القاهرة 12 ابريل 2022 الساعة 11:56 ص
بقلم: محمد حسن الصيفي
رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير، ومن كرم الشهر الفضيل أن اليوم طويل، نوم قليل في مقابل السهر للصباح الباكر، وبعد الإفطار والشاي والقهوة والذي منه والهروب من قنوات التلفزيون الغارقة في إعلانات تنسي الواحد اسمه من الملل والصداع وتقل الدم…
ومع الملل قررت خوض مغامرة غير محسوبة، وذهبت لمشاهدة الحلقة الأولى ل "توبة" عمرو سعد، ربما ولعل وعسى…
الحقيقة أتعجب أن يقال عما يُكتب في حوارات الدراما هذه الأيام أنه "سيناريو وحوار" وأتعجب أكثر أن لغة قائدي التكاتك والميكروباص والسرفيس أصبحت لغة رسمية حاضرة في الدراما!
من اللحظات الأولى سيصدر لنا توبة عظام صدره ويفتح الچاكيت دون أي مبرر ليقول لنا أنا وحش الجبال وبطل الأبطال، وخلال 30 دقيقة سيفتعل عدة معارك وهمية كوميدية يطحن فيها الصيع والبلطجية أصدقاءه من أهل السوق، وسيقدم عشرات الإفيهات والحكم من ظهر التوكتوك مباشرة للشاشة، وستقع غادة جارته في غرامه فجأة وستدعوه لأكل البليلة في شقتها، وستطاردها زوجته وتقوم بينهم معارك وتراشقات نسائية وقذف جبهات…
بعد نصف ساعة فقط سيقدم لك عمرو سعد العديد من النصائح، أهمها أن تتخلى عن فكرة مشاهدة الدراما والتسلية في رمضان وتنهي واجباتك ولا تتكاسل عنها، وسيدعوك بشدة للعودة إلى ماسبيرو زمان وبوجي وطمطم وليالي الحلمية وكل مسلسلات الزمن الجميل بأبطالها العاديين غير الخارقين.
وسيدعوك قبل ذلك للتمسك بالابتهال إلى الله في هذا الشهر الفضيل أن يزيح عنا سنوات الدراما العجاف التي طالت علينا وطال معها غياب الفن الحقيقي وأهله!
|