القاهرة 25 مايو 2021 الساعة 10:46 ص
كتبت: شيماء عبد الناصر
انتقل إلى الرفيق الأعلى الكاتب الروائي عماد شكري بعد إصابته بفيروس كورونا في شهر أبريل 2021.
عماد شكري سعد الله، عضو نادي أدب سوهاج، قاص فاز بالمركز الأول في القصة القصيرة جدًّا في مسابقة نادي القصة بأسيوط 2019، نشر في العديد من المجلات والصحف المصرية والثقافة الجديدة له مجموعة قصصية ورواية تحت الطبع.
كتب صديقه الكاتب والقاص مجدي حشمت سعيد عضو اتحاد كُتَّاب مصر:
عماد شكري و"الحماسة الأدبية".. وُلِدَ هذا التعبير في فكري منذ لقائي الأول بالأديب الراحل على "كورنيش" نيل سوهاج الشرقي الجديد منذ حوالي ثمان سنوات رفقة الأحباء الذين كان لهم فضل دفعي إلى الحياة الأدبية السوهاجية والعامة (أشرف أيوب - د. جميل وصفي - د. ممدوح عدلي - مينا كرم).
ويضيف: تابعته حينها وهو يقرأ أول قصة قصيرة لي تم نشرها في مجلة قديمة في أبريل 1973، رأيته يقرأ بحماس واندماج وانفعال وتأثر، لم أكن أنا كاتب القصة أعرف أن أجيده مثله، حتى أن قصتي وصلتني أنا شخصيًّا يإحساس وانطباع جديدين غير مسبوقين.
يستكمل: كان هذا هو عماد شكري وكانت تلك حماسته الأدبية التي ارتبطت به في ذاكرتي فها هو حين يتأهب لقراءة نص سواء من إبداعه أو إبداع أي أحد غيره نجده يتأهب له بكل كيانه الجسدي والانفعالي، ابتداءً من تعديل وضع نظارته وفتح صدره وحركات ذراعيه والتقاط أنفاسه وحتى نبرات صوته ليبدأ فيه بكل حماس.
كان يتوحد ويندمج ويعيش في النَّص بكل جوارحه وكأنه أحد أبطال النَّص المنصهرين داخله وقد خرج ليلقي علينا ما يريد التعبير عنه، والغريب أن ذلك لم يكن فقط حين يقرأ نصًّا له أو جزءًا من روايته الموعودة أو أي عمل أدبي لنا أو لآخرين ولكنه كان سمة له حتى حين كان يتحدث في مجالسنا الأدبية عن رواية قرأها ويريد أن يبدي انطباعه عنها فقد كانت "الحماسة الأدبية" بمعنى الولع والشغف بكل ما هو أدبي هي المسيطرة والغالبة على تعبيراته وانفعالاته وتأثره وبالتالي كلماته.
رحيله المفاجئ أوجع قلوبنا فاختطف منَّا إنسانًا وأديبًا كنا نتوقع منه الكثير فأصبح رواية لم تكتمل كروايته، نسأل الله المغفرة والرحمة له والصبر والسلوان لأهله ولمحبيه ولنا.
وعنه يقول القاص أحمد الشمسي:
عماد شكري.. رحيل الروائي الطيب.. دهمني الخبر كنصل سكين.. كطلقة، كنت أمرر أخبار الوفيات على صفحة موقع التواصل دون اهتمام، ثم توقفت في فزع إذ رأيت صورته، صديقي الروائي الطيب، الذي ظننت بسذاجة أن الحياة ستبادله الطيبة بطيبة وستكافئه على سرده الرائق بحياة طويلة رائقة.
لم يكن وجود عماد إلا بسيطًا وطيبًا، ولم يكن سرده إلا هادئا مثله. نسمع منه بعض فصول رواياته في نادي الأدب، أو بعض قصصه في جلستنا في نادي الزراعيين فتعجبنا الأفكار الطازجة التي تحملها لغة منسابة دون ثقل، ونستمتع بصحبته وهو يطرح أفكاره وتعليقاته دون صدام مع أحد، ثم نستيقظ فجأة لنكتشف أنه ككل الأشياء الأصيلة في هذه الحياة، يمر خفيفا لكنه يترك ثقلا إذ يغادر. هو الموت إذن يلعب لعبته المفضلة ثانية وينتقي انتقاءه الذي لا يخيب أبدا.
ويقول الكاتب والقاص الصحفي مينا كرم:
لم يكن عابر سبيل رحل في لحظة عبثية لا معني لها، ولم يكن شخصًا عاديًّا رغم بساطته وتواضعه، بل كان محبًّا وخدومًا للجميع فأحبه الجميع، وامتلك موهبة حقيقية في كتابة القصة القصيرة والرواية والنقد الأدبي لم يتفوق عليها سوى موهبته الأخرى في تصديه لكل العبث المحيط وظروف الحياة بابتسامة راضية وأدب ساخر في قصصه وروايته الأولي الرائعة التي لم تكتمل فصولها كحياته الخاطفة.
أحب "أغاني من زمن الوجع" الذي ترك رحيله في قلوبنا وجعًا ممتدًا ورصيدًا لابد من توثيقه من كتابة بسيطة عميقة ولغة ساخرة ساحرة وموهبة حقيقية كافحت بصبر ورضا حتي النهاية .
الصديق المخلص الذي لن يعوض: "الموت جبان يا صاحبي مش بيتشطر غير على الطيبين والأنقياء".. وداعًا عماد شكري
وعنه يقول الكاتب فتحي إسماعيل:
مرات قليلة بحساب الزمن والمادة.. تلك التي التقيت بها عماد شكري، لكن ما جمعني به كان أكبر من الزمن والمكان، روحه الطليقة وابتسامته العذبة وألق عينيه الطفولي.. آماله كانت معلقة عليها كقناديل تضيء عتمات اليأس في روحي، فأستمد شعلة أمل تدفعني لانتظار شيء ما قادم. من أحلامه وقراءاته التي يقترحها. نصوصه القصيرة التي كنت أستمع إليها منه كانت تشبه روحي وطيوف المتخيل الإنساني التي تراودني .
وأضاف: من القليلين الذين حين كنت ألتقيهم أتنسم ريح القادم بروح شابة متوثبة.. آخر مرة التقيته إثر أزمة صحية ألمّت به، كنت أحسبها عابرة.. بحكم إيماني به وأحلامه، فأمضيت الدقائق القليلة معه بمزحات عابرة، على أمل أن نعاود اللقاء خارج أسوار المشفى، ليفجعني باستسلامه المؤلم والخاذل.. ويؤجل اللقاء إلى خارج أسوار الحياة.. لم يجمعني بعماد زمالة تنتهي بغياب، أو صحبة تنتهي بفراق، إنما جمعتني به روح وأحلام.. عانقت روحي ولن تبرحها حتى نلتقي هناك.