القاهرة 24 مارس 2022 الساعة 09:18 ص
شعر: أسماء الزهري
ليتك اختبأتِ خلف ظلامك
مع النجمة التي توارت وهي تستحم
خلف سواد الغمائم
ليتك ضعتي كفراشة بين أمواج البراعم
يا حارتنا البيضاء
كم كان نهارك جميل
وليلك والنسائم
والشجر وأغصانه التي قيدناها بالمناديل
بعدما طرزنا على طرفها حرف الحبيب
عل الحب يكبر كثمرٍ فيحلو ويطيب
اذكر يا حارتنا كيف كان نوح الحمام يوقظنا
وكيف كنا ننام على ضي قنديل
وإن تسامرنا والأحباب
فأمام الأبواب
نرتص كأرغفة من ماء وقمح
و الكلام كالوجوه
يحكي ما هو سمح
فتضحكنا النكات وتبكينا الذكريات ويقلقنا ما هو آت
والقمر سهران حليم
يسمعنا إذ نردد أغاني حليم حتى يسلم ضوءه للصباح
فتهم الديكة فزعة بالصياح
ليتك اختبأت خلف بيوتك الحمراء
خلف طينها وطوبها المتلاحم
بين أقدامنا ونحن إلى الفرن نتزاحم
ليتك اختبأت ساعة قالوا سندخل للقرية الكهرباء
وما الكهرباء؟
أجابوا: نور في الليل وما بعده
قلنا نحن على حالنا سعداء
نشبع من نور النهار
ومما فيه من كفاح
فننتظر النوم انتظارا
يأتينا به المساء لنرتاح
ما حاجتنا لنهار في الليل؟
نحن على حالنا سعداء تكفينا شمعة ولهب الفرن
إن نزلت دمعة ووجب الحزن
فإن الحبيب سيمحها بطرف الكم
بعدما يجلبه الليل ويطرده الحقل
فيأتيني خفيفا كالنسيم
والأثقال أراها على معوله وكاهله
أحملها عنه بوجه باسم ولسان حكيم
ثم ننام تحت سقفنا بقلب سليم
دخلت الكهرباء
فهجرنا القمر الحليم ونسينا أغاني حليم
والفرن والشمعة
الشجرة والمنديل
وصارت الدمعة تدفع الدمعة
أما الحبيب
فقصر كمه وصار بالنور الجديد عني لاهِ
وتركني كشيء عند النور الإلهي
تحت الشجرة
أفكك عنها تلك المناديل
وأربطها بأعمدة الكهرباء
في حارتنا البيضاء حيث كنا نقيم
ليتنا خبأناك خلف ظهورنا
فلكم اشتقنا لظلامك القديم.
|