القاهرة 12 ابريل 2022 الساعة 12:53 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كيف حالك؟
أتمنى أن تكون بخير، لأن كونك بخير يعني أنني كذلك...!
أود أن أفضي إليك ببعض من ترهاتي التي لا تنتهي، هكذا أظنها، لا أظنك تنزعج منها..!
هل ترى الطقس وتقلباته؟!
للمرة الأولى التي لا أنزعج من تقلباته، ربما لأن هذه التقلبات، وهذا الخلل، أو أن شئت الصحة التغير في المناخ، أدى لامتداد فصل الشتاء الذي أحبه إلى وقتنا هذا.
رغم تخلل بعض الأيام ذات الطقس الحار.. لكن تظل الأجواء الباردة هي السائدة خلال هذه الأيام التي اعتدنا أن نرتدي فيها الملابس الخفيفة تمهيدا لموجات أكثر تركيزا من الحرارة، لذا هذا التغير المناخي أعده أفضل ما حدث، وأتمنى أن يمتد قليلا قبل أن تهاجمنا موجات الحر المصاحبة لفصل الصيف.
اعتبرني كائنا شتويا، عدوي الوحيد هو فصل الصيف، والحر، والشمس الحارقة.
لست أدري هل تراك كائنا صيفيًا أم شتويًا مثلي؟!
أظنك كائنًا شتويًا فلا يوجد مبدع لا يقدس الشتاء ولياليه الطويلة.
لا أخفي عليك لا أحب فصل الصيف، بالرغم من أن يومه أطول، ويساعد على انجاز العديد من المهام، يمكنك اعتباري كارهة له، لا أطيقه، ولا أتحمل رطوبته العالية، والصخب والعشوائية التي يتسم بها..
أتساءل دومًا لماذا لا يجمعون محبي الشتاء ويرسلوهم إلى القطبين في بعثات طويلة الأجل، تاركين أماكننا لمحبي الصيف، أو يتم نفيهم إلى خط الاستواء ليتنعموا بالمزيد من الحرارة والرطوبة وحشائش السافانا!!
على كل، أود أن أخبرك بأمر مهم.. "الأحلام"
هل تراك كنت تحلم بكونك عازفا منذ كنت طفلا؟
حتما كنت كذلك، فمن تعزف أنامله ألحانا ملائكية على هذا النحو، حتمًا شخص كان يسعى وراء حلمه.. أدرك هذه الحقيقة، لأنني مثلك سعيت وراء حلمي حتى حققته، أحدثك عن ذلك لأنه أثناء نقاشي مع أحدهم سألني عن أحلامي؟
فأخبرته أن أحلامي تحققت بالفعل.!
بادرته بالسؤال نفسه ماذا عنك؟
لأراه يبتسم ويجيب، بأنه يريد أن يصبح شخصًا مؤثًرا بعلمه، بفنه، بهوايته.. يريد أن يترك بصمة تخلده.!
راقني حلمه.. لم يحلم بالزواج، أو أن يكون يوتيوبر مثل أغلب أحلام أبناء جيله،لم يحلم بمنزل كبير أو اقتناء سيارة فارهة.!
أعجبت بحلمه، ورغبته في التغير والتأثير في الآخرين. راقني أنه لا يريد أن يكون مجرد رقم في تعداد البشرية!
وإنما يطمح لأبعد من ذلك.
الجميل بالأمر حداثة سنه، أتمنى أن يحقق أحلامه وأن يصل إليها..
من الجيد أن نزرع في أبنائنا الحلم، الأمل، النظر لأبعد مدى، من الجيد أن يتعلموا ألا ينظرون تحت أقدامهم، بل إلى المستقبل..
علموا أبناءكم أن السيارة والبيت الكبير سيأتيان، وستصل إليهما في مرحلة من مراحل الحياة.. لكن الحلم يظل حلمًا، حبيس أذهاننا..
لا ترضوا لأبنائكم أن يكونوا مجرد رقم في تعداد البشرية، ازرعوا فيهم أهمية الحلم، رسخوا حقيقة أن الأحلام تتحقق بالسعي والمزيد من الإصرار.
