التفاعلي الذى يساهم فى فهم الطلاب للمقررات الدراسية، فضلا عن زيادة سرعة الاستيعاب، ومن ثم تحقيق النتائج التي نتمناها لتخريج أجيال قادرة على خدمة بلدهم ووطنهم.
|