القاهرة 15 مارس 2022 الساعة 11:09 ص
كتب: أحمد مصطفى عمر
في سردية تناقش المشكلات الاجتماعية والسياسية والتاريخية للمجتمعين المصري والروسي، تقدم الكاتبة ضحى عاصي روايتها الجديدة "صباح 19 أغسطس" حيث تدور أحداث الرواية ما بين مصر وروسيا، فبطلة الرواية هي مصرية الأب روسية الأم، فالأب الذي ذهب إلى روسيا في منحة لنيل درجة الدكتوراه يتزوج من روسية وينجب منها فتاة مرتبكة الهوية، فهي وسط المجتمع الروسي غريبة وأجنبية، وفي وسط المجتمع المصري تعاني من ذات الغربة، فالمجتمعات الإنسانية مهما اختلفت توجهاتها ومشاربها تنطر الآخر ولا تمنحه فرصة الاندماج فيها.
تأتي الرواية بعد روايتها الأولى التي صدرت عن دار الياسمين بعنوان "القاهرة 104" وقبلها صدر لها مجموعتان قصصيتان بعنوان" فنجان قهوة" و"سعادة السوبر ماركت" كما أصدرت كتابا سياسيا اجتماعيا بعنوان "مبارك بشهادة السيدة نفيسة".
الرواية تنبش في ماضي الفكر الإنساني، ليسقط على الحاضر، الدائرة الأبدية من بزوغ شمس الأفكار العظيمة وتدور الرحى على صفحات الرواية معبرة عن الحقبة التاريخية التي جرت فيها الأحداث، ولكنها تطرح معضلات فكرية وجودية ظلت بلا إجابات شافية حاسمة منذ تأسيس المجتمع البشري، وعبر مختلف العصور، يجري تقديمها بشكل استثنائي لتعيد صياغة التاريخ بصورة أدبية إنسانية مجردة بالغة الحساسية كاشفة أن الطغيان واحد على أي أرض.
كما تشير الرواية إلى كل العَوار الذي يعتري المجتمع الإنساني وعصبياته بدءًا من لون شعر البطلة الذي لا يناسب الروسيات في روسيا، وملامحها الأجنبية التي لا تناسب المصريات في مصر.
وفي لفتة متعمقة جاءت الرواية لتربط كل أحداث الدمار والقتل في العالم بالمنظمات الإرهابية المتشعبة والمتشابكة على مستوى العالم.
لا تخلو الرواية من إسقاطات سياسية وتاريخية في الشأن الروسي، والمصري، والتركي، والأفغاني، وكذلك تعرضت لما يحدث للبلاد جراء الثورات الحالمة.
|