ما أجمل أن يكون لديك حلم وتحارب لتحقيقه حتى ولو فشلت محاولاتك، وإن كنت أظن أن من يحاول لا يفشل!
على الأقل تصبح راضيا عن نفسك.. راضيا عن محاولاتك على السعي لتحقيق هذا الحلم.. ربما يتأخر الحصول عليه لكنك ستصل إليه يومًا ما..!
من يحاول يصل، ومن يصمم على اقتناص الفرص يجدها، وكما تسعى للفرصة فهي أيضًا تسعى إليك، ما عليك سوى أن تحاول.!
عزيزي عمر خورشيد،
كل عام وأنت بخير أينما كنت، أعلم أن عيد ميلادك كان يوم السبت الماضي 9 أبريل.
أتدري أن ابني شمس يسبقك بيوم .. الشهر نفسه.. ابتسمت عندما أدركت هذه الحقيقة..
ألم أخبرك أن بيننا العديد من الأمور المتشابهة.!
أنت من أبناء برج الحمل، صاحب أطيب قلب.. صاحب الحضور القوي والشخصية الجذابة.
لست أدري كيف كنت تحتفل بهذه المناسبة السعيدة، لكن ما أنا متأكدة منه أنك كنت تحتفل به مع العائلة، والرفاق، والمحبين شأنك شأن الآخرين، ما يختلف بيننا حقا أنني أرغب في الغناء لك.. أتخيلني ممسكة بالميكرفون وأنت تعزف على جيتارك لحن أغنية وليد توفيق الشهير، وأغني لك "مالك طالع بالعالي.. يا مالي قلبي ليالي..
يا ربيع الحلم الأخضر.. إن كان على الصبر راح اصبر..".
أعتقد أنك ستضحك، لأني سأفسد اللحن والأغنية كالمعتاد لأنني أنسَ الكلمات، مما يثير غضبك كموسيقي محترف.. لن أنزعج فأنت محق في ذلك..
كما أنني أترك مساحة لصاحب المناسبة يوم ميلاده يفعل ما يشاء، ثم بعدها أسحب كل هذه الامتيازات وأطالبه بتعويض مادي أو معنوي عما بدر منه من تجاوزات طيلة يوم ميلاده.. قد لا تصل للقضاء، لكنها تظل دعاوى مرفوعة بيننا كأفراد..
لا تولِ انتباها لما أقول، فأنت معك صلاحية أبدية، لفعل ما تشاء، استثناء لأنك شخص استثنائي بحق.. يكفي أن لحنك الأسطورة رمم قلبي ومحا أثار الحزن والألم الذي استوطن به لسنوات..
بكل الأحوال وودت أن أهنئك بعيد ميلادك الغالي بطريقتي الخاصة والتي أتبعها مع من أحب.
كنت أتمنى أن تكون بيننا حقا، وتحتفل به في عالمنا هذا، نجتمع في مكان فسيح، وتقف بيننا حاملا جيتارك، وتعزف كل ألحانك التي نعشق، تنشر الحب والسلام والطمأنينة بألحانك الخالدة، وتمحو الآلام بابتسامتك الآسرة.
عزيزي عمر خورشيد..
اسمح لي ان انتهز هذه الفرصة السعيدة وأخبرك أنني ممتنة للصدف التي جمعتني بك.. أود أن أبثك حب المتابعين ولهفتهم لمتابعة رسائلنا.. التي يوصونني بالاستمرار بها.. أغار منك إن شئت الحقيقة، أعتقد أنهم مغرمون بك وليس برسائلي.. وأظنهم محقون..؟!
لا ألومهم فلقد أصبحت أسيرة لك وللموعد الأسبوعي لرؤياك..
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير حتى نلتقي..
ملحوظة:
لن تستطيع الفرار مني، سأجري معك الحوار الصحفي مهما كانت مشاغلك.. لا تظنني نسيت..؟!
إلى لقاء جديد..!!
|