القاهرة 01 يونيو 2021 الساعة 09:02 ص
بقلم: د. فايزة حلمي
تتابع ساجاري جونغالا Sagari Gongala: العقاب والتأديب ليسا نفس الشيء..
لتلخيص ذلك فإن المؤدِّب الجيد هو الشخص الذي يضع توقعات واضحة، وهو نموذج جيد، ويسمح للأطفال بالاختيار، ويمنحهم الحرية للنمو مع وضع الحدود للحفاظ على سلامتهم، هذا يسمح لهم بتحمل مسئولية سلوكهم وتحميل أنفسهم المسئولية، ولكن إلى أي مدى يمكنك أن تذهب في وضع الحدود؟ هل يجب تأديب الأطفال بالعقاب الجسدي؟
هل العقاب من الكلمات التي تتبادر إلى ذهنك عندما تتحدث عن الانضباط؟ إذا كان الجواب نعم، فأنت لست وحدك، نشأ الكثير من الآباء وهم يعتقدون أن معاقبة الطفل جسديًا أو عقليًا هي الطريقة الوحيدة لتأديبه، لكن فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل العقوبة ليست وسيلة فعالة لتأديب الطفل:
- كلمة "الانضباط" مشتق في اللاتينية من كلمة تعني "الإرشاد" أو "المعرفة" الانضباط هو توجيه وتعليم الطفل السلوك الجيد، بينما يتم استخدام العقاب كعقوبة للسيطرة على الطفل من خلال الخوف.
في حين أن العقاب قد يتحكم في سلوكيات معينة عند الأطفال، فإنه يغرس فكرة أنهم ليسوا مسئولين عن كيفية سلوكهم، إنه يغرس أنه يجب على الطفل ببساطة تجنب العقاب، هذا يعني أن الطفل قد يستمر في ممارسة السلوك غير المرغوب فيه أثناء إخفائه في حضور الوالدين.
يمكن للعقوبات المُخزية أو المُحرجة أن تسبب ضررا نفسيًا طويل الأمد للطفل، ويمكن أن يؤدي العقاب البدني مثل الصفع إلى تعلّم السلوك العدواني لدى الأطفال، الأطفال الذين يتعرضون للعقوبات الجسدية هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية، وتطوير السلوك المعادي للمجتمع.
يمكن للعقوبات أن تتحول إلى إساءة دون علمك وتسبب ضررًا نفسيًا طويل الأمد للأطفال، حيث يبدأ الطفل الذي غالبًا ما "يُعاقب" في الاعتقاد بأن مسئولية تصحيح أخطائه تقع على عاتق شخص آخر، إنهم يبحثون دائمًا عن شخص ما للإشارة إلى سلوكهم "السيء" ومعاقبته على ذلك.
تذكر لا يوجد أطفال سيئون، فقط سلوك سيء، هدفك ليس إيذاء الطفل، ولكن تصحيح السلوك.
طرق الانضباط الفعالة:
يهدف الانضباط إلى تعليم الطفل التفريق بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، على الرغم من أنها قد تكون ذاتية الفكرة هي تعليم الطفل الالتزام بقواعد السلوك الأخلاقية، والعيش حياة صحية وسعيدة دون الإضرار بالآخرين، وهنا، نناقش الأشكال المختلفة للتأديب مع الأخذ في الاعتبار سن الطفل.
الأعمار من ثلاثة إلى خمسة:
يمكن للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات أو أكثر؛ فَهْم التعليمات واتباعها وأيضًا الربط بين أفعالهم والنتيجة، وهذا أيضًا هو العمر الذي يبدأون فيه تطوير إحساسهم بأنفسهم على أنه منفصل عنك، مما يجعل من الضروري تعليمهم الحدود، فيما يلي بعض الطرق الفعالة لتأديب طفلك دون معاقبتهم.
1. الانضباط الإيجابي:
يركز الانضباط الإيجابي للأطفال على ما هو صحيح مع الطفل بدلاً من ما هو خطأ، الفكرة هي تحويل تركيز الطفل من ما هو سلبي إلى ما هو إيجابي، من خلال التأكيد فقط على ما يجب القيام به، يعمل هذا بشكل ممتاز مع الأطفال الصغار الذين يمكن تكييفهم.
2. إرشاد الطفل:
الأطفال الصغار لا يعرفون الصواب من الخطأ، يجب تعليمهم السلوك العام، التحدث إلى أشخاص جدد أو ضيوف في المنزل، الأخلاق، ومهارات الاتصال، لذا كن واضحًا وقدّم لهم تعليمات بسيطة يمكنهم فهمها واتباعها، أرشد الطفل إلى التفريق بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
وأفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تكون نموذجا يحتذى به، افعل ما هو صواب وتصرف بالطريقة التي تريد أن يتصرف بها الطفل، هذا يعني قول "آسف، شكرًا لك، معذرةً، ومن فضلك" وهذا أيضًا هو العمر الذي يمكنهم فيه تعلّم قوْل "أنا غاضب" أو "أنا جائع" وحتى "أنا أحبك".
3. الانضباط على أساس المكافأة:
يعمل التكييف بشكل أفضل عندما يكون الأطفال أصغر من أن يفهموا المنطق والتفسير، استخدام العقوبة هو طريقة شائعة لتوجيه شخص ما للتصرف بطريقة معينة، ومع ذلك، عندما تستخدم العقوبة، فإنك تركز على السلبية.
يركز التأديب القائم على المكافأة على الإيجابيات؛ أو ما يجب أن يستمر الطفل في فعله، ومع ذلك؛ يجب منح المكافآت بعناية حتى لا تتحول إلى رشاوي، عندما تكافئ الطفل على كل شيء صغير، في كل مرة، لن يكون لديه الدافع لفعل الشيء الصحيح عندما لا تكون هناك مكافأة.
تتمثل إحدى طرق منع ذلك في تعليم الطفل أن المكافآت لا يجب أن تكون دائمًا ملموسة، يمكن أن تكون كلمة أو مدح أو حتى كيف يشعر الطفلن على سبيل المثال، الشعور الجيد أو الشعور بالسعادة هو المكافأة في حد ذاته عندما يساعد شخصًا ما (مثل الأخ أو حتى أحد الوالدين).
4. فترات التبريد:
إن تأديب طفل عنيد معتاد على نوبات الغضب ليشق طريقه ليس بالمُهمة السهلة، عادة ما يكون الأطفال الذين يصابون بنوبات الغضب أو الصراخ حانقين ومحبَطين ويطلقون ذلك على شكل نوبات غضب، وتوبيخهم أو محاولة حَمْلهم على فعل الشيء الصحيح يمكن أن يحول التفاعل إلى صراع على السلطة ويزيد الأمور سوءًا، علاوة على ذلك، من خلال تلقي الاهتمام بنوبة غضبهم، غالبًا ما يصبح الأطفال معتادين مواصلة استخدام نوبات الغضب لسماع احتياجاتهم وتلبيتها.
عندما يرفض الطفل فِعل ما يُطلب منه أو يثور بنوبة غضب امنحه فترة تبريد، تسمح فترة التنظيم هذه للطفل بتهدئة نظامه العصبي حتى يتمكن فعليًا من استيعاب أي معلومات تعلمه إياها بعد ذلك، على عكس العقاب، الذي عادة فيه تجعل الطفل يقف في زاوية مواجهة للحائط، فإن فترة التبريد هي السماح للطفل بالجلوس في مقعده المريح، وسط ألعابه المفضلة، بهذه الطريقة، يتعلم الطفل أنه لا يزال مدعومًا ومرتاحًا عند الشعور بالضيق، ولكنه أيضًا غير مدعوم في سلوكه الغاضب، وبمجرد أن يهدأ الطفل، تحدث معه عن سبب وجوب تصرفه بطريقة معينة.